لا يشترط قيام الليل في المسجد فلا تتعللوا بتعليق «صلاة الجماعة» .. رسالة شديدة اللهجة من وزير الأوقاف

الموجز

نشرت وزارة الأوقاف، عبر موقعها الإلكتروني مقالا للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بعنوان: «قيام الليل في زمن الجوائح».

وقال وزير الأوقاف: يقول رب العزة عز وجل : {إن المتقين فى جنات وعيون * اخذين ما اتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} [الذاريات : 16-18].

واستشهد أيضا بقوله سبحانه : { أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} [الزمر : 9]، وعن أبي أمامه الباهلى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم» (صحيح مسلم).

وتابع «جمعة»: وكان سعيد بن المسيب رحمه الله، يقول : «إن الرجل ليقوم الليل، فيجعل الله في وجهه نورا، يحبه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إني أحب هذا الرجل»، وسئل الحسن البصري (رحمه الله): ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟! فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.

واستطرد جمعة في مقاله: «وإذا كان قيام الليل محمودا على كل حال فإنه أعظم أجرا وثوابا في هذا الشهر العظيم شهر رمضان، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (صحيح البخاري)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» صحيح البخار.

وقال إن المؤمن الحقيقي تعلو همته في قيام الليل بالعشر الأواخر من رمضان اقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله، وأحيا ليله، وجد، وشد مئزره، اجتهادا منه (صلى الله عليه وسلم) في العبادة في هذا الشهر الكريم وتلك الأيام المباركة.

وأضاف «جمعة»: إذا كان قيام الليل مطلوبا على كل حال فإننا أحوج ما نكون إليه في زمن الجوائح والشدائد قربة وتضرعا إلى الله عز وجل، ورجاء في عميم فضله أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد، وليس لأحد أن يتعلل بتعليق صلاة الجماعة في التراويح أو غيرها، فقيام الليل لا يشترط أن يكون في المسجد، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب صلاة النافلة في البيت، وأفرد الإمام مسلم في صحيحة في كتاب المساجد بابا لاستحباب صلاة النافلة في البيت، تحت عنوان: باب استحباب النافلة في بيته وجوازها في المسجد.

واختتم وزير الأوقاف مقاله: «وعلينا أن نتأمل في فقه العنوان الذي أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة في البيت وصفة الجواز على صلاتها في المسجد»، وذلك لقول نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجه الشيخان؛ البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة»، والحديث في أعلى درجات الصحة.

تعليقات القراء