«حمــ..ــاس» ندا قويا لجيش تدعمه أمريكا».. The Nation: إسرائيل تخسر الحرب في غزة

الموجز - شريف الجنيدي   

ذكر موقع "The Nation" أن إسرائيل تخسر معركتها التي تشنها حاليا ضد حركة حماس في قطاع غزة، مؤكدا أن حركة المقاومة الفلسطينية ومع قلة عديدها وعتادها أصبحت ندا قويا لتل أبيب.

وقال الموقع، في تقرير له، إن مجرد التفكير في أن تكون حماس ندا لإسرائيل هو "ضرب من ضروب اللامعقول"، موضحا أن مجموعة من المسلحين غير النظاميين والمحاصرين لا يتجاوز عددهم عشرات الآلاف ولا يملكون سوى القليل من القدرة على الوصول إلى الأسلحة المتقدمة، أصبحوا بمثابة ندا قويا لأقوى الجيوش في العالم، والذي تدعمه وتسلحه الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن عدد من المحللين الاستراتيجيين حذروا إسرائيل من أنها سوف تخسر حربها على قطاع غزة، على الرغم من هجماتها العنيفة والشرسة على سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن الذي يحدث الآن هو شروط تنافسهما (إسرائيل وحماس) السياسي ليس على الوضع الراهن الذين بعد أحداث "طوفان الأقصى"، بل على الوضع الذي كان قائمًا في عام 1948.

وأضاف التقرير أنه "ليس من الواضح ما سيأتي بعد ذلك، ولكن لن تكون هناك عودة إلى الوضع السابق"، في إشارة إلى ما قبل "طوفان الأقصى".

وذكر التقرير أنه وقبل عشرين عاما، حذر رئيس الكنيست السابق أفروم بورغ من حتمية ردود الفعل العنيفة، حيث كتب مقالا نُشر بصحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون" قال فيه: "اتضح أن النضال الذي دام ألفي عام من أجل بقاء اليهود يعود إلى حالة المستوطنات، التي تديرها زمرة غير أخلاقية من منتهكي القانون الفاسدين الذين لا يسمعون صوت مواطنيهم وأعدائهم على حد سواء"، مضيفا: "لا يمكن لدولة تفتقر إلى العدالة أن تستمر" .

وأضاف التقرير أن "البنية المبنية على القسوة البشرية سوف تنهار حتماً على نفسها... ولا ينبغي لإسرائيل، التي توقفت عن الاهتمام بالأطفال الفلسطينيين، أن تتفاجأ عندما يأتي هؤلاء مغسولين بالكراهية ويفجرون أنفسهم في المستوطنات الإسرائيلية".

أهداف حماس

وأشار التقرير إلى أنه من خلال استثارة الهجوم الإسرائيلي، ربما قد تكون حركة "حماس" في طور تحقيق أهدافها السياسية.

وقال الموقع في تقرير إن الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر أكدت أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما من قبل، مضيفا أنه من المرجح أن يكون هذا هو هدف حماس من شن عملية "طوفان الأقصى".

وأشار التقرير إلى أن الهدنة الإنسانية المتفق عليها بين الجانبين في أواخر نوفمبر الماضي، شهدت إطلاق حماس سراح بعض الأسرى مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية وزيادة الإمدادات الإنسانية التي تدخل غزة.

وتابع: "عندما استأنفت إسرائيل هجومها العسكري وعادت حماس إلى إطلاق الصواريخ، كان من الواضح أن حماس لم تُهزم عسكرياً"، لافتا إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه قضى حتى الآن على أقل من 15% من القوة القتالية التابعة لحماس، وذلك في هجمات أسفرت عن استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، منهم 8600 طفلا.

وذكر التقرير أن مفهوم حركة حماس للنصر العسكري، يدور حول "تحقيق نتائج سياسية طويلة المدى"، وأن حماس لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل.

وأوضح التقرير أنه ولتنفيذ هذا السيناريو، تحشد حركة حماس السكان المحاصرين في غزة حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية من خلال ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها ملحق ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية.

فيتنام

وأضاف التقرير أن "السهولة الصادمة التي اخترقت بها حماس الخطوط الإسرائيلية حول قطاع غزة ذكرت الكثيرين بهجوم تيت (في فيتنام) عام 1968".

وتابع: "في عام 1968، خسر الثوار الفيتناميون المعركة وقدموا التضحيات بالكثير من البنية التحتية السياسية والعسكرية السريّة التي بنوها بتأنٍّ على مدار سنوات. ومع ذلك، كان هجوم تيت يعتبر لحظة أساسية وفارقة في هزيمتهم للولايات المتحدة، حتى وإن كان ذلك عبر تكلفة باهظة في أرواح الفيتناميين".

ومن هنا جاء رثاء الراحل هنري كيسنجر عام 1969: "لقد خضنا حربا عسكرية، خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا نفسياً. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر".

فشل استخباراتي

كما تحدث التقرير عن فشل إسرائيل في توقع عملية السابع من أكتوبر، مؤكدًا انه بمثابة فشل سياسي في فهم العواقب المترتبة على نظام القمع العنيف الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية الرائدة بالفصل العنصري.

وأشار إلى أن "حماس"، في ظل الوضع الراهن الذي كان يجده الفلسطينيون أمرا غير محتمل، أعادت السياسة إلى جدول الأعمال بينما تتمتع إسرائيل بقوة عسكرية كبيرة، ولكنها ضعيفة سياسيا.

كما لفت التقرير إلى أن هناك قسم كبير من المؤسسة الأمريكية التي تدعم الحرب الإسرائيلية يقول إن "العنف النابع من مجتمع مضطهد يمكن القضاء عليه من خلال استخدام القوة العسكرية الساحقة ضد هذا المجتمع".

شكوك

وحول هذه الفرضية، أبدى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، شكوكه، محذرا من أن الهجمات الإسرائيلية التي تقتل الآلاف من المدنيين تخاطر بدفعهم "إلى أحضان العدو (واستبدال) النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

وأشار التقرير إلى أن الساسة ووسائل الإعلام الغربية يرحبون بوصف حماس بأنها تنظيم "داعش" جديد يحتجز الفلسطينيين كرهينة، مؤكدا أن "حماس" في الواقع هي حركة سياسية متعددة الأوجه متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى تقليص القدرة العسكرية لحماس، ولكن حتى لو كان الأمر يتعلق بقتل كبار قادة الحركة (كما فعلت من قبل)، فإن رد إسرائيل على ما حدث في السابع من أكتوبر يؤكد على رسالة حماس ومكانتها بين الفلسطينيين في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها.

وأشار إلى نمو نفوذ حماس وشعبيتها مع استمرار إسرائيل وحلفائها في إحباط عملية السلام وغيرها من الاستراتيجيات اللاعنفية لتحقيق التحرير الفلسطيني.

ولفت التقرير إلى أنه من غير الواضح ما سيحدث بعد أعمال العنف المروعة في غزة، مؤكدا أن عملية "طوفان الأقصى" أدت إلى إعادة ضبط المنافسة السياسية التي يبدو أن إسرائيل غير راغبة في الرد عليها بما يتجاوز القوة العسكرية المدمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، مشددا على أنه بناءا على ذلك فإنه لا يمكن القول بأن إسرائيل قد انتصرت.

تعليقات القراء