ابني قالي هكهربك.. الأمهات يستغيثون من ’’رامز مجنون رسمي‘‘.. وطبيب يحذر من كارثة ويدشن حملة لمقاطعة رعاة البرنامج
كتب: ضياء السقا
حذر الدكتور أحمد أمين، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، من خطورة برنامج المقالب "رامز مجنون رسمي"، الذي يقدمه الفنان رامز جلال، على سلوك الأطفال النفسي، نظرا لما يحتويه من محتوى عنيف وسادي يشجع على التلذذ بآلام الأخرين.
وقال الطبيب عبر صفحته على الفيس بوك: "بوست مرعب عن تأثير التلفزيون على الأطفال وكمية التشوية النفسي اللي بتحصلهم.. قولنا كتير نخلي بالنا ولادنا بتشوف ايه.. قولنا البرامج اللي مليانة سادية و انحطاط مينفعش نسمح بيها في مجتمعنا لو عاوزينه يبقى مجتمع صالح.. و مينفعش نعتمد على الكنترول الذاتي بس ،، انتي هتحمي ابنك من الفرجة غيرك لأ،، و ابنك هيطلع يقابل ولاد غيرك و يتعامل معاهم و يشوهوه نفسيا".
ويحتوي البوست على استغاثات للأمهات من تأثير مشاهد العنف في البرنامج على أطفالهم، وجاء أحد التعليقات: "بعد الحلقة الأولى من البرنامج ابني قالي هكهربك".
وأضاف استشاري طب الأطفال: "لو المجتمع سمح بكده و بقى عادي ،، هتيجي تحولي بالريموت هتلاقي كل المحتوى بقى واحد و مقرف.. البرامج اللي من نوعية برنامج رامز ده غير انها مفبركة ،، دي كمان بتأصل لعنف و انحطاط مجتمعي غير مسبوق".
ودشن أمين، حملة لمقاطعة رعاة البرنامج، قائلا: "دورنا ان احنا نقاطعها،، مش بس كده ،، نقاطع كمان المعلنين والرعاة بتوعها ،، و دور المسؤولين انهم يمنعوها.. ممكن اصلا نبتدي حملة لمقاطعة اي معلن أو راعي للبرنامج ده (لأن ده هو اللي بيوجعهم و بيأثر عليهم)".
وتابع: "ممكن تبعتولي اسامي الشركات المعلنة و نبتدي الحملة من هنا بالتعاون مع باقي الزملاء الأفاضل عشان نحمي ولادنا و نحمي جيل جديد بيتشوه نفسيا.. #قاطعوا_رعاة_رامز".
وأثار ’’رامز مجنون رسمي‘‘، جدلا كبيرا، بسبب احتوائه على محتوى عنيف، وصفه البعض بـ"السادية"، بسبب التلذذ بتعذيب الضحايا بالصعق الكهربائي، وإهانتهم والسخرية منهم والتنمر عليهم، خاصة النساء.
وطالب البعض بسرعة وقف بث البرنامج، فضلا عن تقديم بلاغات للنائب العام، بجانب إرسال مستشفى الصحة النفسية شكوى للمجلس الأعلى للإعلام ضد "رامز مجنون رسمي".
أول تحرك من الأعلى للإعلام
من جانبه، أعلن محمد العمري وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن عقد اجتماع طارئ للجنة الشكاوى بالمجلس، لمناقشة شكوى مستشفى الصحة النفسية التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة والسكان بشأن برنامج "رامز مجنون رسمى".
وأضاف العمري في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن لجنة الشكاوى ستناقش البلاغ ضد البرنامج بشكل قانونى، مشيرا إلى ما ينص عليه قانون المجلس الأعلى للإعلام ينفذ على الجميع.
«بسبب خطورته».. بيان عاجل من «الصحة» بشأن البرنامج
وأصدرت الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة والسكان، بيانا عاجلا ضد برنامج الممثل رامز جلال.
وجاء في نص البيان: نظرا للظروف الصعبة الحالية، التي يمر بها العالم أجمع من تفشي وباء فيروس "كورونا"، وحالة القلق والخوف والتوترالمسيطرة على معظم شعوب العالم، وتماشيا مع التوجيهات الحكومية، بوضع صحة المواطن المصري في الأولوية وتقديم كل الخدمات الطبيةالمتاحة، للحفاظ على صحة المواطن، وإيمانا منا بدور الطب النفسي، في رفع الحالة المعنوية، واستقرار الحالة النفسية للمواطن المصري، فقد لاحظنا باهتمام برنامج الممثل رامز جلال «رامز مجنون رسمي»، الذي يعرض يوميا على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، ولقد وجدنا أن البرنامج يحمل كثيرا من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للأخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج، وبما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية، التي يجب أن يتعامل الناس بها، مع بعضهم، مما يعد استهانة بالقيم الإنسانية، وخطورة شديدة من نشر تلك السلوكيات المرضية، وما تتضمنه من التلذذ بتعذيب الأخرين والحط من كرامتهم الإنسانية،وهذا ما نراه يمثل خطرا وشيكا وتهديدا على الصحة النفسية للمواطن المصري، ومشاهدي البرنامج، كبارا وصغارا، متمثلة في النقاط الطبية الآتية :
أولًا: اسم البرنامج «رامز مجنون رسمي» يسيء للمرض النفسي والمريض النفسي، ويزيد من وصمة المرض النفسي والتي تحاول الدولة جاهدة في إزالة هذه الوصمة، حسب قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة ۲۰۰۹م.
ثانيا: وجود تهدیدات محتملة على الصحة النفسية للطفل، حيث إن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وليس بالأوامر، خاصة الصغيرالذي لا يملك القدرة على التمييز، حيث أن الطفل في المرحلة العمرية الابتدائية والإعدادية لا يمتلك القدرة على التجريد وبالتالي لا يمكنه فهم المغزى الخفي وراء المعنى، وإنما ينساق بسهولة خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص، وهذ قد يمثل خطورة شديدة على الطفل، لو قام بتقليدهذا السلوك العدواني، والتعذيب والعنف الموجود في البرنامج .
ثالثًا: ميل العديد من مقدمي هذه النوعية من البرامج إلى بعض الممارسات والتي قد تعد أعراضا لاضطرابات نفسية مثل التباهي بممارسة نفوذهم «النرجسية» وقدرتهم بل واستمتاعهم بقهر الضيوف «التنمر» والتلذذ بالمعاناة والتعذيب للأخرين «السادية»، وهو عامل مؤثر في تغيير سلوك المواطن، ليمارس هذه الأعراض المرضية الخطيرة عن طريق النمذجة وهي إرسال رسالة للشباب أن هؤلاء الأشخاص وسلوكياتها هي نماذج يحتذى ويقتدي بها، مما يؤدي إلى انتشار هذه الممارسات بين أفراد المجتمع.
رابعًا: ضيوف البرنامج، لهم إحدى احتمالين أولهما أن يكونوا لا يعلمون مسبقا ما سيحدث أثناء الحلقة، فهذا يمثل احتمالية عالية في ظهورأعراض القلق والتوتر، وكذلك نوبات الخوف والهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة لاحقا، ومنهم اصحاب رسالة إعلامية محترمة، من شأنها أن ترتقي بمشاعر الإنسان، وبعضهم قدم الكثير من الناس في مختلف المجالات الفنية والرياضية والإعلامية، أو أن يكون الاحتمال الثاني وهو أنهم يعرفون ما سيحدث لهم مسبقا، وتلك رسالة سلبية شديدة الخطورة لكل أفراد الشعب المصري وهي أن الغاية المكتسبات المالية تبررالوسيلة بقبول الذل والخضوع وتحقير النفس، وهذا بالتأكيد لا يمثل الفن والفنان المصري العظيم، صاحب البصمة الإيجابية في جميع الشعوب العربية .
خامسا: إن عرض هذه الأساليب يؤدي إلى خفض حساسية إلى تلك الممارسات والتطبيع مع هذه السلوكيات؛ مما يؤدي إلى انتشارها كالنارفي الهشيم فقد نرى هذه التصرفات مصورة منزليا لعمل تحدي ما على مواقع التواصل الاجتماعي .
سادسا: وجود خطر وشيك من حدوث رابط شرطي للمواطن المصري بين التعذيب بالكهرباء أو بالوسائل الأخرى السادية، في البرنامج،بالمتعة والدعابة والضحك، وهو ما يمثل الحض على سلوك إجرامي وتصويرها بشكل ساخر.
سابعا: مما سبق يتبين خطورة ما سبق سيؤدي إلى انتشار السلوكيات المشينة، وارتفاع اضطرابات الشخصية، والاضطرابات النفسية للمواطن المصري، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية، والتأثر سلبا على الدخل القومي للبلاد.
ومما سبق عرضه من حقائق علمية، وحرصا منا على الصحة النفسية للمجتمع المصري، وكذلك الذوق العام، والقيم المصرية النبيلة، تلتمس من المستشار النائب العام المصري والمجلس الأعلى للإعلام التدخل الفوري وفتح تحقيق عاجل في الموضوع، وتشكيل لجنة من المجلس القومي للصحة النفسية لدراسة وقف هذا البرنامج وسيكون مثل هذا القرار الحكيم من حماة هذا الوطن وعين الشعب والمدافعين عنه مرجع ورادع لمواجهة تلك النوعيات من البرامج التي تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للمواطن والمجتمع، حتى يتسنى اتخاذ ما يلزم مما من شأنه الحفاظ على الصحة النفسية للمواطن، وكذلك المعاني السامية للإنسان المصري الأصيل.
إنذار لوزير الداخلية وبلاغ للنائب العام.. مرتضى منصور يطالب بالقبض على رامز جلال
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلامية أن المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك وعضو مجلس النواب، أرسل انذاراً لوزير الداخلية للقبض على الفنان رامز جلال، الذي يقدم برنامج "رامز مجنون رسمي" والذي يذاع على شاشة "إم بي سي مصر".
وأفاد موقع "مصراوي" بأن منصور تقدم بطلب إلى وزير الصحة، الدكتورة هالة زايد، والسيد مدير مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، بحجز رامز جلال في المستشفى.
وبحسب ما نشر الموقع الرسمي لنادي الزمالك، فإن منصور قال: "المدعو ارتكب عن عمد أفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون."
ووجه مرتضى منصور بلاغًا للنائب العام يطالب فيه بالتحقيق مع مقدم البرنامج وفريق عمله.
كما تقدم منصور بشكوى رسمية لرئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، يطالب فيه بوقف البرنامج.
وأوضح أن رامز جلال "غير مقيد بنقابة الإعلاميين ليقدم برنامجه"، بالإضافة إلى تقديمه محتوى "يخالف القانون" ، فضلاً عن اعترافه بأنه "مجنون رسمي".
وعزز منصور شكواه بمستندات كاملة واسطوانة مدمجة تثبت صحة شكواه.
وأضاف الموقع أن مستشفى الأمراض النفسية والعقلية قامت بإصدار بيان طالبت فيه النائب العام والمجلس الأعلى للإعلام بفتح تحقيق عاجل وإيقاف البرنامج.
أول تحرك برلماني
من ناحية أخرى، أعرب نواب البرلمان عن انزعاجهم مما يقدمه الفنان رامز جلال في برنامجه للمقالب، فقد استنكر النائب عن المحلة الكبرى محمد خليفة، المحتوى المقدم في برنامج الفنان المذكور.
وقال في تصريحات لـ"الشروق"، إن تأثيرا سلبيا كبيرا يقع على المتلقي والجمهور الذي يحتوى على أطفال ونساء، مضيفا أنه قرر التحرك بشكل رسمي ضد الأمر.
وأوضح أنه تقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام بشأن وقف برنامج "رامز مجنون رسمي"، مبينا الكم الهائل من المخالفات للأعراف والتقاليد الراسخة في المجتمع، وخطورة محتوى البرنامج على سلوكيات وأفكار المواطنين.