«المناظرة الأخيرة».. ترامب وبايدن يشتبكان بشأن كورونا والفساد وعلاقات الأعمال في الخارج والهجرة.. ماذا حدث؟

الموجز

قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات، انطلقت المناظرة الأخيرة بين المرشحين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، الخميس.

تبادل الاتهامات

تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، خلال مناظرتهما الثانية والأخيرة، مساء الخميس، الاتهامات حول طريقة إدارة أزمة فيروس كورونا والفساد، لكنهما ظهرا أكثر اتزانا مما كانا عليه في مناظرتهما الأولى.

وأتت المناظرة بوقت يحتاج فيه ترامب بشدة لتغيير مسار السباق، إذ يتخلف عن بايدن في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد قبل أقل من أسبوعين على التصويت، وإن كانت المنافسة أكثر احتداما بكثير في بعض الولايات. حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".


وتابع ما لا يقل عن 73 مليون مشاهد المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن، فيما فوّت الرئيس المناظرة الثانية بعدما تقرر إجراؤها عبر الإنترنت في أعقاب تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد.

لا يزال من دون خطة

وفي مستهل المناظرة التي جرت في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، قال بايدن الذي يتصدر نوايا التصويت في استطلاعات الرأي إن "شخصا مسؤولا عن هذا العدد الكبير من الوفيات يجب أن لا يكون قادرا على البقاء رئيسا للولايات المتحدة"، متهما الرئيس بأنه "لا يزال من دون خطة" للتعامل مع الجائحة.

وتوقع بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، أن تواجه البلاد "شتاء قاتما" بسبب الجائحة التي حصدت حتى الآن حياة أكثر من 222 ألف شخص في الولايات المتحدة.


وأضاف بايدن: "ليس هناك عالم جاد واحد في العالم يعتقد أن (كوفيد 19) سيختفي قريبا"، في وقت لا يكف فيه الملياردير الجمهوري عن القول إن الجائحة ستزول سريعا.

ترامب بدون كمامة

ورد ترامب الذي وصل إلى مكان المناظرة من دون كمامة بعد 3 أسابيع من تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد:" "نحن نحاربه بحزم شديد".

وتطرق الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية إلى إصابته بـ"كوفيد 19" ودخوله المستشفى وتعافيه، مؤكدا مجددا أنه بات "محصنا" ضد الفيروس.

وأضاف: "لدينا لقاح آت، إنه جاهز وسيتم الإعلان عنه في الأسابيع المقبلة"، قبل أن يتهرب من تحديد الموعد الدقيق لطرح اللقاح المرتقب.

وتعهد بايدن من جهة أخرى أن تدفع كل من روسيا والصين وإيران ثمن تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية إذا ما فاز بالانتخابات، وقال إن هذه الدول الثلاث: "ستدفع الثمن إذا ما انتخبت. إنها تتدخل بالسيادة الأميركية".

اتهامات بالفساد المالي

كما تبادل المرشحان خلال المناظرة اتهامات بالفساد المالي، وقال ترامب لبايدن: "أعتقد أنك تدين بشرح للشعب الأميركي" بشأن مزاعم فساد مالي لا ينفك رجل الأعمال السابق يتهم نائب الرئيس السابق بالضلوع فيها، فرد عليه بايدن "لم أتلق يوما بنسا واحدا" من أي جهة أجنبية.

كورونا

مع انطلاق المناظرة الأخيرة، دافع ترامب عن تعامل إدارته في أزمة فيروس كورونا المستجد، وقال إن أعداد الضحايا كان من الممكن أن تزيد كثيرا عما هي الآن، مشيرا إلى أن اللقاح سيكون جاهزا خلال أسابيع وسيوزعه الجيش.

وأضاف: "عمليات تطوير لقاح كورونا تسير بشكل جيد، وسيكون لدينا أكثر من 100 مليون جرعة".

وقال ترامب إن إدارته ليس بمقدورها إغلاق البلاد مجددا بسبب كورونا، مضيفا: "علينا أن نعيد فتح مدارسنا".

وتابع الرئيس: "ليس بمقدورنا إغلاق البلاد مجددا، وبايدن كان ضد قراري إغلاق الحدود أمام الصينيين".

وأوضح ترامب: "الحكام الديمقراطيون للولايات أغلقوها وتسببوا في معاناة كبيرة للسكان".

بينما قال بايدن إن عدد وفيات كورونا تخطى الـ200 ألف، وإن "أي شخص مسؤول عن هذا الكم من الوفيات لا يجب أن يكون رئيسا للولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن الأعداد ترتفع في الولايات المتحدة بمعدل أعلى من أوروبا.

وأوضح بايدن: "نحن لم نتعلم أن نتعايش مع كورونا كما يقول ترامب، لكننا نموت بسبب الوباء"، وعارض فتح المدارس والأماكن العامة إلا مع ضمان وجود تباعد اجتماعي وفحوصات كافية.

واتهم بايدن ترامب بأنه كان علم بمدى خطوة فيروس كورونا في يناير، و"رغم ذلك لم يخبر الشعب الأميركي بهذا".

الذمة المالية

ومن جهة أخرى، اتهم ترامب بايدن بأنه حصل على 3.5 مليون دولار من روسيا، مؤكدا أنه "لا يوجد من هو أكثر صرامة مني إزاء التعامل مع موسكو".

وقال ترامب إن فريقه القانوني يعمل حاليا على إعداد السجلات الضريبية الخاصة به، وأوضح أنه سيكشف عنها قريبا، مضيفا: "دفعت ملايين الدولارات كضرائب".

وأكد الرئيس الأميركي أنه أغلق حسابه البنكي في الصين عندما قرر الترشح للرئاسة في الانتخابات الماضية.

وفي المقابل، قال بايدن إن "أي دولة تتدخل في الانتخابات ستدفع الثمن إذا اصبحت رئيسا، سواء كانت روسيا أو الصين أو إيران".

وتساءل: "لماذا لم يتخذ ترامب قرارا بشأن ما أثير حول دفع أموال لقتل جنود أميركيين في أفغانستان؟".

ودافع بايدن عن نفسه، قائلا: "أنا لم أحصل قط على أي أموال من أي مصدر خارجي أو أي دولة، وأنا أفصحت عن سجلاتي الضريبية"، وطالب ترامب بالكشف عن سجلاته الضريبية، متهما إياه بأنه "حصل على أموال من الصين".

واستطرد: "مارست عملي كنائب رئيس كما أملاه دوري، ولم أحد عنه قيد أنملة".

كوريا الشمالية

وتطرقت المناظرة إلى علاقة الولايات المتحدة بكوريا الشمالية، حيث دافع ترامب عن مفاوضاته مع بيونغيانغ.

وقال ترامب إن سلفه باراك أوباما اعتبر كوريا الشمالية "تحديا كبيرا"، وخطط لشن حرب نووية ضدها، لكن "زعيمها أصبحت تربطه بي علاقة جيدة ولن يفكر في عمل عدائي".

وفي المقابل، اعتبر بايدن أن لقاءات ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون "منحت الشرعية لنظام بيونغيانغ وزعيمها البلطجي" على حد وصفه.

الرعاية الصحية

وفي ملف الرعاية الصحية، قال ترامب إنه يريد نظاما صحيا عظيما للأميركيين وليس نظام "أوباما كير" الذي لا يناسبهم، في إشارة إلى برنامج الرئيس السابق.

وأكد بايدن أنه لن يلغي شركات التأمين الخاصة، و"سنتأكد من حماية من يعانون أمراضا مزمنة"، وقال إن الأميركيين لديهم الحق في رعاية صحية ميسرة، مضيفا: "ترامب لم يقم بأي شيء يتعلق بهذا".

ومن جهة أخرى، قال بايدن إن "ترامب يتحدث عن الديمقراطيين والجمهوريين، لكنني سأكون رئيسا لكل الأميركيين".

الهجرة والأقليات

وشن بايدن هجوما شديدا على ترامب، قائلا إن "هناك عنصرية ممنهجة في الولايات المتحدة" ضد الأقليات العرقية، مضيفا وهو يشير إلى ترامب: "هذا هو الرئيس الأول الذي يرفض الاندماج".

وقال بايدن إن إدارة ترامب فصلت المهاجرين عن أبنائهم و"ليس المهربون من فعلوا هذا"، في إشارة إلى سياسة الإدارة الأميركية الحالية بشأن المهاجرين.

وفي المقابل، قال ترامب إن إدارة أوباما اتخذت سياسات خاطئة بالنسبة للهجرة.

ودافع الرئيس عن تعامل إدارته مع السود، قائلا: "لا أحد أفاد الأميركيين من أصول إفريقية مثل ترامب. أوباما وبايدن لم يفعلا أي شيء. ربما رغبا في ذلك لكنهما لم يفعلا. بذلنا الكثير من الجهد" في هذا الملف.

وقال ترامب إن الحدود الأميركية أصبحن أكثر أمانا الآن، مشيرا إلى أن "عصابات تهريب المهاجرين تستخدم الأطفال ذريعة للعبور".

التغير المناخي

وبرر ترامب انسحابه من اتفاق باريس للمناخ بالقول: "أنا لن أدمر الاقتصاد الأميركي من أجل اتفاق لم يكن منصفا للولايات المتحدة".

واعتبر بايدن أن قضية التغير المناخي تهدد البشرية بأسرها، مطالبا استبدال الوقود بمصادر الطاقة المتجددة.

3.5 مليون دولار من روسيا لبايدن

وعند الحديث عن التدخلات الخارجية في الشؤون الأميركية، قال بايدن إن "أي دولة تتدخل في الانتخابات ستدفع الثمن"، مضيفاً أن ترمب "لم يقل أي شيء لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بشأن تدخل روسيا في الانتخابات". وتعهّد بأن تدفع كل من روسيا والصين وإيران ثمن تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية إذا ما فاز بمفاتيح البيت الأبيض.

في المقابل، اتهم ترمب بايدن بالحصول، هو وعائلته، على 3,5 مليون دولار من روسيا، بالإضافة لمبالغ أخرى من الصين وأوكرانيا، الأمر الذي نفاه المرشح الديمقراطي مؤكداً أن ترمب هو من يملك حسابا مصرفيا في الصين وتلقى مبالغ من بكين. إلا أن ترمب أوضح أنه أغلق هذا الحساب المصرفي في الصين عام 2015.

في السياق نفسه، أكد ترمب أنه دفع "ملايين الدولارات من الضرائب"، بينما قال بايدن إن "الرئيس يقول منذ 4 أعوام إنه سيكشف عن سجله الضريبي" ويتهرّب. من جهته، اعتبر ترمب أن "على بايدن توضيح موقفه بشأن قضايا الفساد المالي".

انتقل النقاش بعدها إلى ملف كوريا الشمالية، حيث قال ترمب إن الرئيس السابق باراك أوباما قال له إن "كوريا الشمالية تشكل تحدياً كبيراً. إلا أن بايدن اعتبر أن "ترمب أعطى شرعية لزعيم كوريا الشمالية" كيم يونغ أون بينما "أوباما رفض لقاءه".

ترامب ورث "فوضى" من أوباما

وبمناسبة الحديث عن أوباما، قال ترمب إنه "ورثت حالة من الفوضى" من إدارة الرئيس السابق، معتبراً أن برنامج "أوباما كير" ليس مناسبا لصحة الأميركيين. إلا أن بايدن اعتبر أن "ترمب لم يقدم أي خطة لحماية أصحاب الأمراض المزمنة"، مشدداً على أن "الرعاية الصحية ليست رفاهية بل حق للمواطنين.. المواطنون بحاجة لرعاية صحية بأقل تكلفة"، الأمر الذي رد عليه ترمب قائلاً إنه، و"على مدى 47 عاما لم يفعل بايدن أي شيء". واعتبر ترمب أن "بايدن يريد تغيير القطاع الصحي لقطاع اشتراكي"، بينما قال المرشح الديمقراطي إن "ترمب سيعمل على تدمير نظام الرعاية الصحية".

من ناحية أخرى، قال ترمب إن "الديمقراطيين يديرون عدة مدن مليئة بالعنف"، بينما أكد بايدن من جهته أنه سيكون، بحال فوزه، "رئيساً لكل الأميركيين" وسيعمل على "دعم الشركات الصغيرة".

في سياق متصل، أكد ترمب أن الحدود الأميركية المكسيكية أصبحت آمنة بفضل الخطوات التي اتخذها، مضيفاً أن "عصابات تهريب المهاجرين تستخدم الأطفال كذريعة"، بعدما اتهمه بايدن بانتهاج سياسة "إجرامية" بحق أطفال المهاجرين الذين فُصلوا عن ذويهم عند وصولهم إلى الحدود الأميركية. في المقابل، قال بايدن إنه سيعمل على حل قضية الأطفال "الحالمين" إذا تم انتخابه، الأمر الذي ردّ عليه ترمب قائلاً: "بايدن ليس لديه أي فكرة عن قانون الهجرة". وتابع ترمب: "فعلت ما لم يفعله رئيس للأميركيين الأفارقة منذ أبراهام لينوكلن". حسبما نشر موقع "العربية".


صعود إيران ومسؤولية بايدن

في سياق آخر، قال ترمب إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وجو بايدن "عملت على صعود إيران". كما اتهم ترمب بايدن بأنه "سياسي فاسد.. بايدن ظل بمنصبه 8 سنوات ولم يفعل ما يقوله"، إلا أن المرشح الديمقراطي اعتبر أن "لا أحد يصدق ما يقوله ترمب بشأن اتهامات الفساد".

وتطرق النقاش لاحقاً إلى تغيير المناخ والسياسات البيئية، حيث قال ترمب: "تخلصنا من اتفاقية باريس للمناخ لأنها غير منصفة"، بينما اعتبر بايدن أن "الاحتباس الحراري تهديد وجودي للإنسانية.. يجب أن نصل لمستويات صفر في مستويات انبعاث الكربون".

كما قال ترمب إن في عهده أصبحت الولايات المتحدة "دولة مستقلة في مجال الطاقة" وحققت "أرقاماً قياسية في عدد الوظائف قبل جائحة كورونا"، محذّراً من أن "فوز بايدن سيؤدي إلى كساد غير مسبوق".

وجرت المناظرة في ناشفيل في ولاية تينيسي. وقد أعلن فريقا المرشحين قبل ساعات من المناظرة أن فحصهما لكوفيد-19 جاء سلبياً.

تعليقات القراء