إسرائيل تُصعد هجماتها ضد لبنان.. والمنطقة تقترب من حافة الصراع الشامل

الموجز

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن إسرائيل لازالت تصعد هجماتها ضد حزب الله في لبنان واستهداف وكلاء إيران بينما تتجه المنطقة نحو حافة الصراع الشامل.

واستهلت الصحيفة مقالًا لها في هذا الشأن بقول إن إسرائيل تُصعد هجومها ضد حزب الله مع استعداد المنطقة للانتقام في الوقت الذي تعهد فيه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالرد على إيران بعد إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية على أهداف إسرائيلية.

وقصفت القوات الإسرائيلية معاقل حزب الله في جنوب بيروت، بينما واجهت وحدات الكوماندوز مقاومة شرسة من مقاتلي الحزب أثناء خرقهم للحدود اللبنانية. وقال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب العديد، مع استمرار الغارات "المستهدفة" التي يشنها جيش الدفاع الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية لليوم الثاني.

وقال حزب الله إنه اشتبك مع قوات إسرائيلية في ثلاثة مواقع مختلفة على الأقل على طول الحدود، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد.أما في مساء الأمس، أعلنت إسرائيل عن قصف أهداف بعينها في وسط وجنوب بيروت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخر على الأقل، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، التي قالت إن 46 شخصًا قتلوا وجرح 85 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وكانت المعارك المتصاعدة جاءت في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرد على طهران بعد إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل حيث قال أمس الأول:" إن إيران ارتكبت خطأ كبيرًا ستدفع ثمنه. من يهاجمنا سنهاجمه".

وفي الأسبوعين الماضيين، اغتالت إسرائيل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وشنت موجات من الضربات ضد الجماعة في لبنان، وقصفت ميناء يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، فضلًا عن اتهامها بموجة من الانفجارات في سوريا. كما واصلت القوات الإسرائيلية هجومها البري الذي بدأته ضد حزب الله في جنوب لبنان يوم الثلاثاء. وقال حزب الله أمس الأربعاء إن مقاتليه صدوا مجموعة من القوات الإسرائيلية "التي حاولت اختراق" بلدة العديسة الجنوبية، بالقرب من الحدود.

وبعد ساعات، قال حزب الله إنه انخرط في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على بعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب غرب العديسة وفجر عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل وإصابة مجموعة من القوات الإسرائيلية في محيط قرية يارون.

من جانبه، ناشد رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي الجانبين الاتفاق على وقف إطلاق النار، قائلاً إن 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية على الحزب.

وأضاف في منشور عبر الإنترنت:" أوقفوا القتال. لسنا بحاجة إلى مزيد من الدماء. لسنا بحاجة إلى مزيد من الدمار".

وأضافت "فاينانشيال تايمز" أنه لم تفلت من الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة سوى حفنة من الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك صاروخ بدا أنه سقط بالقرب من مقر الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.

وقال شخص مطلع على الوضع في تصريح خاص للصحيفة، بشرط عدم ذكر اسمه، إن إيران استهدفت البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية بالقرب من تل أبيب ومنشآت أخرى في أماكن أخرى من إسرائيل.

وقالت إيران إن الضربات كانت ردًا على عمليات القتل المستهدفة التي نفذتها إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك اغتيال نصر الله يوم الجمعة الماضية وهددت بالرد إذا ردت إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي:" لقد انتهى عملنا ما لم يقرر النظام الإسرائيلي دعوة المزيد من الانتقام. وفي هذا السيناريو، سيكون ردنا أقوى وأكثر شراسة".

وأضاف عراقجي أنه تحدث إلى نظرائه في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، محذرًا من أنه في حين أن إيران لا تسعى إلى الحرب، إلا أنها "لا تخاف منها". كما حث "أي طرف ثالث" على الامتناع عن التدخل، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

تعليقات القراء