بدت فيها أشبه بامرأة تختال بجمالها .. القهوة تنعش معرض إكسبو 2020 دبي

الموجز

لها رائحة خاصة، نعشقها جميعاً، إنها القهوة التي تعد وتسكب على مهل وتشرب كذلك أيضاً، هي رفيقتنا في الصباح، نتذوقها بكل هدوء، فيما صوت فيروز يردد كلمات الشاعر جوزيف حرب «بالقهوة البحريي وطلع في ايديك.. وتشرب من فنجانك واشرب من عينيك»، هي السمراء التي نضوع في عبق عبيرها الصباحي، وهي تلك الجميلة التي قال فيها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يوماً: «القهوة لون الأرض، رائحة الأرض بعد أول مطر، في أول الفجر».

عبير

لم تغب القهوة عن «إكسبو 2020 دبي»، فقد حضرت بعبيرها وبكل ما تحمله بين ثنايا حباتها من نشوة، حضرت بلونها الأسمر والأشقر، وفرضت هيبتها على أجنحة الدول، بدت فيها أشبه بامرأة تختال بجمالها، تارة ترتدي ثوبها الأسمر، وتارة ترتدي لون الذهب، تغريك بجمالها تدعوك لأن تضوع برائحتها وأنت تدور بين الأجنحة. هنا تقف على بوابة «أوغندا» تدخله بقدمك اليمين، فتبادرك رائحة القهوة، تشعر بأن «أعظم ما في القهوة، التوقيت»، كما قال الراحل مريد البرغوثي يوماً.

بين جنبات هذا الجناح نثرت حبات القهوة السوداء، سيأتيك صوت «هابي» من خلف ظهرك، تدعوك لتناول رشفة سريعة من قهوة أوغندا السوداء، تلك التي طحنت بين حجرين، مع أول رشفة من فنجان القهوة الأوغندية، ستخبرك هابي، ابنة الجناح، بأن «القهوة هي أعلى محصول تصدير في أوغندا، وإن لديهم قدرة عالية على إنتاج البن»، ستحمل «كيس القهوة المغلف بإحكام» وسيلفت نظرك صورة «الغوريلا» وقد احتلت واجهته، ستسأل هابي عن السبب، لتفاجئ بأنها «طريقة لجذب الانتباه».

تجربةبين أوغندا وأثيوبيا خطوات معدودات، ورائحة قهوة ستبقى في ذاكرتك لسنوات، في أثيوبيا تجلس حياة خلف طاولة سطحها امتلأ بفناجين بيضاء اللون، تلقي عليها سلامك، لترد عليك بسؤال إن كنت ترغب بتجربة قهوتها الأثيوبية، تلك التي أوقدت تحت وعائها الطيني بعضاً من الفحم، لتترك ما فيه من قهوة لتغلي على مهل، وترفعها عن النيران لتصبها على مهل في فنجانك، تقدمها لك من دون سكر، تخبرك حياة بأن «أجود أنواع القهوة عالمياً خرجت من أثيوبيا». وتقول: في أثيوبيا هناك 4 أنواع من حبوب القهوة، أشهرها «أرابيكا» و«الروبوستا»، وهما الأكثر انتشاراً في العالم، وتضيف: من أهم أنواعها في أثيوبيا ما يعرف باسم البن الهرري، وهو منتشر في منطقة هرر شرق أثيوبيا، وهناك أيضاً بن «يرقا جفي» الذي يزرع في جنوب أثيوبيا. تودع حياة وطعم قهوتها لا يزال في فمك.

على شارع الشروق، تقع رواندا، ستمر بالقرب منها وتقرر اكتشاف جنبات هذا البلد الذي شوهته الحرب ومشاهد أفلام هوليوود، سيشدك الهدوء الساكن خلف زجاج الجناح، وما أن تقطع عتبة بوابته، حتى تبدأ رحلة اكتشاف كنوز هذا البلد، في إحدى الزوايا وقف أحد موظفي الجناح، وقد نثر حبات القهوة أمامه، بينما تزينت الواجهة من خلفه بصور أشجار القهوة، وقد تزينت بلون أحمر غامق، تسأله عنها، فيجيب إنها حبات القهوة قبل النضوج، يخبرك أن رواندا تمتلك أنواعاً كثيرة من البن، لكن أجودها ما يعرف باسم «بن مارابا» الذي يزرع في جنوب البلاد.

أنواع

على الشارع ذاته تقودك خطواتك نحو جناح المملكة العربية السعودية، تزور فيه حديقة النخيل، حيث يقع مقهى «سرد»، الذي يمثل فكرة جديدة في مفهوم الترويج للتراث الثقافي السعودي.

خلف «كاونتر سرد» وقف شباب المملكة يرددون كلمات الترحيب بلهجاتهم، وقد فردت على الطاولة أمامهم 13 نوعاً من القهوة السعودية، لكل واحدة منها مذاقها ورائحتها وثوب ترتديه، بعضها يخلط مع حبات الهيل والمسمار وأوراق الورد المجففة وأخرى يضاف إليها الزعفران والمستكة، ولكل واحدة منها اسم خاص، بدءاً من قهوة مكة ومروراً بقهوة المدينة وليس انتهاءً بقهوة عسير وجازان وغيرها.

في «سرد» يسرد على مسامعك حكايات القهوة السعودية وأنواعها، وكلما وجهت عينيك على أي نوع منها، سيخبرك مشاري عن أبرز ما يميز هذا النوع، وسيقول لك إن كل «منطقة في المملكة لها نكهة خاصة للقهوة، بعضها يضيف الزعفران وماء الورد والمسكتة»، وسيخبرك أن البن السعودي الذي يزرع في منطقة جازان يتمتع بجودة عالية، حيث تسعى المملكة حالياً لجعل جازان مصدراً مهماً لإنتاج البن.

تعليقات القراء