تطبيق تحريك صور الموتى يثير الجدل.. الأزهر: حرام.. والإفتاء: مباح شرعا بشروط
كتب: ضياء السقا
أثار تطبيق (MyHeritage) لتحريك صور الموتى، بطريقة تجعلهم يبتسمون ويلتفتون بوجوههم يمينا ويسارا، حالة من الجدل حول حكم الشرع في استخدامه.
وانتشرت خلال الأيام الماضية ردود أفعال متباينة حوله بين رفض فكرة التطبيق لما قد يسببه من أذي وصدمة، وتأييد لها باعتبارها تحرك المشاعر، ومحاولة بسيطة لاستعادة بعض اللحظات حتى لو عن طريق تحريك صورة لشخص يفتقدوه.
ويعتمد التطبيق في تحريك صور الموتى، على تقنية التزييف العميق، وباستخدام هذا التطبيق شعر العديد من ذوي المتوفين بأنهم مازالوا أحياء.
الأزهر: التطبيق حرام
من جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن حكم استخدام تطبيق "ماي هريتج" لتحريك صور الموتى، "حرام" شرعًا، متابعًا: "النبي قال عن الموتى: "إنهم أفضوا إلى ما أفضوا" لذلك الإسلام حرّم وجرّم مجرد تناول سيرهم الشخصية، لأن هذه أشياء تخصهم".
وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى المصرية مساء الجمعة، أن اقتحام عالم الموتى دون إذن منهم، يمثل انتهاكًا لخصوصياتهم بلا شك، لأنهم الآن في عالم الغيب، مدللًا على حديثه بقول الله تعالى: "ولا تخفُ ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا".
وتابع: "في صحيح البخاري، عندما مر النبي من قبرين وقال إنها يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرأ من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة".
ونصح بعدم اللهث وتقليد كل ما يثار حول العالم الافتراضي، لأن النبي حذر بقوله "إياكم ومستحدثات الأمور لأن كل مستحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".
الإفتاء: التطبيق حلال بشرط
وفي سياق متصل، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة؛ إلَّا أنَّ هذه الإباحة مُقَيَّدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ.
وأضافت الإفتاء، في بيان لها: "فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية؛ فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت، وبشرط أن لا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير؛ وذلك كما لو تَرتَّب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة.