أفغانستان تحت سيطرة طالبان.. ما الذي تغير بعد عام من الاستيلاء على الحكم؟

الموجز   

ركزت وسائل الإعلام العالمية على ما تحقق في أفغانستان بعد مرور عام على حكم حركة "طالبان" للبلاد.

وكان حركة طالبان قد سيطرت على الحكم في أفغانستان في الـ 15 من أغسطس 2021 بعد معارك انهارت فيها القوات الحكومية.

وخلال العام الأول من حكمها، حققت الحركة بعض الإنجازات كتراجع أعمال العنف في البلاد بشكل مقبول، وعودة كثيرين من القادة السابقين في الجيش والأجهزة الأمنية وحكام أقاليم إلى البلاد.

ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية" عن عبد الجبار بهير، مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات، قوله إنه على الرغم من عدم تقديم الحركة لنموذج نظام سياسي مقبول دوليا، واعتماد دستور للبلاد، إلا أن طالبان نجحت في الحوار مع المعارضين.

وقال بهير إن "عودة كثير من القادة السابقين في الجيش والأجهزة الأمنية وحكام أقاليم إلى البلاد، تؤكد نجاح سياسة حركة طالبان في الحوار مع المعارضين لها".

الاقتصاد 

وعلى الجانب الاقتصادي، فقد هربت رؤوس أموال ضخمة بالتزامن مع تراجع المساعدات الدولية، وتجميد دول أموال أفغانستان لديها، وإحجام بنوك أجنبية عن التعامل مع حكومة طالبان.

ووفقاً للتقديرات، فإن الاقتصاد خلال حكم طالبان تقلص من 20 إلى 30 في المئة، وفقد عدد كبير وظائفهم، وتفاقم الفقر والجوع.

في الوقت ذاته، نجحت حركة طالبان في تخفيض الواردات، وزيادة الصادرات، ما أنعش سعر العملة الوطنية، لكن لا يزال التضخم مرتفعاً، خاصة بعد ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة نتيجة تداعيات حرب أوكرانيا.

كما تضاعف إنتاج الفحم وصادراته (خصوصا لباكستان) لنحو 4 ملايين طن.

ونجحت طالبان ايضاً في محاصرة زراعة وتجارة الأفيون، في تحول كبير للاقتصاد الذي كان الأفيون عماداً رئيسياً له.

وتقول الباحثة الأفغانية فاطمة حكمت، إن الوضع الاقتصادي ضبابي مع فرض حركة طالبان قیوداً علی الموظفین، وتجميد المساعدات الدولية.

ويشير بهير إلى أن "جزء من التدهور الاقتصادي في أفغانستان، يعود لتجميد الأموال، فهناك أكثر من 7 مليارات دولار جمدتها واشنطن والبنك الدولي".

الأمن

تحسن الوضع الأمني في أفغانستان مقارنة بما قبل أغسطس 2021، رغم استمرار هجمات ولاية داعش خراسان.

وبدأ تحسن الوضع الأمني مع توقف المعارك بين طالبان والحكومة السابقة، وإغلاق معظم نقاط التفتيش على الطرق، ومحاصرة الفساد في الجمارك.

ويقول بهير إن طالبان "حجّمت خطر داعش، وحررت مناطق من سيطرته، خاصة أنها لا تريد تنظيمات متمردة على أرضها، ولا خروج تهديدات لدول الجوار انطلاقا من أراضيها".

العلاقات الدولية

حتى الآن، لم تحصل طالبان على الاعتراف الدولي رغم العلاقات الجيدة للحركة بدول الجوار والصين وروسيا.

وعلّق مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات قائلاً: "استعادت طالبان العلاقات مع 15 سفارة، أبرزها في الصين وروسيا، وعادت سفارة الاتحاد الأوروبي للعمل في كابل".

حقوق الإنسان والمرأة

من جانبها، تقول سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن الأفغانيات واجهن في العام الماضي انتهاكاً لحرياتهن، وحُرمت فتيات من التعليم في المدارس.

وبحسب بهير وحكمت، فإن من النقاط السلبية المسجلة على طالبان هي عدم اهتمام الحركة بالشكل الكافي بملف حقوق الإنسان والأقليات التي تعيش في أفغانستان.

تعليقات القراء