رسالتان و3 أبعاد.. ما الجديد الذي تقدمه صفقة «الرافال» لمصر؟.. وما العائد منها حاليًا؟.. «إنفوجراف»

الموجز

لا تزال صفقة التعاقد على 30 طائرة "رافال" فرنسية لصالح القوات المسلحة تلقي بصداها على الساحة السياسية والعسكرية، في الوقت الذي اعتبرها خبراء عسكريون ومراقبون، تمثل إضافة متعددة الأبعاد للدولة المصرية.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت الاثنين، توقيع عقد توريد 30 طائرة من طراز "رافال" مع شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية، على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي يصل مدته كحد أدنى 10 سنوات.

المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا

وقال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اللواء طيار هشام الحلبي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك العديد من الأبعاد التي حملتها صفقة "رافال" الأخيرة بين طياتها، على رأسها أنها تعطي شهادة ثقة كبيرة للاقتصاد المصري.

ويشرح الحلبي ذلك بالقول: "الصفقة ستمول عبر قرض تمويلي يصل مدته 10 سنوات كحد أدنى، وهي مدة طويلة نسبيا بالنظر لعقود التسليح، ولم نرها في الصفقات الماضية خاصة بالنسبة للتعاقدات مع الدول الأوروبية، وهو ما يعطي شهادة للاقتصاد المصري بقدرته على السداد في هذه الفترة الطويلة، وتؤكد الثقة في النظام الاقتصادي بشكل عام".

ثقة بالنظام السياسي

البعد الثاني في نظر الخبير العسكري يتمثل في الثقة بالنظام السياسي والإدارة المصرية الحالية، موضحا أنه يتم إجراء تحليل للدول بشكل دقيق قبل إتمام صفقات تصدير السلاح، لأن طائرة مثل "رافال" تمتاز بالكفاءة والقدرات الكبيرة للغاية، وبالتالي لا يتم بيعها إلا لدول تتميز بسياسة خارجية رشيدة ومتزنة، لما لها من قدرة على إحداث تغيير بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة.

وأضاف الحلبي: "يجب ألا نغفل أن فرنسا عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهناك تفاهمات كثيرة تجري حول هذه الموضوعات الحساسة، الأمر الذي يعطي ثقة كبيرة لمصر في بعدها السياسي وسياستها الخارجية، إذ لا يمكن فصل السياسة الخارجية بشكل عام عن مبيعات السلاح".

ولفت إلى أن الصفقة الأخير مؤشر على توافق السياسة الخارجية بين مصر وفرنسا، وهذا ما ظهر خلال الفترة الماضية في عدد من القضايا والملفات سواء التوافق في الرؤية بشأن الملف الليبي، أو التهديدات الخاصة بمنطقة شرق المتوسط.

بعد عملياتي

ويشير اللواء طيار هشام الحلبي، إلى أن صفقة "رافال" تحمل بعدا ثالثا يتمثل في "البعد العملياتي"، لأن هذه الطائرة تتميز بإمكانيات متعددة، إذ يصل وزن التسليح الذي تحمله إلى 9.5 طن من الذخائر المتنوعة، كما أن مدى الطائرة كبير للغاية ويصل إلى 3900 كيلومترا، ولديها إمكانية أن تزود بالوقود جوا وهذا يساهم في مضاعفة هذا المدى.

كما تدعم "رافال" منظومات حرب إلكترونية، وبالتالي فالطائرة الواحدة تستطيع تغيير موقف على الأرض بصورة عالية جدا، وفق الحلبي.
الإمكانيات

وبحسب المتحدث العسكري ، فإن الطائرات من طراز "رافال" تتميز بقدرات قتالية عالية تشمل تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلا على امتلاكها لمنظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدد أنظمة التسليح بها، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة حرب إلكترونية متطورة تمكنها من تنفيذ كافة المهام التي توكل إليها بكفاءة واقتدار.
الجديد في الصفقة

وتمثل هذه الطائرات الجديدة إضافة عالية للغاية لمصر للعمل خارج الحدود على مسافات كبيرة جدا لحسم أي موقف عدائي ضد البلاد في وقت قصير، وخاصة الأعمال التخريبية التي قد تطال البنى الاقتصادية عالية القيمة مثل حقول البترول والغاز وخطوط الملاحة البحرية.

نقاط القوة

وبدوره، يرى الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد منصور، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن انضمام أعداد إضافية من المقاتلات الفرنسية متعددة المهام "رافال" لسلاح الجو المصري، يضيف للقدرات الجوية المصرية العديد من نقاط القوة.

وأوضح منصور أن سلاح الجو يعتبر حاليا في خضم عملية واسعة للتجديد، قام بموجبها بإخراج العشرات من المقاتلات المتقادمة في ترسانته، مثل مقاتلات "ميراج-5" التي تم سابقا تزويدها بحزم للترقية تحت اسم "حورس"، وهو نفس المصير الذي ستلقاه بعض النسخ القديمة من المقاتلات الأساسية في سلاح الجو المصري، وهي مقاتلات "إف-16".

54 مقاتلة

ولفت إلى أن انضمام أعداد اضافية من مقاتلات "رافال" - بما يرفع عددها الكلي في تسليح سلاح الجو المصري إلى 54 مقاتلة - سيسمح باستمرار عملية التحديث والإحلال والتجديد، وسيساهم في تكريس التوجهات المصرية فيما يتعلق بتنوع مصادر التسليح، بشكل يجعل التسليح الجوي المصري متنوعا ما بين التسليح الروسي والأميركي والفرنسي.

ويرى الباحث أن مقاتلات "رافال" تعد الأقرب في أدوارها الهجومية إلى المهام التي تقدمها مقاتلات التفوق الجوي الروسية "سوخوي-35"، التي تعاقدت مصر على 21 مقاتلة منها، وبدأت في تسلم المجموعة الأولى من هذه المقاتلات هذا العام، لكن وحتى يتم استيعاب هذا النوع من المقاتلات في التسليح ، سيبقى الدور الميداني الأهم مناطا بمقاتلات "رافال"، التي تعمل منذ سنوات في صفوف سلاح الجو المصري، وبات الطيارون المصريون ذوي خبرة كبيرة في التحليق والمناورة والاشتباك بها، خاصة أنه تم اختبار قدراتهم خلال مجموعة كبيرة من المناورات الجوية، مع دول صديقة مثل اليونان وفرنسا.

والنقطة الأهم في هذا الصدد، حسب منصور تتعلق بالذخائر الجوية الخاصة بالدفعة الجديدة من "رافال"، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه الصفقة تتضمن توريد حزمة من الذخائر الجوية المتطورة من انتاج شركة MBDA، قد تضم ذخائر دقيقة التوجيه، مثل الصواريخ الجوالة "سكالب"، والصواريخ المضادة للقطع البحرية "أكسوسيت"، وهي ذخائر ستضمن للقوات الجوية المصرية إمكانية تنفيذ عمليات جوية خاصة، سواء كانت عمليات قصف لمواقع عالية الأهمية، أو عمليات استهداف لقطع بحرية معادية.

جدير بالذكر أن هذه الصفقة ليست الأولى من نوعها بالنسبة للقوات المسلحة، إذ أبرمت مصر وفرنسا عام 2015، عقدا لتوريد 24 طائرة "رافال" لصالح القوات الجوية المصرية.

تعليقات القراء