جو بايدن.. كشف حساب الشهر الأول لزعيم البيت الأبيض الجديد

الموجز   

تحدث الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عن عدد من القضايا، أبرزها التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وفيروس كورونا والاقتصاد، وأظهر مدى التباين بين سياساته وسياسات سلفه دونالد ترامب، وذلك خلال الأسابيع الأربعة الأولى له في البيت الأبيض.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريراً حاولت فيه التحقق مما قاله بايدن حول عدد من القضايا فتبين الآتي:

بايدن: "عندما توليت منصبي قبل ثلاثة أسابيع فقط لم تكن هناك خطة تلقيح أو لقاحات كافية"

تقول "بي بي سي" في تقريرها إنه ليس من الصحيح القول بأن الولايات المتحدة "لم تكن لديها خطة" في عهد ترامب.

وأوضحت أن إدارة ترامب كشفت عن خطة تطعيم في سبتمبر الماضي مركزة على استراتيجية توزيع اللقاح على الولايات.

وكانت هناك شكاوى حول كيفية تنفيذها ونقص التمويل من قبل الحكومة الفيدرالية، ما تسبب بمشاكل لوجستية على المستوى المحلي عند تسليم اللقاحات.

وناشدت بعض الولايات الجهات المعنية تقديم المزيد من الإمدادات.

وعن مدى توفر كمية كافية من اللقاحات، قالت الهيئة إن إدارة ترامب ضمنت 400 مليون جرعة من شركة فايزر - بيونتيك وموديرنا (اللقاحان المعتمدان حاليًا في الولايات المتحدة)، ومن المقرر تسليم كل هذه الجرعات بحلول يوليو.

وأشارت الهيئة في تقريرها إلى أن هذه الكمية تكفي لتطعيم جميع سكان الولايات المتحدة بالكامل، لكنها سمحت للولايات المتحدة بتكثيف وتيرة برنامج التطعيم الخاص بها أسرع من العديد من البلدان المتقدمة الأخرى.

وأوضح التقرير أنه عندما غادر ترامب منصبه في 20 يناير الماضي، كان عدد الأشخاص الذين تلقوا أول جرعة من اللقاح أكثر من 16 مليون شخص، وكانت الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد الأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالنسبة لعدد السكان بعد كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.

ولفت التقرير إلى أن إدارة ترامب تعاقدت على ما مجموعه 500 مليون جرعة من لقاحات جونسون آند جونسون ونوفافاكس وأسترازينيكا، وهي لقاحات لم تعتمد حتى الآن في الولايات المتحدة ولكن من المرجح أن يتم ذلك في وقت لاحق من العام.

بايدن: "العنصريون البيض هم التهديد الأكبر في أمريكا"

خلال تجمع في مدينة ميلووكي، رد بايدن على سؤال حول التهديد الذي يمثله العنصريون البيض، حيث قال "أخطر الناس" في أمريكا ويشكلون أكبر تهديد إرهابي داخلي.

وأشار التقرير إلى أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية توافق بايدن على ذلك، فقد جاء في تقييمها السنوي العام الماضي أن العنصرية البيضاء العنيفة كانت "التهديد الأكثر رسوخًا والأخطر" في الولايات المتحدة.

ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية عددًا متزايدًا من الهجمات التي شنتها الجماعات اليمينية المتطرفة إضافة إلى محاولات تنفيذ هجمات، بحسب ما ذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وخلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020، قام اليمين المتطرف بمعظم الهجمات الإرهابية المحلية، أكثر بكثير من الجماعات اليسارية المتطرفة أو الجماعات الجهادية المتشددة.

بايدن: "أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا حد أدنى للأجور.. بـ15 دولارًا للساعة.. وكل الحسابات الاقتصادية تظهر أن ذلك سيحسن الاقتصاد بأكمله"

يقول التقرير إن رفع الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة إلى 15 دولارًا للساعة بحلول عام 2025 كان أحد تعهدات بايدن الرئيسية خلال حملته الانتخابية، إذ يبلغ الحد الأدنى الآن 7.25 دولار للساعة.

وعندما سئل عما يثبت ادعاءه بأن "كل الحسابات الاقتصادية تظهر أن هذا من شأنه أن يعزز الاقتصاد الأمريكي"، أرسل البيت الأبيض إلينا قائمة بالدراسات الاقتصادية التي تدعم رفع الحد الأدنى للأجور.

وأشار التقرير إلى أن هناك دراسات أخرى تقول إن رفع الحد الأدنى للأجور قد يؤدي إلى قيام الشركات بتوظيف عدد أقل من الأشخاص.

وقدّر مكتب الموازنة في الكونجرس، وكالة فيدرالية تقدم معلومات اقتصادية إلى حكومة الولايات المتحدة، أن رفع الحد الأدنى إلى 15 دولارًا بحلول عام 2025 يمكن أن يزيد من أجور 17 مليون عامل، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى خسارة 1.4 مليون وظيفة.

وبحسب دراسة أخرى قامت بها الحكومة البريطانية في عام 2019 وشملت 7 ولايات أمريكية كانت قد تحركت بالفعل لزيادة الحد الأدنى للأجور تدريجيًا، وجدت "تأثيرًا ضعيفًا للغاية لرفع الحد الأدنى للأجور على نسب التوظيف".

بايدن: "ملايين الأمريكيين يعملون 40 ساعة في الأسبوع.. والبعض يعمل بوظيفتين لكنهم لا يزالون تحت خط الفقر".

يقول التقرير إنه وفقاً لأحدث أرقام الفقر لعام 2019، فإن حوالي 2.3 مليون شخص يعانون من الفقر في الولايات المتحدة رغم عملهم في وظيفة واحدة على الأقل بدوام كامل على مدار العام.

ويتم حساب الفقر باستخدام الإحصاءات القومية لتقدير ما إذا كان إجمالي دخل الأسرة أقل من احتياجاتها، وبالتالي فكل فرد في هذه الأسر يصنف في خانة الفقر.

بايدن: "بلغ العجز في الإنفاق خلال السنوات الأربع الماضية 8 تريليونات دولار وذهب الكثير منه إلى أغنى الناس في البلاد".

أوضح التقرير أن العجز هو مقدار الإنفاق الحكومي الذي يتجاوز الإيرادات من مصادر مثل الضرائب على مدار عام.

وذكر التقرير أن لجنة الموازنة الفيدرالية المسئولة في الولايات المتحدة قامت بتوجيه "بي بي سي" إلى أبحاثها حول العجز الناتج عن تخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق بموجب التشريعات التي أقرها ترامب خلال السنوات الأربع الماضية.

وتبين أن هناك عجزًا بقيمة 4.7 تريليون دولار قبل أن يضرب وباء كورونا الولايات المتحدة و3.4 تريليون إضافية ناجمة عن حزم الإغاثة التي قدمتها الحكومة لمواجهة تداعيات الوباء. لكن لم يتم إنفاق كل المبلغ حتى الآن.

يتم توزيع الإنفاق الحكومي على مختلف الجهات والإدارات، وعلى برامج الرعاية الصحية للأمريكيين الأفقر، وعلى الميزانية العسكرية.

ومن بين من تلقوا الإعانات بسبب الوباء أرباب عمل وأصحاب دخول عالية إضافة إلى العاطلين عن العمل.

بايدن: "الكثير من الإعانات ذهبت إلى الأغنياء"

يقول التقرير إن بايدن كان يشير إلى التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرها ترامب في عام 2017 (تشير التقديرات إلى أنها ستكلف الخزينة حوالي 2 تريليون دولار خلال فترة 10 سنوات) حسب مسئولين حكوميين.

ووجدت دراسات مستقلة أن أصحاب الدخل المرتفع، 20٪ من السكان الأعلى دخلًا، كانوا الأكثر استفادة من هذه التخفيضات الضريبية.

تعليقات القراء