قصة الـ100 بريكس المزينة بعلم مصر.. هل صدرت عملة نقدية للمجموعة؟
الموجز
بالتزامن مع قمة مجموعة البريكس، تداول رواد مواقع التواصل، أمس، صورة قالوا إنها لعملة البريكس فئة 100 بريكس. وظهر في الصورة المتداولة علم مصر إلى جانب أعلام باقي دول المجموعة. فما هي حقيقة إصدار عملة للمجموعة الاقتصادية؟
بدأت شائعة "إصدار عملة البريكس" بعد تداول صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يعرض عملة رمزية على هامش قمة البريكس في كازان.
فبعد انتهاء القمة الموسعة، لاحظ الصحفيون أن الرئيس الروسي يخرج من القاعة وفي يديه ورقة نقدية. وعرضها على الرؤساء وهو يبتسم، ثم أعطاها إلى إلفيرا نابيولينا، رئيسة البنك المركزي الروسي.
صور ورقة البريكس من فئة 100 في يد بوتين فتحت شهية البعض، الذين سارعوا بتأويلها باعتبارها عملة نقدية جديدة للمجموعة الاقتصادية. فهل كان ظهورها في يد بوتين أول ظهور لها؟
أول ظهور لـ100 بريكس
في سبتمبر 2023، تداولت صفحات تواصل ووسائل إعلام من دول عربية وإيران، صورا وتقارير تحدثت عن قيام السفير الروسي في جنوب إفريقيا بالكشف عن "عملة بريكس" الجديدة، في حفل أقيم بالسفارة الإماراتية بمناسبة انضمام دول جديدة للبريكس.
وقالت التقارير إن السفير الروسي قدم العملة الجديدة لسفير الإمارات في بريتوريا.
وحملت صورة العملة علم واسم دولة الجزائر، في حين أن بريكس رفضت في 2024 طلب الجزائر بالانضمام، وردت الجزائر بإعلان عدم رغبتها في الانضمام.
وفي رد سريع، دحضت السفارة الروسية في جنوب إفريقيا هذه التقارير. وقالت في بيان صدر رسمي إنه تم تقديم "ورقة نقدية تذكارية لدول بريكس صادرة عن دار نشر (لا عن بنك مركزي)"، مشددة على أن إصدار "الورقة النقدية التذكارية" ليس إلا مبادرة خاصة ولا تعكس قرارات الدول الأعضاء.
بريكس في يد بوتين هل باتت رسمية؟
خلال القمة الحالية، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فكرة طرح عملة البريكس، وقال لـ"روسيا اليوم" إن فكرة عملة البريكس خطوة سابقة لأوانها وإنشاءها يتطلب مستوى عالٍ من التكامل بين الدول الأعضاء.
وأكد أن هذه الخطوة تحتاج لاتخاذ خطوات تدريجية نحو هذا الهدف، لافتا في الوقت ذاته إلى نية روسيا دعم البنك الجديد التابع للمجموعة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأعضاء.
وتنفي تصريحات بوتين التكهنات بشأن إصدار عملة موحدة رسمية للبريكس.
منصة تسويات وليس عملة بريكس
كشف وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف عن مقترح تقوم دول مجموعة "بريكس" بإعداده يتضمن إنشاء منصة لتنفيذ التسويات التجارية بين الدول الأعضاء في المجموعة.
وقال سيلوانوف، في حديث لـRT اليوم: "نحن لا نشير إلى أنه سيتم إصدار عملة موحدة لمجموعة "بريكس"، نحن نقول دائما إن على دول مجموعة "بريكس" تعزيز التجارة فيما بينها، وزيادة رفاهية مواطنيها، ورفع وتيرة نمو اقتصاداتها، لذلك يجب أن تكون العملة المستخدمة في المبادلات التجارية عملة مستقرة وموثوقة من قبل دول المجموعة، ولا يجب أن تستخدم كأداة تقييد من قبل أي طرف، لذلك ندعو لاستخدام العملات الوطنية في التجارة بين الدول الأعضاء".
وأوضح: "نطور (دول بريكس) مقترحا حول إنشاء وسيلة دفع بناء على العملات الرقمية الموجودة في دولنا مثل الروبل الرقمي أو اليوان الصيني أو الدرهم الإماراتي وذلك للابتعاد عن البنية التحتية المالية لدول الغرب، وعن البنوك المركزية في هذه الدول ومنظومة الدفع (سويفت)".
وأكد: المنصة ستكون في البداية مثابة أداة لتبادل الأصول المالية ومن ثم يمكن على أساسها تأسيس مركز مقاصة خاص بدول (بريكس)، والمقترح قدم بالفعل لقادة دول "بريكس" في روسيا هذا العام.
كانت "بريكس" شهدت في العام الجاري 2024 توسعا كبيرا مع انضمام السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والإمارات إلى المجموعة التي كانت تضم في السابق روسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين. وتمثل مجموعة "بريكس" الآن 45% من سكان العالم، و36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يتجاوز مساهمة مجموعة السبع الكبار G7 البالغة نسبتها 30%.