مهسا أميني.. إندبندنت: شيء غير عادي يحدث في إيران

الموجز - شريف الجنيدي     

نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية مقالاً عبر موقعها الإلكتروني بعنوان "شيء غير عادي يحدث في إيران"، بقلم الكاتب بورزو دراجاهي.

وناقش الكاتب في مقاله الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من أسبوع، على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا على يد ما تسمى بـ "شرطة الإرشاد" لعدم ارتداءها الحجاب.

وأسفرت تلك الاحتجاجات عن إصابة العشرات في اشتباكات اندلعت في شوارع العاصمة طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخرى بين الشرطة والمتظاهرين.

وأشار الكاتب إلى أن أكثر مقاطع الفيديو عاطفية التي جاءت من إيران خلال الأيام الماضية لم تأت من العاصمة طهران أو غيرها من المدن التي تشهد الاحتجاجات، بل من سجن في بلدة سارفان النائية جنوب شرق البلاد.

وأوضح أن الفيديو تضمن الإيراني سليم الله حسينبور - وهو سجين سياسي من عرق البلوش سُجن بتهمة نشر مواد معادية للنظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يدعم الاحتجاجات من داخل السجن، وذلك من خلال "حلق شعره"، معلناً دعمه الكامل للمرأة التي تخلع حجابها وتقص شعرها في أعمال تحد علني لقواعد اللباس التي تفرضها عليها السلطات.

ويقول الرجل في الفيديو: "لا يمكنني الاحتجاج من أجل أختنا الكردية لأنني في السجن، ولكن كعمل احتجاجي، سأحلق شعري"، متابعاً: "نحن أمة واحدة وعلينا أن ندعم بعضنا البعض".

ويعتقد الكاتب أن هناك "شيئًا استثنائيًا يحدث في إيران، وأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد هي لحظة فارقة تتجاوز الاحتجاجات نفسها، وقد يكون لها تأثيراً عميقاً المجتمع والساسة الإيرانيين لسنوات قادمة".

وأشار الكاتب في مقاله إلى أن ما تشهده إيران حالياً هو تدفق للوحدة عبر الانقسامات العرقية والإقليمية والطبقية في البلاد، حيث اتحد الجميع معًا لدعم حقوق المرأة، فضلاً عن الحق الأساسي لأي إنسان في العيش في سلام وكرامة، وهو أمر ثبت أنه شبه مستحيل في ظل حكم الجمهورية الإيرانية.

كما يعتقد الكاتب أن النظام الديني في إيران حرم الناس على مدى عقود من حقوقهم الأساسية، وأن الحجاب الإلزامي هو فقط المظهر الأكثر وضوحاً لكره النساء الممنهج وعدم احترام كرامة الإنسان.

وتحدث الكاتب في مقاله عن مضايقات الشرطة للنساء وأحياناً الرجال بسبب طريقة اختيارهم لملابسهم، بجانب اللافتات التي تملأ الشوارع والأماكن العامة والتي تأمر النساء بارتداء الحجاب والتأكيد على ضرورته وأهميته.

ولفت إلى أن وعد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بالتحقيق في وفاة الفتاة مهسا أميني لم يلق آذانًا صاغية، بل يُعتقد أنه زاد الأمور سوءًا لأن كل إيراني يعرف أن التحقيق لن يعني الكثير، وقد يؤدي إلى معاقبة شرطي أو اثنين.

ويرى الكاتب أن رد الفعل على وفاة مهسا أميني كان فوريًا وانتشر كالنار في الهشيم، مضيفاً أنه في ظل عدم وجود ملاذ داخل النظام السياسي أو القضاء أو المشهد الإعلامي الذي يحتكره الموالون للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، لم يكن أمام المواطنين خيار آخر وهو النزول إلى الشوارع للاحتجاج.

وأكد الكاتب أنه ومع استمرار الاحتجاجات في شوارع إيران، إلا أن معظم المحللين - سواء داخل البلاد أو خارجها -، حتى أولئك الذين يتعاطفون مع المحتجين، يعتقدون أن الاضطرابات ستهدأ على الأرجح.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إنه سواء نجحت الاحتجاجات في إحداث التغيير أم لا، فإن انتفاضة سبتمبر 2022 الشعبية التي أعقبت وفاة مهسا أميني، والطريقة التي جمعت بها الإيرانيين من جميع التركيبة السكانية معًا، ستُكرس بالتأكيد على أنها لحظة فخر في تاريخ الأمة ومسارها الديمقراطي.

تعليقات القراء