قيادي حمساوي: سيناء ستكون قاعدة مقاومة أكثر رسوخًا تجاه الاحتلال .. صحفي مصري يفتح النار على القيادي بحماس أسامة حمدان

الموجز

رداً على تصريحات القيادي الحمساوي "أسامة حمدان" ، كتب الصحفي المصري أحمد عبد الخالق عبر صفحات الأهرام المصرية مذكراً حمدان بكلمات شيخ المجاهدين عمر المختار  .

حيث كتب عبد الخالق يقول :

ستظل سيناء حلمًا إستراتيجيًا لإسرائيل لإزاحة وتهجير الفلسطينيين إلى داخلها، وجعل إسرائيل دولة يهودية خالصة في الماضي والحاضر والمستقبل،لم تتوقف محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء منذ أن أعادت إسرائيل احتلال غزة في يونيو عام 1967 حتى عام 1994، عندما بدأ النقل التدريجي للسلطة الفلسطينية وحتى عام 2005 حيث أكملت إسرائيل انسحابها من قطاع غزة .

الوثائق البريطانية ترصد بوضوح أولى محاولات تنفيذ خطة التهجير من غزة إلى العريش منذ عام 1971 التي وضعها جهاز الموساد الإسرائيلي وشيمون بيريز (وزير النقل والاتصالات الإسرائيلي آنذاك) مع ظهور بعض العمليات الفدائية التي نفذتها منظمة التحرير الفلسطينية انطلاقا من المخيمات داخل غزة، حيث أوكلت عمليات التنفيذ إلى الوزير شيمون بيريز شخصيا (زعيم حزب العمل ووزير الدفاع والخارجية ورئيس الحكومة ورئيس الدولة في إسرائيل لاحقا)، حيث تضمنت خطة شيمون بيريز ترحيل ثلثي سكان غزة إلى خارجها لضمان السيطرة الأمنية على غزة، بعد نجاح المقاومين في  قتل 43 وأصيب 336 جنديا من قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة بين عامي 1968-1971م .

وتابع عبد الخالق في مقاله :

شيمون بيريز بدأ تنفيذ خطة التهجير بجعل غزة غير قابلة للحياة أمنيًا وعسكريًا وبالترويج بين السكان بأنهم سينتقلون إلى العريش في مساكن حديثة مع تعويضات سخية إضافة للترويج السياسي الخارجي بأن إسرائيل لا تخالف اتفاقية جينيف الرابعة التي تمنع التهجير القسري لأهالي الأراضي المحتلة، وعندما سأل دبلوماسي بريطاني  شيمون بيريز (حسب الوثائق البريطانية) هل العريش تعتبر الآن امتدادًا لقطاع غزة؟ فرد بأن "استخدام المساكن الخالية هناك قرار عملي تماما وأن الإسرائيليين يرون أن أي حل دائم لمشكلات قطاع غزة يجب أن يتضمن إعادة تأهيل جزء من السكان خارج حدوده الحالية إلي سيناء.

ومع انهيار السلطة الفلسطينية في غزة وسيطرة حركة حماس وباقي الفصائل على قطاع غزة وظهور بوادر مقاومة مسلحة انطلاقا من القطاع عادت اسرائيل لطرح خطة شيمون بيريز لتهجير الفلسطينيين الى سيناء مرة اخرى مستخدمة الخديعة  باستخدام العملاء من جماعة الاخوان وبضغط امريكي الى ان وصل الحال بتبني جماعة الاخوان في العام الأسود الذي تولت فيه السلطة في مصر خطة اسرائيل السرية للتهجير من غزة الى سيناء بشكل علني دون سرية او حياء او خجل ، بل قيام الرئيس مرسي بالترويج للخطة على إنها ازالة للحدود بين المسلمين في إطار الخلافة الراشدة .

طوفان الأقصى

وعن طوفان الأقصى قال عبد الخالق :

والآن ومع تطورات عملية طوفان الأقصى عاد الحديث الإسرائيلي حيث تبني نتنياهو  الترويج لتنفيذ خطة شيمون بيريز بقوة السلاح والمذابح التي لا ترحم، بتأييد كامل من الغرب، وبالضغط الاقتصادي والسياسي على مصر التي اتخذت قيادتها السياسية موقفًا حاسمًا وشجاعًا سيسجله التاريخ بأحرف من نور، حيث تم رفض كافة  الضغوط  والتهديدات والإغراءات، والتأكيد على أن تهجير سكان القطاع هو تهديد مباشر للأمن القومي المصري.

أصوات نشاذ من القيادي الحمساوي أسامة حمدان

واستنكر عبد الخالق تصريحات حمدان قائلاً : الغريب حقًا أن تظهر أصوات نشاذ من القيادي الحمساوي أسامة حمدان قلل فيها من مخاطر التهجير واعتبرها مسألة طبيعية وهو بذلك يتحدث عن نفس خطة شيمون بيريز حرفيًا بالانتقال إلى سيناء حيث قال (لا أحد يتخيل أن صحراء سيناء ستبتلع الفلسطينيين، بل على العكس تماما ستكون منطقة الحدود هي قاعدة مقاومة أكثر رسوخًا تجاه الاحتلال إذا ما ظن الاحتلال أن إخراج أحد إليها سيكون حلا) بما يعنى الموافقة الحمساوية على التهجير القسري إلى سيناء وأنهم سيمارسون الجهاد مرة أخرى ضد الاحتلال انطلاقا من سيناء، وهو كذب بواح، وتمهيد للتخلي عن الأرض، وتعبر عن العمالة والغباء.

الهروب لا يعيد حقًا مسلوبًا

وللإخواني أسامة حمدان أقول الهروب لا يعيد حقًا مسلوبًا، والاحتلال لن يترك الأرض بالقبلات والورود، وأن كافة أنواع الاحتلال عبر التاريخ لا تترك الأرض إلا بالمقاومة والتضحية والنضال والدم، وليس بقبول التهجير مهما كان الثمن، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، بل أذكرك بكلمات شيخ المجاهدين عمر المختار وهو على حبل المشنقة ( نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي)، لم يقل نهزم ونهرب لمصر ثم نجاهد من الصحراء الغربية المصرية كما تردد أنت.

واختتم :

المصريون بكل أطيافهم قادة وشعبًا يعتبرون سيناء بمثابة الروح والقلب لوطن عزيز، ترابه مقدس، يحرسه جيش مصر العظيم وشعب أبي يقف خلف قيادته السياسية بكل قوة لتصبح سيناء عصية على من يضمر لها مكروهًا وسوءًا، أما تصريحات أسامة حمدان التي قلل فيها من مخاطر التهجير، والتي تتطابق مع (خطة بيريز) ويسعى نتنياهو إلى تطبيقها مستغلا عملية طوفان الأقصى فهي تصريحات مرفوضة تستوجب الاعتذار والتوبة لأن  سيناء  خط أحمر ومصر لن تسمح بأي نوع من التهديد لأمنها القومي مهما كان الثمن.

تعليقات القراء