قد يمتد الخطر إلى السد العالى .. سد النهضة يضع «السودان ومصر» في مواجهة الطوفان
الموجز
حذر الدكتور عباس شراقي من خطورة المرحلة التي وصل لها سد النهضة الأثيوبي على دولتي مصر والسودان .
حيث كتب شراقي يقول : سد النهضة دخل بالفعل دائرة الخطر الكارثى على كل من السودان ومصر بعد إنتهاء التخزين الرابع وحجز حوالى 41 مليار م3، وطبقا لمقاييس تقسيم السدود الخطرة فهو يعد من اشد السدود خطورة على حياة الانسان (HIGH HAZARD POTENTIAL).
يعتمد تصنيف مخاطر السدود ليس على حالة السد الهندسية أو سعتة، ولكن أساساً على مدى الضرر الذى قد يحدث فى اتجاه المصب فى حالة إنهيار السد، من حيث العدد المحتمل للخسائر فى الأرواح، والأضرار الجسيمة فى الممتلكات للمنازل والمبانى الأخرى من سدود ومصانع وكبارى ومطارات وموانئ، والثروة الحيوانية، والتسبب فى فيضانات الطرق الرئيسية والجسور والمنشآت.
إنهيار سد بوط الذين كان يخزن 5 مليون م3 فقط، والذى يقع على أحد الروافد الفرعية فى حوض النيل الأزرق بالسودان فى 2 أغسطس 2020، دمر أكثر من 600 منزل وتشريد الآلاف، غير فكر الكثيرين فى السودان الذين كانوا يؤيدون سد النهضة، كما أن إنهيار سدى وادى درنة وأبو منصور فى ليبيا 10 سبتمبر 2023 وهما يخزنان حوالى 28 مليون م3، أديا إلى مقتل أكثر من 11 ألف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير ثلث مدينة درنة، لفت انتباه العالم كله الآن نحو تقييم السدود الكبيرة والتى يتجاوز عددها 50 ألف سد.
التصميم الأمريكى الأصلى لسد النهضة كان تخزين 11.1 مليار م3، ازدادت لأسباب سياسية إلى 64 – 74 مليار م3، ويقع فى منطقة الأخدود الأفريقى الأكثر نشاطا للزلازل وينبع من ارتفاعات أكثر من 4 آلاف متر، وفيضانات شديدة فى موسم الأمطار، وكميات كبيرة من الطمى هى الأعلى فى العالم، ونتذكر مقتل 47 من العمال فى سد تاكيزى عام 2007 أثناء البناء على نهر عطبرة الاثيوبى، وإنهيار مشروع جيبى الثانى على نهر أومو فى إثيوبيا بعد 10 أيام من الافتتاح فى يناير 2010، ولكل ذلك يصنف سد النهضة فى أعلى درجات الخطورة حيث أنه فى حالة الانهيار سوف يشكل طوفاناً لم تره البشرية منذ سيدنا نوح عليه السلام يهدد حياة أكثر من 20-30 مليون نسمة خاصة فى السودان مع تعرض السدود السودانية للانهيار (الروصيرص – سنار – مروى) وتتضاعف الأخطار من خزانات السدود الأربعة، وقد يمتد الخطر إلى السد العالى فى مصر.