شرفة بيته فضحت صورته.. تفاصيل مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري

الموجز    

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، فجر اليوم الثلاثاء، مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي أيمن الظواهري نهاية الأسبوع الماضي بغارة أمريكية.

وقال بايدن، في خطاب متلفز، إنه "بعد سنوات من تعقبه، أطلقت القوات المسلحة الأمريكية صاروخين من طراز "هيلفاير" من طائرة مسيرة تحلق فوق العاصمة الأفغانية، وضربت منزل الظواهري الآمن وقتلته".

ووصف المسئولون الأمريكيون العملية بأنها مخططة بدقة مثل تلك التي قتلت بن لادن في مخبئه في باكستان في عام 2011.

وتقول وكالة "فرانس برس"، إنه بالرغم من المكافأة الأمريكية البالغة 25 مليون دولار على رأسه، فيبدو أن زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري شعر بالراحة الكافية مع سيطرة طالبان على أفغانستان للانتقال إلى منزل في العاصمة الأفغانية كابل، حيث كان يظهر بانتظام في العراء على شرفته.

وأشارت الوكالة إلى أن وجود الظواهري في أفغانستان لم يكن أمراً مفاجئاً، فمنذ استعادة حركة "طالبان" السيطرة على البلاد في أغسطس الماضي، شعرت "القاعدة" بمزيد من الشعور بالراحة في الداخل، كما يقول المحللون، لكن العثور على الظواهري كان لا يزال صعبا.

وقال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، في تصريحات صحفية، إنه "منذ عدة سنوات، كانت الحكومة الأمريكية على علم بوجود شبكة قيمنا أنها تدعم الظواهري"، لكن في هذا العام فقط علمت المخابرات الأمريكية أن أسرته وزوجته وابنته وأطفالها قد انتقلوا إلى العاصمة الأفغانية، وفقاً لما نقلته وكالة "فرنس برس".

وأضاف المسئول أنهم "كانوا حذرين"، حيث مارسوا "مهنة إرهابية طويلة الأمد" لمنع أي شخص من تعقبهم لزعيم القاعدة، ومع ذلك، ظهر الظواهري في النهاية ولم يغادر.

وتابع: "تعرفنا على الظواهري في مناسبات متعددة ولفترات طويلة على الشرفة"، حيث تم تطوير خطة هجوم خلال شهري مايو ويونيو، إذ راقبت الولايات المتحدة باستمرار الإقامة متعددة الطوابق لفهم نمط حياة الأسرة.

وقاموا بدراسة بناء المنزل بهدف ضرب الظواهري دون تهديد السلامة الهيكلية للمبنى، لتقليل المخاطر على المدنيين، كما وضع مسؤولو الدفاع والاستخبارات اللمسات الأخيرة على الخطة في يونيو، وتم تقديمها إلى بايدن بالبيت الأبيض في الأول من يوليو، باستخدام نموذج مفصل للسكن، كما كان يحدث قبل غارة بن لادن.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن جو بايدن طرح أسئلة مفصلة حول الهيكل وقضايا الطقس والمخاطر على المدنيين، وأخيرا، في 25 يوليو، اتخذ بايدن القرار، وجرى اتخاذه مع انضمام كبار المسؤولين في مجلس الوزراء إلى الإحاطة النهائية، مرددا صدى اجتماع البيت الأبيض في 28 أبريل 2011 حيث قرر الرئيس الأسبق، باراك أوباما، نشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية لدخول باكستان والحصول على بن لادن، حيث أنه في ذلك الوقت، كان بايدن نائب الرئيس، وأعرب عن شكوكه، وأشار في وقت لاحق إلى أن مخاطر حدوث أخطاء كبيرة، ولم يتم تحديد بن لادن بوضوح، ما كان قد يؤثر على العلاقات مع باكستان.

وأشارت الوكالة إلى أنه مع عملية القضاء على الظواهري، لم تدخل القوات الأمريكية البلاد، حيث تم التعرف على زعيم القاعدة بوضوح، في حين أن العلاقات الأمريكية مع طالبان قريبة من الصفر.

وأضاف المسئول أنه في نهاية المناقشة في الخامس والعشرين من الشهر، سأل بايدن - كما فعل أوباما قبل 11 عاما - كل مشارك عن وجهة نظره، موضحاً أن "الكل أوصى بشدة بالموافقة على هذا الهدف"، وأعطى بايدن الضوء الأخضر.

وتابع المسئول أن الضربة شملت طائرة أمريكية بدون طيار، مسلحة بصاروخين من نوع "هيلفاي"ر دقيق التوجيه، تم إطلاقهما في الساعة 6:18 من صباح يوم الأحد، بتوقيت كابل.

وواصل المسئول: "الظواهري قتل على الشرفة"، في حين يبدو أن الصواريخ لم تكن من طراز "هيلفاير" العادية، والتي كان من الممكن أن تدمر متفجراتها الشديدة المنزل.

وبحسب الوكالة، تظهر الصور الظاهرة للمبنى المقصوف عدداً قليلاً فقط من النوافذ في طابق واحد وقد تحطمت، والباقي سليم، وضلك ما يشير إلى الاستخدام المحتمل لنسخة غير متفجرة من "هيلفاير"، والتي تنشر سلسلة من الشفرات الشبيهة بالسكاكين من جسم الطائرة وتقطع هدفها ولكنها تترك الأشخاص والأشياء القريبة سليمة.

وقد استخدمت القوات الأمريكية ما يسمى بصاروخ "جينسو الطائر" أكثر من ست مرات لقتل قادة آخرين في الجماعات الجهادية دون الإضرار بالمارة.

ولم يكشف المسئول عن تفاصيل، لكنه أعرب عن ثقته القوية بمقتل الظواهري وعدم إصابة أحد.

وأضاف: "أفراد عائلة الظواهري كانوا موجودين في أجزاء أخرى من المنزل الآمن وقت الغارة، ولم يتم استهدافهم عمداً ولم يتعرضوا للأذى".

وأكد المسئول الأمريكي أن الضربة "توجه ضربة كبيرة للقاعدة، وستضعف قدرة الجماعة على العمل"، مضيفاً: "كما قال الرئيس بايدن باستمرار، لن نسمح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا آمنا للإرهابيين الذين قد يلحقون الأذى بالأمريكيين".

تعليقات القراء