فيلم رعب جديد.. الصين تفقد السيطرة على صاروخ يزن 20 طناً بعد إطلاقه.. يهدد الأرض بالسقوط خلال أيام.. ونقطة الاصطدام غير معلومة

الموجز   

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها تتعقب مسار الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي" الذي أطلقته الصين، يوم الخميس الماضي، وبات خارج نطاق السيطرة، خلال دورانه حول الأرض، حيث من الممكن أن يسقط على سطحها خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال مايك هوارد، المتحدث باسم "البنتاجون"، إن قيادة الفضاء الأمريكية، تتوقع أن الصاروخ الصيني قد يدخل الفضاء الجوي يوم 8 مايو الجاري، وسط مخاوف من سقوط حطامه على منطقة مأهولة، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

والخميس الماضي، أطلقت الصين صاروخها "لونج مارش 5 بي" ليحمل أول وحدة من محطة فضائية جديدة تقوم بكين بتشييدها في الفضاء، ويزن 21 طناً.

وتقول وسائل إعلامية إنه على الرغم من أن معظم حطام الصاروخ الفضائي الصيني تحترق في الغلاف الجوي؛ إلا أن حجم الصاروخ الضخم أثار مخاوف من أن أجزاء كبيرة يمكن أن تعود إلى الداخل، وتتسبب في أضرار إذا أصابت مناطق مأهولة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن حطام الصاروخ بعد احتراقه في الغلاف الجوي، قد يسقط في المحيطات التي تغطي معظم سطح الأرض، لكنه لا يزال يشكل تهديدا للمناطق المأهولة بالبشر.

وحتى الآن، لم تعلق الصين رسمياً على فقدان صاروخها الفضائي، وسط اهتمام إعلامي واسع وجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمالية سقوط حطام الصاروخ على إحدى المدن، وتسببه في أضرار للسكان.

وفي السياق ذاته، كشف عالم الفضاء المصري الدكتور أسامة شلبية، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة، معلومات وتفاصيل جديدة بشأن خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة.

وقال شلبية، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز عربية"، إنها ليست الواقعة الأولى من نوعها، مشيراً إلى وقائع سابقة من بينها سقوط أجزاء من صاروخ فالكون 9 من تطوير شركة "سبيس إكس" في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف شلبية أن "الصين تواجه قيودًا على استخدامات محطة الفضاء الدولية، لذلك تسعى إلى أن يكون لها محطتها الخاصة.. ومن أجل تأمين تواجد دائم لروادها في الفضاء، بدأت في العمل على محطتها الفضائية الخاصة، وأطلقت الجزء الأساسي للمحطة على متن الصاروخ الصيني لونج مارش 5 بي".

وأوضح عالم الفضاء المصري أن  المحطة الصينية تحتاج إلى تجميع الأجزاء الرئيسية أو الخاصة بها، وبالتالي يتم إطلاق صواريخ تحمل هذه الأجزاء ووضع تلك  الـ Modules  في المدار الخاص بها لبناء المحطة، تمهيداً للإعلان عن اكتمال البناء في2022 أو 2023 على حد أقصى.

وأشار الدكتور شلبية إلى أن الصاروخ الصيني الذي تم إطلاقه يوم الخميس الماضي، ويحمل اسم (لونغ مارش 5 بي) يحمل تلك المكونات، وكأنها -للتبسيط- بمثابة "مواد بناء المحطة"، موشحا أن الصاروخ يعادل 7 أضعاف المرحلة الثانية من فالكون 9.

وأكد أن "المشكلة الرئيسية تكون في تلك الأجزاء التي تصل إلى نحو 22 طناً"، وأن العودة "تكون محددة بمسار ومدار وتوقيت معينين كي تسقط باقي النفايات في البحر أو في أماكن غير مأهولة بالسكان، وألا تسقط في منطقة طيران أو منطقة بها قوارب أو خلافه، بما قد يسبب مخاطر كبيرة".

وأردف الدكتور المصري "مشكلة النفايات الفضائية هي واحدة من المشكلات الأساسية.. كيف يمكن التخلص منها؟ وجودها يسبب خطراً شديداً ومتنامياً بالنسبة لاستخدامات الفضاء السلمية أو النشاط الفضائي للبشر خارج الأرض".

وبشأن خطام الصاروخ، يقول شلبية إن تلك الأجزاء أو الأجسام العائدة ترتطم بالغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل إلى 1200 ميل في الساعة "تحترق أجزاء منها، لكن الأجزاء الكبيرة تظل كما هي دون أن تتفتت، وتخترق الأرض.. وعندما ترتطم بالأرض قد تسبب في خطورة شديدة جداً على البشر".

ولذلك يخشى كثيرون من مسألة فقدان السيطرة على الصاروخ الذي أطلقته الصين، وبالتالي "صار من غير المعروف مسار ولا موعد عودته إلى الأرض، بما قد يسبب مخاطر على مناطق مأهولة بالسكان.. لا نستطيع التنبؤ بشكل كبير.. والوقت قليل جداً للتنبؤ بموعد ومكان الارتطام"، حسبما أضاف شلبية.

وتابع  مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة "ذلك الارتطام تكون مخاطرة كبيرة، لكن لحسن الحظ أن مساحة المياه تغطي ثلثي الكرة الأرضية.. والثلث الخاص بالأرض جزء منه غير مأهول بالسكان، بالتالي نسبة احتمالات الارتطام بمنطقة مأهولة ضعيفة".

علاوة على ذلك، أشار العالم المصري إلى أن الصاروخ لن يكون الأخير من نوعه بالنسبة لمهمة الصين، على اعتبار أن هناك 10 عمليات أخرى مخطط لها، مضيفا أن "المتابعين لما يعرف بالأجسام القريبة من الأرض ومخاطرها على الإنسان أو سكان الأرض يدرك مدى أهمية وخطورة الأمر".

وشدد على أن "العالم كله يتابع ويتتبع هذه الأجسام العائدة إلى الأرض، سواء وكالة الفضاء الأوروبية والأمريكية.. وذلك من أجل ضمان سلامة العودة بدون أية آثار جانبية على الإنسان أو الكرة الأرضية .. لكن الإشكالية الحقيقية هي فقدان السيطرة، وبالتالي فقدان التنبؤ بالمكان والزمان الذي ستسقط فيه تلك الأجسام".

وعن سبب فقدان السيطرة على الصاروخ، أرجع شلبية ذلك إلى "اختلال المسار" نفسه، علاوة على أن "السرعة التي تكون عليها تلك الأجسام عادة ما تكون أعلى من قدراتنا على التنبؤ بها .. الأمر يعد خروجاً عن القوانين الحاكمة للصاروخ والتي وضعت لتتبعه وحددت موعد ومكان عودته"، مضيفًا أنه في ضوء ذلك يمكن الآن تتبع تلك الأجزاء، لكن من الصعب التنبؤ بالمكان والزمان.

تعليقات القراء