فوجئت بالبيان العسكري وأول حاجة قلتها بابا .. ابنة السادات وتفاصيل الضربة القاسية في يوم العاشر من رمضان
الموجز
كان اختيار قرار انطلاق حرب السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان في وقت الصوم اختيارًا ذكيًا غير تقليديًا من القيادة السياسية والعسكرية، للاستفادة من عوامل المفاجأة، وأيضًا من المشاعر الإيمانية في شهر الإيمان، الأمر الذي كان له أثره البالغ في معنويات المقاتلين، فكانت صيحة "الله أكبر" والتي صدرت عن جميع الجنود دون اتفاق مسبق هي تعبير تلقائي عن الحالة الإيمانية التي هم فيها، فزلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء لحظة العبور – وهو ما ظهر في كتاباتهم وشهاداتهم بعد الحرب – و كانت أحد مفاتيح النصر في العاشر من رمضان.
وقام الجيش المصرى فى العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرا، بعبور خط القناة، لتبدأ موجات من الجيش المصرى تعبر تدريجيا، وذلك فى منظومة عمل تم إعدادها بشكل متقن للغاية، فاجأت الجميع حينها، حيث إنه فى تمام الساعة الثانية ظهرًا السادس من أكتوبر 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وبدأت المدفعية المصرية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية وتلت تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق، حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك فى تمام الساعة السادسة والنصف.
يقول اللواء سامح العشرى، كان أثناء الحرب برتبة (نقيب) في استطلاع الفرقة الثانية مشاة، أن المجهود الرئيسي للجيش الثاني الميداني- باعتبارها أول فرقة عبرت واقتحمت القناة في حرب 1973م وبدون خسائر أثناء العبور، وأول من رفعت علم مصر على الضفة الشرقية للقناة متذكرا أيام النصر:
يوم 10 رمضان، 6 أكتوبر 1973، كنت في سيناء أمهد الطريق للأبطال المغاوير ﻻقتحام القناة الساعة الثانية والثلث ظهرا، لتنفيذ المهمة القتالية بعمل رؤوس كباري والتشبث باﻷرض، وتدمير أكبر قدر من قوات ومدرعات العدو، الذي سيقوم بالهجوم المضاد .. وقد أذهلت مفاجأة التوقيت، إسرائيل والعالم، والمعركة لها صفحات وصفحات سواء لتوقيت اقتحام أو الصمود والتصدي باﻹرادة، وبأبسط أنواع المعدات والتسليح وكنت مازالت شابا في السادسة والعشرين.. ويستكمل اللواء العشري، علمنى الجيش المصري الكثير من قيم البطولة أهمها:
1 ـ ألا أضع فى قاموسى كلمة هزيمة.
2- عدم الاعتراف بشيء اسمه اليأس.
3-ـ مواجهة كل الأخطار مهما كانت.
4- عدم الهروب من المسئولية ومواجهة كل شيء بقوة.
5ـ القوة لا تحارب إلا بالقوة.
6- سلاحي أهم أعضاء جسدي.
7- مصر أمانة والدفاع عنها فرض.
8- مهما كانت الإغراءت لا أبيع بلدي أبدا.
9-الانكسار للجبناء فقط ... !!
10 ـ العدو لن يهدأ وسيظل يحاربنا علنا وسرا.
ويقدم اللواء سامح العشرى نفسه يقول: أنا جندى مصرى عاشق لوطنى، يا من تحاربنى على أرضى .. هل تعلمت معنى كلمة الشرف .. هل تعرف قيمة مصر وجيشها .. هل تعرف من أنا؟ .. أنا من قال فيه الحبيب "خير أجناد الأرض"، كنت ومازلت وسأظل أدافع عن وطنى ضد أى خائن وعميل.
ويختتم بجزء من ذكرياته: "نحن لم ننتصر في حرب العاشر من رمضان بالصدفة أو الحظ، وإنما بالتخطيط الجيد، ولم يترك أي شيء مهما كان صغيرا للصدفة، بل كل شيء وضع في اعتبار والحمد لله.
فوجئت بالبيان العسكري وأول حاجة قلتها بابا
كشفت لبنى السادات، نجلة الرئيس الأسبق الراحل محمد أنور السادات، عن ذكرياتها في يوم السادس من أكتوبر في عام 1973، قائلة: إنها كانت في المنزل برفقة أسرتها وفوجئت مع أفراد أسرتها بالبيان العسكري الأول.
وأضافت نجلة الرئيس الأسبق الراحل، في لقائ تليفزيوني «ماحدش فينا كان فاتح التليفزيون.. فوجئنا بالناس بتقول الحقوا الحقوا افتحوا البيان العسكري الأول اتخضينا ومكنش حد مصدق، وكان عمري وقتها في حدود 20 سنة في السنة الدراسية الثانية من الحياة الجامعية»، متابعة «لم نشعر وقتها أن ثمة ترتيبات أو مؤشرات تجاه اندلاع الحرب».
وتستذكر لبنى ذكريات اغتيال والدها في السادس من أكتوبر من عام 1981، قائلة: «كنت في منزلي وأشاهد العرض العسكري وفجأة انقطع الإرسال ولم أفهم شيئا لكني استشعرت أن ثمة مكروه مس والدي وأول حاجة قلتها بابا، وكلمت أختي نهى، وجريت أنا وهي لأنها كانت في بيتها برفقة روجينا وقدمنا إلى منزل والدي ثم توجهنا لمستشفى المعادي».