صور تشاهدها لأول مرة..عبد الناصر رفض دفنه في مصر..ابنته إتهمت ضابط من المخابرات المصرية بقتله في روما بهذه الطريقة.. لغز «وفاة الملك فاروق»
الموجز-إعداد - محمد علي هاشم
لغز وفاة الملك فاروق .. «تُخمة» أم «سم»؟
ما علاقة موته بمحافظ القاهرة؟
من هو وزير الداخلية الذى ذهب إلى إيطاليا لمعرفة حقيقة موت الملك فاروق.. بالسم أم بالتخمة؟
عبد الناصر رفض دفنه في مصر ولكن الملك فيصل توسط لتنفيذ وصية فاروق بدفنه في المحروسة وقد كان
الملك فاروق ولد فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في يوم 11 فبراير من عام 1920 ميلاديّة، ويُعتبر الملك فاروق آخر من تولّى الحكم الملكيّ في البلاد المصريّة لتصبح من بعده رئاسة جمهوريّة وحتى هذا اليوم، وقاد هذه البلاد ما يقارب الستّ سنوات، منذ اليوم السادس مايو من عام 1936 ميلاديّة، وذلك بعد اغتياله بخطّة منظمة على يدّ تنظيم يُعرف بالضباط الأحرار.
استطاع الفاروق خلال فترة حكمه أن يبعد جميع الإنجليز الذين كانوا يعملون في القصر باستثناء صيدليّ، وإزالة معظم الامتيازات لصالح السفير البريطانيّ في البلاد المصريّة كوجود حراسة مشددة في مبنى السفارة، والاستقبال الرسميّ عند قدومه إلى أرض البلاد، وإنشاء العديد من الوزارات كالشؤون الاجتماعيّة، ونقابة الصحفيّين، وقام بسنّ قانون للضرائب على الأرباح في مجالات التجارة والصناعة، وكان كريماً يتصدّق على الفقراء.
إتهام البغدادي بوضع السم للملك في طعامه
تناول الملك فاروق في العاصمة الإيطاليّة روما عشاءً في المطعم الشهير آيل دي فرانس في ليلة 18 من مارس لعام 1965 ميلاديّة، وتوفي بعدما وضع له سم الاكوانتين بعصير الجوافة الذي كان على المائدة، والذي تمّ وضعه بيد واحد من رجال المخابرات المصريّة إبراهيم البغداديّ، حيث كان يعمل البغداديّ بوظيفة جرسون في المطعم، وذلك بتكليف من قبل القيادة السياسيّة، وبعد إكماله من تناول العشاء الكبير بدأ ضيق التنفس يزداد شيئاً فشيئاً مع احمرار شديد في الوجه، وتمّ نقله إلى المستشفى بواسطة إحدى سيارات الإسعاف ثمّ توفّي، وكان الرأي الأوليّ للأطباء الإيطاليين بأنّه ذو بنيّة جسميّة بدينة جداً، وكان يُعاني من ضغط دم عالٍ، وله شرايين ضيقة، ونتيجة لذلك سيقتله تناول الطعام الكثير والمعروفة باسم التخمة.(المصدر)
الأميرة فريال ابنة فاروق : (مات مسموما من الأكل)
أطلت القصة برأسها منذ سنوات مضت، إلا أنها تجددت على لسان الأميرة فريال ابنة فاروق، فى حوارها للإعلامى أحمد المسلمانى على قناة دريم، قالت فريال إن أباها مات مسموما من الأكل، ولا تعرف لماذا قتلوه (تقصد رجال ثورة يوليو)، وأضافت: علمنا بعد ذلك أن السم الذى وضع فى الطعام عبارة عن عقار خاص بالمخابرات الأمريكية، من شأنه أن يوقف القلب تماماً، ليبدو الأمر وكأنه أصيب بسكتة قلبية، وعلمنا بالأمر الساعة الواحدة صباحاً، وأنا إلى الآن لا أعرف لماذا قتلوه فقد كان وطنيا ولا يفكر أن يؤذى مصر.
كلام الأميرة فريال لا تتعرض فيه إلى ملذات وسوء حياة والدها وهو يعيش فى ايطاليا.
لكن الأكثر إثارة فى الموضوع هو ما يتم تداوله بين الحين والآخر بأن إبراهيم البغدادى أحد ضباط ثورة يوليو ومحافظ القاهرة (1972)، هو الذى قام بدس السم للملك فاروق فى إيطاليا فى عملية خاصة، ووفقا للقصة المنسوبة إلى البغدادى فى كتاب للكاتب الصحفى الراحل محمود فوزى تنكر البغدادى فى شخصية يهودى من إسرائيل، اسمه أرميندو، وتنكر فى زى جرسون فى المطعم الذى كان يتردد عليه فاروق، وقام بدس السم فى الطعام الذى تناوله فاروق ليموت بعدها.
عمرو الليثي يواجه البغدادي ورجل المخابرات يرد
هذه المعلومات قام الإعلامى عمرو الليثى بمواجهة البغدادى بها فى برنامجه «اختراق» فرد البغدادى عليها قائلاً: «الملك فاروق مات موتا طبيعياً، وهو لم يكن يشكل أى خطورة على مصر بعد خروجه منها إلى إيطاليا، وخرج برأى جمال عبدالناصر رغم آراء بعض مجلس قيادة الثورة التى كانت تطالب بمحاكمته»، أضاف البغدادى: «فاروق خرج وهو يعلم تماما أن هذه نهاية علاقته بمصر، لأنه غير مرغوب فيه من الشعب، وليس له قواعد يستند إليها لو فكر فى العودة»، وفسر البغدادى أسباب ما يقال عن دوره فى هذه القضية بقوله: «إن بعض المحامين الذين تابعوا قضية انحراف المخابرات والتى تم التحقيق فيها بعد نكسة يونيو عام 1967 التقطوا منها قصة استخدام المخابرات للسموم، وأن هناك كمية من السموم مستهلكة، وغير معروف أين ذهبت، فكان الرد أن إبراهيم البغدادى حصل على كمية منها وقتل بها الملك فاروق، وتلقفت الصحافة اللبنانية القصة وتحدثت عنها»، ولما سأل الليثى ضيفه إبراهيم البغدادى بسؤال واضح: «هل قتلت الملك فاروق؟» رد البغدادى قاطعا: «لا».
النفى لم يأت من المتهم فقط، وإنما جاء من آخر وزير داخلية فى عهد فاروق، وهو مرتضى المراغى، وقيمة هذه الشهادة أنها تأتى من شخصية لا تدافع عن عبدالناصر، بل إنه كان متهما من عبدالناصر بالتآمر على حكمه، وعاش المراغى طوال حكم عبدالناصر فى أوروبا لا يستطيع العودة إلى مصر، وساعده العاهل السعودى الراحل الملك فيصل، ويشرح المراغى فى مذكراته: «مرتضى المراغى.. شاهد على حكم فاروق» فى صفحة (300) بعنوان: «موت فاروق»: «انقطعت عنى أخبار فاروق إلى أن فوجئت بنشر الصحف خبر وفاته.. وعلمت بموعد جنازته فقررت الاشتراك فيها.. وكان من المشاهد التى لا أنساها عندما ذهبت إلى المقبرة التى أعدت لدفنه، وكانت مقبرة المسيحيين المسماة «الفيرانو» فى مدينة روما، وقد لفتت نظرى إحدى بنات فاروق ولاحظت أن معها ولدا صغيرا كانت تهمس فى أذنه بين وقت وآخر وهو فى حالة ارتباك شديد، ويبدو أن الفتاة عرفتنى فقد فوجئت بها تطلب إلى الولد الصغير الذى معها أن يصافحنى.. ثم تقول لى بأدب مفرط: تسمح تخليه يقرأ الفاتحة على روح أبوه».
وعرفت أن هذا الصبى هو الطفل أحمد فؤاد الذى قاسى فاروق طويلاً من أجل أن ينجبه وكان يحلم أن يرثه..وطلبت إلى أحمد فؤاد أن يردد معى ما أقوله: وقرأت آيات الفاتحة وأخذ يرددها هو خلفى.. حتى انتهيت فأمسكت به أخته وأخذته وانسحبت».
ويضيف المراغى «بسبب الحكايات الكثيرة التى ترددت عن وفاة فاروق ومن بينها اتهام أحد ضباط الثورة بأنه دس السم لفاروق فى طعامه، فقد مارست فضولى وظللت أتردد طويلاً على المطعم الذى مات فيه فاروق إلى أن كسبت صداقة صاحبه.. وهذا المطعم موجود فى شمال إيطاليا، وعندما عرف صاحب المطعم بعد أن كسبت صداقته أننى مصرى أخذ يحدثنى عن فاروق وتردده الطويل على مطعمه، وقلت له إنه كان غريباً أن يموت فاروق فى سن 45 عاماً هكذا فجأة وهو يأكل، ونظر إلى صاحب المطعم وقال ساخراً: يأكل.. وأضاف ما معناه بالإيطالية بل قل كان «يحشى» قلت له باهتمام: هو أكل إيه؟.
وأجابنى بقائمة غريبة فقد بدأ فاروق طعامه يومها بتناول «سلطانية اسباجتى كبيرة عليها كوم من المحار، وهو طبق معروف فى إيطاليا اسمه اسباجيتى الأجاندولا، والمفروض فيمن يأكله ألا يأكل غيره، ولكن فاروق أكل كمية تقدم تقريبا لثلاثة زبائن..ثم اتبع هذا الطبق بقطعة لحم خاصة زنة حوالى كيلو من نوع مميز اسمه «فوليرانتينا» وهو يعد من أحسن أنواع اللحوم ويحضرونه خصيصاً من فلورنسا، والمفروض أن يشترك أربعة فى أكل مثل هذه القطعة، ولكن فاروق التهمها وحده ومعها بدون مبالغة صينية بطاطس، ثم جاء دور الحلوى وكان «خفيفاً»: خمسة أصابع موز، وخمس تفاحات، ونصف تورتة.
يختتم المراغى شهادته بقوله: «لم يكن سراً أن فاروق كان مريضاً بالقلب، وقد نصحه الأطباء بتخفيف وزنه، ولكنه كان قد انجرف إلى حب الطعام بصورة مذهلة، وعندما التهم هذه الوجبة الغريبة كتمت على أنفاسه ومات فيها».(المصدر)
عبد الناصر يرفض تنفيذ وصية الملك فاروق بدفنه في مصر
وعقب وفاة الملك فاروق رفض جمال عبد الناصر تنفيذ وصية الملك بدفنه في مصر وتحديدًا في مسجد الرفاعي بالقاهرة، إلا أن وساطة فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية آنذاك أثنت عبد الناصر عن رفضه لكنه رفض دفنه بالرفاعى، وتقرر في النهاية دفنه في حوش الباشا حيث مقبرة إبراهيم محمد علي باشا بمنطقة الإمام الشافعى.(المصدر)