«جرام واحد يمكنك من إنتاج ألف طن» .. كيف تتم عملية زراعة اللحوم ؟

الموجز

قالت الدكتورة شيرين زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء البيطريين، إن تقنية استزراع اللحوم؛ ليست بالاكتشاف الجديد، مشيرة إلى تداول اللحوم المصنعة في أوربا منذ ما يقارب الـ 10 سنوات.

وأشارت خلال مكالمة هاتفية ببرنامج «90 دقيقة» المذاع عبر شاشة «المحور» مساء الإثنين، إلى تطوير العلماء اليابانيين تقنية استزراع اللحوم؛ لتصل إلى إنتاج يضاهي في نسيجها وطعمها اللحوم الطبيعية، مضيفة: «حتى وقت قريب كانت اللحوم المستزرعة؛ عبارة عن لحوم مفرومة، لا تضاهي ملمس أو طعم اللحوم الطبيعية».

وأوضحت أن عمليات استزراع اللحوم؛ يتم بناء على تقنيات معقدة يمكن تبسيطها في؛ استخلاص الخلايا الجذعية (الخلايا الأولية في النخاع العظمي والكبد) من أي حيوان؛ ومن ثم تخزينها واستزراعها بواسطة مفاعلات حيوية؛ بهدف تكثيفها عددا وحجما.

وأضافت أنه يتم تغذية هذه الخلايا عبر مستنبت (سماد)؛ المتمثل في الأكسجين والفيتامينات والأحماض الأمينية؛ بهدف نمو هذه الخلايا وإحداث تكاثر في العدد والحجم؛ لتشكل في منتجها النهائي العضلات والدهون الأنسجة الضامة المشكلة لقطع اللحوم.

وأكدت أن الهدف من اتجاه العلماء نحو استخدام تقنية استزراع اللحوم؛ كان نتاجا للزيادة السكنية، والتغيرات المناخية التي تسببت في إحداث ضرر بالأرض الزراعية.

جرام واحد من هذه الخلايا قد يمكنك من إنتاج ألف طن لحم

وفي تصريحات للعين الإخبارية قال الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس المصرية فكرة الاستزراع جرى تطبيقها في العديد من المجالات، أولها في مجال النبات، فهناك نباتات كثيرة جرى إنتاجها عن طريق زراعة الأنسجة والخلايا، وتمت في مصر سنة 1986 بإنشاء أول معمل لزراعة الأنسجة النباتية، مع العلم أن معظم فاكهة الموز والفراولة في مصر هي نتيجة زراعة الأنسجة.

بعدها انتقلت فكرة الاستزراع إلى الإنسان نتيجة الأمراض الكثيرة الموجودة وعلى رأسها السرطان، وفكر الباحثون في إنشاء بنك لزراعة الأعضاء ليكون بمثابة "قطع غيار" للأعضاء التي تتعرض للتلف، لكنهم في النهاية لم يصلوا إلى الهدف المنشود. رغم هذا استغلوا هذه المعطيات في علاج اللوكيميا من خلال الخلايا الجذعية عن طريق نخاع العظام، ونجحت بنسبة تجاوزت 80%.

لاحقًا انتقل هذا الموضوع إلى الحيوانات، والعالم يعمل على هذا التوجه منذ ما يزيد عن 91 عامًا وحقق نجاحًا، ففي سنة 2013 شهدت هولندا مؤتمرًا صحفيًا أُعلن فيه إنتاج أول قطعة برجر من عملية الاستزراع. ثم انتشر هذا الموضوع تحت مسمى "اللحوم المنماة أو المستنبتة في المعمل".

هي عملية قائمة أساسًا على الخلايا الجذعية، وهي المكون الرئيسي لجسم الكائن الحي بدايةً من المرحلة الجنينية، كما أنها تكوّن كل شيء في الجسم، ولديها قدرة هائلة على التضاعف في ظروف معينة خارج جسم الكائن الحي.

العلماء فكروا في كيفية الحصول على هذه الخلايا وكانت  من مصدرين، إما من أجنة الأبقار أو الجاموس أو الدواجن أو الأسماك، أو من البالغين منها، وبتقاليع معينة يتحصلون على هذه الخلايا ويجري وضعها في بنك الخلايا.

لاحقًا يأخذ العلماء من بنك الخلايا جزءًا من الخلايا الجذعية بعد حفظها في ظروف معينة، ويجري لها عملية إنماء لزيادة أعدادها عن طريق وسط وخطوات معينة، بحيث تتحول ملايين الخلايا إلى تريليونات من الخلايا.

بعدها تتحول الخلايا لنوعين، إما خلايا جذعية من جديد أو خلايا وليدة، هذه الخلايا الوليدة تتحول لخلايا تخصصية وتخضع لعملية إنماء جديدة في ظروف معينة، ومع نموها تكوّن أنسجة، وبعمليات معينة يجري تجميع هذه الأنسجة وتتكون قطعة اللحم.

تعليقات القراء