25 رمضان الأقرب لليلة القدر.. وترقبوا هذه العلامات

الموجز

أيام مباركة مضت، وأيام مباركة تهل.. ومع مغرب اليوم الاثنين تبدأ ليلة 25 من رمضان، ثالث الليالي الوترية، والتي في إحداها تكون ليلة القدر، وقد أخفاها الله تعالى ليجتهد المسلم في طلبها ونيل عظيم ثوابها، وهي التي قال الله تعالى فيها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ".

وتدور تساؤلات كثيرة هل ليلة 25 هي ليلة القدر، حيث يوجد بعض الأحاديث الواردة تدل على ذلك، وهل ليلة القدر متنقلة ام ثابته، وهل هي تختلف من بلد الي آخر، وما الدعاء المستحب فيها؟ أسئلة طرحها مصراوي على الشيخ أبو اليزيد الباحث الشرعي بمشيخة الزهر الشريف، ليرد عليها في النقاط التالية:

يقول الباحث الشرعي إن كثيرا من الناس تغفل عن ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان ظنًّا منهم أنها ليست بليلة القدر مع أنها من الليالي الوترية التي يُرجى أن تكون هي ليلة القدر.

واستشهد سلامة بحديث أخرجه البخاري عن ابنِ عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ-صلَّى الله عليه وسلَّمَ-قال:" الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى".

وحديث آخر أخرجه البخاري ومسلم عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّمَ-ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال:" خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ".

واكد الباحث أنه من اجتهد في ليالي العشر عمومًا فاز بليلة القدر بمشيئة الله تعالى فعن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: ((تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ)) [أخرجه البخاريُّ، ومسلم].

وأما عن التساؤل هل ليلة القدر متنقلة ام ثابته، فقال الباحث الشرعي إنه يوجد بعض العلماء قال بأنها تنتقل في الخامس والعشرين والثالث والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين.

وهل ليلة القدر تختلف من بلد إلى آخر؟، أوضح سلام أن بعض العلماء يقولون إنها تختلف بحسب المطالع ولذا فإن المسلم عليه أن يجتهد في العشر جميعا حتى يحصل أجرها.

وهن الدعاء المستحب في هذه الليلة، بين الباحث الشرعي أنه دعاء النبي وهو "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، لوروده بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء ليلة القدر فقال اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

وأضاف: يحرص المسلمون على تحري ليلة القَدر، ومعرفة علاماتها التي تدل على وقوعها، وذكرت كتب السنة النبوية علامات ليلة القدر ومنها:

1ـ نزول الملائكة أفواجًا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى:" تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ".

ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».

2ـ اعتدال الجوّ فيها تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها:

قال صلى الله عليه وسلم (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) مسلم. وقيل لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها.

ورُوِي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».

3ـ يطلع القمر فيها مثل "شق جفنة"

عن ابي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ" تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ".. مسلم

4ـ تكون الليلة معتدلة لا حارة ولا باردة:

قال صلى الله عليه وسلم (ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ) رواه ابن خزيمة وصححه الألبان.

5ـ لا يرمى فيها بنجم:

والدليل ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة-مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.

6ـ النقاء والصفاء:

فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».

تعليقات القراء