القصة الكاملة لانفجار أجهزة اتصال يستخدمها مقاتلو حزب الله
الموجز
نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" في أنباء عاجلة عبر حسابها على "إكس" عن مصادر لبنانية قولها إن التقارير الأولية تشير إلى تمكن إسرائيل من اختراق أجهزة اتصالات يستخدمها عناصر من حزب الله وفجرتها.
وقالت مصادر أمنية، إن المئات من عناصر حزب الله اللبناني أصيبوا بصورة بالغة اليوم الثلاثاء، في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني قوله إن المئات من مقاتلي حزب الله أصيبوا بعد انفجار أجهزة اتصال في جنوب العاصمة اللبنانية.
وذكرت الوكالة أن أحد صحفييها شاهد 10 أعضاء من حزب الله وهم ينزفون جراء الإصابات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مصدر أمني لشبكة "الجزيرة" الإخبارية إن انفجار أجهزة الاتصال في لبنان سببه اختراق بوساطة تقنية لاسلكية.
وأوضح المصدر الأمني، أن انفجار أجهزة الاتصال شمل مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجنوب لبنان.
وأفادت "سكاي نيوز عربية" بأن أجهزة الاتصالات يستخدمها عناصر حزب الله في التواصل الداخلي المشفر بالضاحية الجنوبية في بيروت.
من جهتها، طلبت وزارة الصحة العامة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها.
حروب تدار من وراء الشاشات الصغيرة
تفجيرات متزامنة تضرب أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله تكشف الوجه الآخر لحروب تدار من وراء الشاشات الصغيرة وتفرض قواعدها على الجبهات.
واليوم الثلاثاء، تلقى حزب الله ضربة قاصمة من خلال اختراق شبكة أجهزة النداء الخاصة بعناصره والتي انفجر عدد كبير منها.
وجاءت العملية في الوقت الذي تلعب فيه التكنولوجيا وعمليات الاختراق والتنصت دورا كبيرا في التصعيد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل والمخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
وفي محاولة للإفلات من تكنولوجيا المراقبة المتطورة التي تستخدمها إسرائيل، تبنى حزب الله استراتيجيات منخفضة التقنية مثل الهواتف الأرضية والرسائل المشفرة وأجهزة النداء التي كانت سببا اليوم في استهداف مقاتلي الجماعة اللبنانية.
ضد التجسس
معروف أيضًا باسم جهاز التنبيه أو «بيجر»، وهو عبارة عن جهاز استقبال لاسلكي صغير يعمل بالبطارية، وعند تلقي الإشارة المناسبة، يطلق تنبيهًا سواء كان مسموعًا أو عن طريق الاهتزاز.
ولأن تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية تلعب دورًا حيويًا في الضربات التي تشنها إسرائيل لاستهداف حزب الله، فإنه يُنظر إلى التنصت الإلكتروني الإسرائيلي بما في ذلك اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، على أنه من بين أكثر وسائل التنصت تطوراً في العالم.
ودفعت الخسائر حزب الله للتعلم لتكييف تكتيكاته مثل منع الهواتف المحمولة التي يمكن استخدامها لتتبع المواقع والتي منعت من ساحة المعركة لصالح وسائل اتصال أكثر تقليدية، مثل أجهزة النداء والرسل الذين يسلمون الرسائل الشفهية شخصيا، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة لوكالة رويترز في وقت سابق.
وأشارت المصادر إلى أن حزب الله يستخدم شبكة اتصالات خاصة عبر خطوط ثابتة تعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي حالة التنصت على المحادثات، تُستخدم كلمات سرية للأسلحة ومواقع الاجتماعات وفقا لمصدر على لوجستيات الحزب قال إن هذه الكلمات يتم تحديثها يوميًا تقريبًا وتسليمها إلى الوحدات عبر مجموعة من الرسل.
ويرى خبراء الأمن أن هذه التدابير منخفضة التقنية يمكن أن تكون فعالة للغاية ضد التجسس لكنها تجعل قيادة حزب الله أقل فعالية في التواصل السريع مع عناصرها.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان لوكالة رويترز إن نجاح عملياته ضد حزب الله يتوقف على قدرته على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات الحزب وقادته والبنية التحتية وأماكن وجودهم وعملياتهم.
لكن الجيش الإسرائيلي رفض الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بجمع المعلومات الاستخباراتية مشيرا إلى أسباب تتعلق بأمن الاستخبارات.
قال جيش الدفاع الإسرائيلي إن لديه كاميرات أمنية وأنظمة استشعار عن بعد مدربة على المناطق التي يعمل فيها حزب الله، ويرسل بانتظام طائرات بدون طيار للمراقبة عبر الحدود للتجسس على خصمه.
تقنية قديمة
استخدام حزب الله لأجهزة البيجر هو استراتيجية قديمة ليست مرتبطة بالتصعيد الحالي مع إسرائيل.
وكشفت تقارير سابقة أن جهاز النداء كان وسيلة للتواصل بين علي كوراني الذي اعتقل بنيويورك في عام 2017 بتهمة العمل لصالح حزب الله ومنظمة «الجهاد» وبين مرشده من المنظمة المسؤول عن تزويده بالمهام والاجتماعات وترتيب التدريبات خلال وجوده في لبنان.