تايوان تصدر قرار بإخلاء القطع الأثرية بأسرع وقت من المتاحف قبل قصفها .. الجيش الصيني يصيب تايوان بالرعب

الموجز

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، أن بكين قررت وقف التعاون والاتصالات مع واشنطن في ملفات عدة تمتد من التغير المناخي إلى الاتصالات العسكرية، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي إلى تايوان قبل أيام.

وذكرت الخارجية الصينية في بيان أن بكين قررت إلغاء المحادثات بين قادتها العسكريين ونظرائهم الأميركيين، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وشملت الإجراءات الصينية وقف التعاون في ملفات: إعادة المهاجرين غير الشرعيين، ومكافحة المخدرات، والسلامة البحرية، ومكافحة الجريمة عبر الحدود.

وقالت بكين إنها قررت أيضا تعليق المحادثات المناخية مع الولايات المتحدة.

وكانت أعلنت في وقت سابق فرض عقوبات، لم توضحها على رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي.

وتعد هذه الإجراءات الجديدة تصعيدا جديدا في الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين النوويين، في الأيام الأخيرة، إثر زيارة زيارة بيلوسي إلى تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.

وكانت بيلوسي أبرز مسؤول أميركي يزور تايوان منذ 25 عاما.

إخلاء القطع الأثرية بأسرع وقت ممكن

مع تصعيد الصين للضغط العسكرى على تايوان، قرر متحف القصر الوطنى الذى يضم واحدة من أرقى مجموعات الآثار الإمبراطورية الصينية فى العالم وضع خطة استباقية تهدف لحماية كنوزه إذا شنت بكين هجومًا، وأجرت إدارة المتحف الأسبوع الماضى أول «تمرين للرد على ما يمكن أن يحدث للقطع الفنية الحرب» تركز على إخلاء القطع الأثرية بأسرع وقت ممكن.

وقال مدير المتحف، وو مى تشا، لشبكة CNN قبل الجلسة التدريبية: «إن أهم هدف من هذا التمرين هو السماح لموظفينا بمعرفة كيف يتصرفون فى حال ما اندلعت الحرب»، مضيفًا أن المؤسسة كانت تعمل مع وكالات الأمن وإنفاذ القانون لصقل خططها، وتأتى هذه الخطوة بعد أن كشف «وو» للمشرعين أنه غير قادر على التفكير فى موقع مثالى لتخزين الآثار التاريخية للمتحف فى حالة الحرب، بعد الضغط على خططه خلال اجتماع برلمانى فى منتصف مارس المنصرم، بعد أسابيع فقط من الغزو الروسى لأوكرانيا، ووعد المدير حينها بوضع استراتيجية إخلاء وإجراء مناورات على أن يتم تطبيقها فى يوليو، وقد كان.

وتكمن المشكلة فى أنه لطالما ادعى الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين أن تايوان أرض خاصة به، وعلى الرغم من أنه لم يسيطر على الجزيرة مطلقًا، إلا أنه لم يستبعد الاستيلاء عليها بالقوة، وفى الأشهر الأخيرة، واجهت ديمقراطية الحكم الذاتى ــ التى يبلغ عدد سكانها 24 مليون شخص ــ تصعيد عسكرى متزايد من الجانب الصينى، التى كثيرًا ما كانت ترسل طائرات حربية بالقرب من الجزيرة، وفى أواخر يونيو الماضى، أرسلت القوات الجوية لجيش التحرير الشعبى 29 طائرة إلى منطقة تحديد الدفاع الجوى للإقليم (ADIZ)، وهو ثالث أعلى عدد يومى للطائرات هذا العام، وفقًا لوزارة الدفاع الوطنى التايوانية.
وأثار دعم الصين الضمنى لحرب روسيا على أوكرانيا تكهنات بشأن نواياها مع تايوان، مما أثار تساؤلات حول كيفية رد فعل العالم إذا شن هجومًا، ودفعت المخاوف بشأن الغزو المحتمل بالحكومة التايوانية إلى تعزيز استعدادها القتالى والاستعداد للحرب.

وأكدت ثلاث مؤسسات أخرى فى تايوان ؛ وهى: متحف تايوان الوطنى، والمتحف الوطنى لتاريخ تايوان، ومتحف تايوان الوطنى للفنون الجميلة أنها تضع أيضًا استراتيجيات إخلاء لمجموعاتها، وخلال تدريبات الأسبوع الماضى، تم تعليم حوالى 180 موظفًا كيفية الرد على السيناريوهات المختلفة، بما فى ذلك كيفية طلب المساعدة من الشرطة أو الجيش فى حالة تلف المنشآت الأمنية والاستيلاء على القطع الأثرية من قبل قوات العدو، كما سيتم إضافة التدريب الخاص إلى تدريبات السلامة الحالية (الموجهة حاليًا نحو الهجمات الإرهابية والكوارث الطبيعية فى العاصمة المعرضة للزلازل، تايبيه) لتعزيز قدرة الموظفين الكلية على حماية المجموعة وفقًا للمتحف.

وفى حالة الإخلاء، قال المتحف إنه سيركز على إنقاذ حوالى 90 ألف قطعة أثرية من مجموعته التى يبلغ قوامها 700 ألف قطعة، مع إعطاء الأولوية للقطع الأثرية ذات القيمة الأعلى وتلك التى تشغل مساحة أقل، وقال مسئولو المتحف: «قرار إخلاء القطع الأثرية سوف يخضع للقائد العام فى حال اندلاع الحرب، ومع ذلك، يجب أن يعد المتحف نفسه الآن، حتى نتمكن من التصرف على الفور إذا تلقينا مثل هذه الأوامر»، ولم يكشف المتحف عن مكان تخزين المواد التى تم إجلاؤها أو كيفية نقلها إلى هناك.

ويشتهر متحف القصر الوطنى فى تايوان بمجموعته الضخمة من القطع الأثرية التى كانت موجودة فى السابق فى متحف القصر فى المدينة المحرمة فى بكين ــ وهى كنوز يمكن القول إنها نجت حتى الآن بالفعل من حربين غير متعاقبتين؛ ففى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضى نقلت الحكومة الصينية أجزاء من المجموعة الإمبراطورية جنوبًا إلى مدن شنجهاى ونانجينج بسبب مخاوف من غزو محتمل للصين لأراضيها، وفى وقت لاحق من ذلك العقد، تم نقل العديد من القطع الأثرية إلى الداخل إلى مواقع مختلفة فى مقاطعة سيتشوان.

وقد تم نقل الكنوز عبر البلاد عبر القطارات والشاحنات وعربات الخيول والقوارب برفقة مجموعة من المرافقين المتفانين الذين واجهوا تهديدات مستمرة بالقصف، حيث تم إخفاؤها فى المعابد والكهوف على طول الطريق، وفى عام 1947، بعد عامين من استسلام اليابان للحلفاء، أعيد تجميع المجموعة فى نانجينج.

الخارجية الأمريكية تعلق على الـ 11 صاروخ

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، إن إطلاق الصين صواريخ حول تايوان هو تصعيد غير متناسب وغير مبرر، وإن الولايات المتحدة أوضحت للصين مرارا أنها لا تسعى إلى حدوث أزمة.

وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي على هامش منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، إن الصين لن تستفز بلاده مضيفا أنه "لا يوجد تبرير ممكن لما فعلوه"، معتبرا أن ما تقوم به الصين حاليا في منطقة مضيق تايوان يعتبر "أعمالا استفزازية غير مقبولة"، مشيرا إلى بكين اختارت استغلال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان للقيام بأعمال عسكرية استفزازية.

وقال بلينكن إن زيارة بيلوسي كانت سلمية ولا تمثل تغييرا في السياسة الأميركية تجاه تايوان، واتهم الصين باستخدامها "كذريعة لزيادة الأنشطة العسكري الاستفزازية داخل وحول مضيق تايوان".

وأوضح "لدينا خطوط اتصال مع الصين، وقد أكدنا لها ضرورة عدم استغلال زيارة بيلوسي لتايوان من أجل التصعيد".

تعليقات القراء