أول رد من أمريكا على النووي الروسي

الموجز

أكد مسؤول بارز في البيت الأبيض لبي بي سي أن الولايات المتحدة تتعامل "بجدية" مع تهديدات ضمنية أدلى بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وألمح فيها إلى احتمال استخدام أسلحة نووية للدفاع عن مناطق في أوكرانيا.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن واشنطن لم تغير "موقفها الاستراتيجي الرادع"، بيد أن بوتين تحدث بطريقة تفتقد المسؤولية.

وكان الزعيم الروسي قد صرح يوم الأربعاء بأن موسكو سوف تلجأ إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة أمامها لحماية أراضيها.

يأتي ذلك في وقت توشك فيه أربع مناطق أوكرانية، تحتلها جزئيا قوات روسية، على إجراء استفتاء سريع على الانضمام إلى روسيا.

وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الاستفتاء بأنه إجراء صوري، يهدف إلى إضفاء شرعية زائفة على عملية ضم أراض بطريقة غير شرعية.

وقال كيربي لبي بي سي: "إنها سابقة خطيرة أن يستخدم بوتين هذا النوع من الخطاب في سياق حرب من الواضح أنه يخسرها داخل أوكرانيا".

وأضاف: "لابد أن نتعامل بجدية مع هذه التهديدات، ونحن نفعل ذلك ... نحن نراقب قدراته النووية، بأقصى ما نستطيع، وأقول لكم إننا لا نرى أي بادرة على ضرورة تغيير موقفنا الاستراتيجي الرادع في هذه المرحلة".

ورفض كيربي أي مخطط روسي لضم مناطق أخرى من أوكرانيا، ووصفها بأنها "ليست أكثر من حيلة من فلاديمير بوتين لمحاولة كسب ... من خلال السياسة والقضايا الانتخابية، ما لا يستطيع أن يكسبه عسكريا".

وقال "لكنها لن تنجح، لن يعترف بذلك أحد، وما يتعين أن يحدث الآن هو أن يغادر بوتين أوكرانيا، يتعين عليه أن يوقف هذه الحرب".

وأدان اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الخميس، تصرفات روسيا في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن: "صرح الرئيس بوتين الأسبوع الجاري بأن روسيا لن تتردد في استخدام (جميع أنظمة الأسلحة المتاحة) ردا على أي تهديد لوحدة أراضيها، وهو تهديد أشد خطورة نظرا لاعتزام روسيا ضم مناطق كبيرة من أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".

وأضاف: "هذا (التهديد) يصدر من دولة انضمت في يناير العام الجاري إلى الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن للتوقيع على بيان يؤكد أن (الحرب النووية لا يمكن الانتصار فيها أبدا ويجب عدم خوضها على الإطلاق".

وقال الزعيم الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس، إن الوسائل التي ستدافع بها روسيا عن نفسها تشمل "أسلحة نووية استراتيجية".

بيد أن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اتهم بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن بمحاولتها فرض رواية كاذبة عن عمليات موسكو في أوكرانيا، وكرر ادعاءات تقول إن الروس تعرضوا لاضطهاد من القوات الحكومية الأوكرانية.

وأضاف: "توجد محاولة اليوم لفرض رواية مختلفة تماما لإظهار العدوان الروسي على أنه أصل كل هذه المأساة".

وقال: "يغفل ذلك حقيقة أن الجيش الأوكراني ومقاتلين من التشكيلات القومية قتلوا طوال ما يزيد على ثماني سنوات سكان دونباس (في شرق أوكرانيا) ولا يزالون يقتلونهم بدون عقاب لمجرد أنهم رفضوا الاعتراف بنتائج الانقلاب في كييف. قرروا الدفاع عن حقوقهم التي كفلها الدستور الأوكراني، بما في ذلك الحق في استخدام اللغة الروسية، لغتهم الأم، بحرية ".

وتسعى روسيا إلى تبرير غزوها وتقول إنها تحارب النازيين الجدد، وهو ادعاء يرفضه المجتمع الدولي على نطاق واسع، فضلا عن مقاومة توسع حلف الناتو.

وكان بوتين قد أعلن في خطابه يوم الأربعاء استدعاء جنود الاحتياط في خطوة يقول محللون إنها علامة على أن القوات الروسية في أوكرانيا تكافح من أجل الاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها في الشرق والجنوب.

وانتشرت طوابير على طول حدود روسيا، في ظل مساعي رجال مغادرة البلاد تفاديا للتجنيد.

تعليقات القراء