ليلة سقوط كابل.. هروب الرئيس الأفغاني بعد استقالته.. والأمريكان يفسحون الطريق لطالبان.. ووزير دفاع أفغانستان: حاكم البلاد كبل أيدينا ولاذ بالفرار
كتب: ضياء السقا- وكالات
غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى طاجيكستان، يوم الأحد، بعدما استقال من حكم البلاد، فيما أضحت حركة طالبان على مشارف العاصمة كابل، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأفغاني، إن الرئيس غنى، كبل أيادينا ولاذ بالفرار خارج البلاد، بحسب قناة "سكاى نيوز عربية".
يأتي ذلك فيما أعلنت الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تراجع خططها العسكرية في أفغانستان ما لم تتخذ حركة "طالبان" خطوات تمس بعمليات إجلاء رعايا الولايات المتحدة من كابل.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى في حديث لوكالة "رويترز" اليوم الأحد: "لا تغيير في الحسابات العسكرية الأمريكية بشأن أفغانستان ما لم تؤثر "طالبان" على عمليات الإجلاء".
وأكد المسؤول أن القائم بأعمال الأمريكية في أفغانستان، روس ويسلون يتواجد حاليا في مطار كابل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة لا ترصد الآن تحركات كبيرة من قبل "طالبان" لدخول كابل.
وكان مسؤول أمريكي قد أعلن لـ"رويترز" في وقت سابق من اليوم أن الأعضاء الرئيسيين من طاقم السفارة الأمريكية في كابل يعملون من مطارها الآن، موضحا أن أقل من 50 موظفا في السفارة سيبقون في المدينة في الوقت الحالي.
بدوره، أشار مسؤول في حلف الناتو للوكالة إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابل في ظل دخول مسلحي "طالبان" إلى مشارف المدينة.
من جانبها نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى تأكيده أن مبعوث واشنطن لدى أفغانستان زلماي خليل زاد طلب من "طالبان" عدم دخول كابول ما لم تختتم عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين والأفغان المتعاونين مع الإدارة الأمريكية من المدينة، لافتة إلى أن هذه العملية قد تشمل أكثر من 10 آلاف شخص.
وتسارعت الأحداث على نحو كبير في أفغانستان، اليوم الأحد، بعدما تم الإعلان عن اقتحام مقاتلو حركة طالبان كابول من جميع الاتجاهات، وسط حالة من العلع سادت أجواء العاصمة الأفغانية.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن حركة طالبان بدأت اقتحام كابل من جميع الجهات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان قولهم إن مقاتلين من طالبان يدخلون العاصمة كابل، على الرغم من تصريح الحركة، في بيان لها، بأنها لا تريد اقتحام كابل بالقوة.
وأعلن قيادي في طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، بينما طالبت الحركة النساء التوجه لأماكن آمنة.
وذكرت وسائل إعلامية أن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أجرى محادثات طارئة مع المبعوث الأمريكي خليل زاده ومسئولين في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه حركة طالبان أنها تنتظر تسليماً سلمياً لمدينة كابول، وقال مسئولون أفغان إن مفاوضين من حركة طالبان "يتجهون إلى القصر الرئاسي للتحضير لانتقال السلطة".
ولاحقاً، قالت وزارة الداخلية الأفغانية إنه لن يكون هناك قتال في كابل وأنه سيكون هناك اتفاق سياسي وسلمي بشأن العاصمة الأفغانية.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن ثلاثة مسئولين أفغان قولهم إن طالبان دخلت ضواحي العاصمة كابول.
وأضاف المسئولون أنه لم يكن هناك أي قتال حتى الآن.
ودخل مقاتلو طالبان في مناطق كالكان وقراباغ وباجمان.
وأكدت وسائل إعلام أفغانية أن رئيس مجلس النواب الأفغاني، مير رحماني، وعدداً من القادة والمسئولين الآخرين غادروا إلى إسلام أباد.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، سيطرت حركة طالبان على آخر المدن الرئيسية خارج العاصمة الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، ما أدى إلى فصل العاصمة عن الشرق.
وآخر المدن التي أعلنت حركة طالبان السيطرة عليها هي مدينة خوست عاصمة ولاية خوست، مشيرة إلى أنها باتت تسيطر عليها بالكامل.
وبجانب خوست، سيطرت طالبان على جلال آباد وعاصمة ولاية ميدان وردك غرب كابل، باتت الحدود الأفغانية الباكستانية باتت تحت سيطرة طالبان، وهو ما دفع إسلام أباد إلى إغلاق "معبر تورخام" الحدودي مع أفغانستان.
وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان عن سيطرة مقاتلي الحركة على سجن مطار باجرام، مضيفا أنه تم إطلاق سراح السجناء.
وقلص سقوط جلال آباد، القريبة من معبر حدودي رئيسي مع باكستان، سيطرة الحكومة المركزية لأفغانستان إلى كابل فقط وسبع عواصم إقليمية أخرى من أصل 34 في البلاد، ودفع قوات الأمن الأفغانية للفرار من مساحات شاسعة من البلاد، على الرغم من الدعم الجوي من جانب القوات الأمريكية.
وعلى مدى سنوات، يستمر القتال بين مسلحي طالبان وقوات الأمن الحكومية الأفغانية، ولكن في الأشهر الأخيرة تمكنت هذه الحركة المتطرفة من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي أفغانستان بما في ذلك العديد من المدن الهامة.