رغم البلطجة والقيم المزيفة.. رويترز تجيب على السؤال الأبرز: لماذا التف المصريون حول «جعفر العمدة»؟
الموجز
ردود فعل واسعة صاحبت عرض مسلسل "جعفر العمدة"، من بطولة الفنان محمد رمضان، خلال موسم دراما رمضان 2023.
وحاولت وكالة "رويترز" في تقرير لها الإجابة على السؤال الأبرز: "لماذا التف المصريون حول "جعفر العمدة"؟.
وتدور أحداث مسلسل "جعفر العمدة"، الذي حققت مقتطفاته على فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ملايين المشاهدات وهو من إخراج وتأليف المخرج محمد سامي، في إطار اجتماعي حول شخصية "جعفر" الذي يعيش في منطقة السيدة زينب الشعبية بالقاهرة مع زوجاته الأربعة.
ويتعرض "جعفر" لخطف طفله الرضيع قبل 19 عاما ويتابع المشاهدون رحلته في البحث عن ابنه وتعامله مع المكائد التي يدبرها له بعض المقربون منه.
وتشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الممثلات مثل زينة ومي كساب ومنة فضالي وإيمان العاصي اللاتي يقمن بأدوار زوجات جعفر، وهالة صدقي التي تقوم بدور والدته.
تقول الصحفية هبة محمد إنها لم تكن أبدا من جمهور الفنان محمد رمضان، حيث ترى أن معظم أعماله "تتميز بالذكورية وتساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة العنف في الشارع المصري".
وأشارت هبة إلى أنها حينما شاهدت بالصدفة إحدى حلقات مسلسل "جعفر العمدة"، أثارت الحبكة الدرامية فضولها.
وقالت الصحفية: "مع تحفظي الشديد جدا لأني من أول المسلسل كنت حاسة بضيق واضح من طريقة تحقيرهم المباشرة للستات.. مع مرور الوقت اللي ربطنا هو الجزء الخاص بابنه".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة حول المسلسل، وهو ما يفسرها مصطفى حسن، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية قسم التصوير السينمائي بجامعة حلوان، بأنها نوع من التماهي بين البطل والمشاهدين المحبطين.
ويقول حسن: "أي عمل فني دراما أو سينمائي لازم المشاهد يتفاعل مع البطل ويحس إن هو بيتوحد معاه ويحس إن هو والبطل حاجة واحدة... هذا النوع من الميلودراما محبب لدى الجمهور الناس عندها كبت على طول فعايزة تشوف رد فعل البطل إن هو ينتقم من الحاجات اللي اتعملت فيه فعايزين يشوفوا هيعمل إيه".
وهو ما أكدته الصحفية هبة محمد، التي قالت إن الناس تسعى وراء تحقيق سعادتها أو حلمها من خلال البطل المنتصر، قائلة: "الناس عايزين يشوفوا بطل بينتصر".
ولم تقتصر الضجة على السوشيال ميديا فقط، إذ بدأ الجمهور في إبداء دعمه لجعفر العمدة والتفاعل معه في الشوارع المصرية.
وفي صورة متداولة على مواقع التواصل، قام بعض أهالي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية بتعليق لافتة تهنئة "للمعلم جعفر العمدة" بعد حصول البطل على البراءة وخروجه من السجن ضمن أحداث المسلسل.
ووفقا لـ "رويترز"، قال مصدر أمني إنه أثناء حملة أمنية لإزالة الإعلانات المخالفة تم رفع تلك اللوحة.
من جانبه، يقول الناقد الفني أسامة عبد الفتاح إن سر نجاح محمد رمضان هو "منطقة الميلودراما" وتناول القصص القريبة من المشاهد العادي.
ويضيف عبد الفتاح أنه "في العام الماضي ابتعد (محمد رمضان) عن الخط اللي الجمهور حابب إنه يمشي فيه... منطقة الميلودراما، منطقة الأحياء الشعبية، منطقة محاولة الاقتراب من الناس الشعبيين بقصص هما شايفين أنها قريبة منهم".
في الوقت ذاته، أثار المسلسل انتقادات سواء من الجمهور أو النقاد.
ويقول الدكتور محمد طه، استشاري الطب النفسي، عبر صفحته الخاصة بموقع "فيس بوك"، متسائلا كيف يمكن أن تؤثر صورة البطل الشعبي كما تُقدم في المسلسل عما هو معروف ومخزون عن "البطل الشهم المغوار المحتفظ بالقيم وغير المتنازل عن المبادئ".
وأضاف طه: "صورة البطل في (جعفر العمدة).. بلطجي.. متزوج أربعة وبيعاملهم كالجواري.. سهر وتلاعب بالمال.. ومعندهوش أى قيم حقيقية".
وتابع: "احنا محتاجين جنب الإعجاب الشديد بالمسلسل.. والإشادة الشعبية والمتابعة وردود الأفعال الضخمة جدا، اننا نسأل نفسنا: الصورة دى هتؤثر إزاى على الوعي.. والعقل الفردي.. والعقل الجمعي؟"
ويقول محمد قناوي، مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم، إن الدراما نوعان "نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني بيكون فيه توحد مع الأبطال".
ويؤكد قناوي أن ما نراه من التفاف حول شخصية جعفر هو نوع من توحد الجمهور مع البطل.
وأضاف مدير تحرير "أخبار اليوم" أن "محمد رمضان ينتمي للفنان الذي حقق جماهيرية عريضة والجماهيرية دي انعكست على الناس المتابعين ليه على شبكات التواصل، على الفعل ورد الفعل، على توقعاتها للأحداث، ده المسلسل الوحيد السنة دي اللي الناس قاعدة تتوقع أحداثه".
ورغم متابعتها للمسلسل، تقول داليا ناصر (ربة منزل تبلغ من العمر 50 عاما: "تابعت المسلسل بتشجيع من صديقاتي وإخواتي إللي بيتبعوه.. حاجة غريبة بصراحة مصر كلها بتابعه وده مش صح خالص... هو مش مصر ولا بيعكس حياة ناسها".
ويقول الشاب محمد (22 عاما) الذي يدرس في كلية الصيدلة: "أعتقد أن المسلسل مسلي ومضحك ومش كل مسلسل لازم تكون له قيمة فنية يعني.. متهيألي مهمة الفن في الأساس هي المتعة والتسلية".