رعب الشتاء يجتاح أوروبا ويبدأ الأسبوع القادم .. بوتين كشف عن سلاحه المدمر

الموجز

يخوض سكان منطقة غرب أوروبا الأسبوع القادم أول اختبار لكيفية استعدادهم لتأجيل تشغيل وسائل التدفئة- عندما تهب رياح قطبية شمالية باردة على المنطقة- في محاولة لتوفير الطاقة وتخفيف الضغوط على الميزانيات الأسرية.

وستكون درجات الحرارة في لندن، أقل بحوالي خمس درجات مئوية عن المتوسط وستنخفض بحوالي 5ر6 درجة مئوية، في ليلة يوم 27 سبتمبر، طبقا لما ذكرته شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الاصطناعية، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء اليوم السبت.

وستنخفض درجات الحرارة في مدينة فرانكفورت الألمانية بواقع 5ر3 درجة عن المستويات المعتادة في 28 سبتمبر، بينما ستواجه أجزاء من فرنسا وأسبانيا درجات حرارة أقل بواقع 3 و4 درجات، عن المعدل الموسمي.

ويضع القائمون على تشغيل الشبكات خططا لكيفية تقنين الطاقة، إذا لزم الأمر هذا الشتاء.

المخزونات غير كافية

تظهر البيانات أن مخازن الغاز الأوروبية ممتلئة حاليا بنحو 80 بالمئة، حيث تم تخزين حوالي 888 تيراواط ساعة من الغاز حتى الآن، وهو ما يعني أنها تجاوزت مستوى الذروة في مخزوناتها قبل الشتاء الماضي التي بلغت 858 تيرواط ساعة، بحسب وكالة رويترز.

وحتى إذا وصلت الدول الأوروبية إلى تعبئة مخازن الغاز بالكامل، فإن هذه المخزونات، في أحسن الأحوال، لا تكفي لأكثر من 3 أشهر، بحسب "أورورا إنرجي ريسيرش".

وفي ألمانيا، التي لديها نحو ربع مخزون الاتحاد الأوروبي من الغاز، فإن مخزوناتها يمكن أن تلبي ما بين 80 و90 يوما فقط من متوسط الطلب.

قال كلاوس مولر، رئيس الوكالة المسؤولة عن تنظيم الطاقة في ألمانيا، في تصريحات لصحيفة "مونشنر ميركور" الأسبوع الماضي، إن احتياطيات الغاز الألمانية ممتلئة حاليا بنحو 83 بالمئة، لكنه قال إنه حتى لو وصلت هذه النسبة إلى 95 بالمئة، فإن المخزونات ستغطي أقل من 3 أشهر من التدفئة والطلب الصناعي والطاقة، إذا قطعت روسيا الإمدادات بالكامل.

الحلول والبدائل

الحل الأبرز، الذي يطرحه الخبراء في الوقت الحالي لأزمة نقص الغاز في أوروبا، هو تقليص الاستهلاك، من أجل ضمان استمرار توفر الوقود خلال الأشهر الأكثر برودة.

وقال سيمون تاجليابيترا، الزميل بمركز بروجيل للأبحاث، لوكالة رويترز: "للتعامل مع الوضع المتأزم الحالي، سيكون خفض الطلب أكثر أهمية من التخزين".

ولتفادي أزمة إمدادات في الشتاء، تحتاج الدول الأوروبية إلى خفض استهلاكها في كل شهر بنسبة 15 بالمئة عن متوسط الاستخدام في خمس سنوات، بحسب شركة البيانات " ICIS".

وبحسب بيانات "ICIS"، فإذا فشلت دول الاتحاد الأوروبي في تقليص استخدامات الغاز، فإن مخازنها ستكون فارغة تماما بحلول مارس المقبل.

وفي يوليو الماضي، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على خفض طوعي لاستخدام الغاز بنسبة 15 بالمئة هذا الشتاء من متوسط استخدام فصل الشتاء في الفترة بين 2017 و2021.

وبحسب، ما قاله كلاوس مولر، رئيس الوكالة المسؤولة عن تنظيم الطاقة في ألمانيا، فإن أكبر اقتصاد في أوروبا على سبيل المثال، يحتاج إلى تقليل استخدام الغاز بنسبة 20 بالمئة على الأقل، وإلى تأمين إمدادات إضافية لاستمراره خلال موسم التدفئة القادم.

وفي إطار تقليل الاستهلاك، أعلنت دول أوروبية عن خطط طوارئ للتعامل مع نقص إمدادات العاز، تشمل تقنين استهلاك الكهرباء والغاز، وفرض إجراءات لترشيد الاستهلاك مثل إطفاء لوحات الإعلانات ليلا، هذا إلى جانب إعادة تشغيل محطات توليد الطاقة بالفحم، وتهيئة البنية التحتية لاستقبال الغاز المسال.

تعليقات القراء