“مكانش معايا تمن الفطار”.. عامل يسلم 300 ألف جنيه لصاحبها



على الرغم من حياته البسيطة، وضيق حالته المادية، التي تصل في كثير من الأحيان إلى عدم توافر ثمن الطعام والشراب لأسرته، فإنه رفض أن يقبل على نفسه وعلى أسرته المال الحرام، فعند إيجاده لحقيبة بها مبلغ مالي 300 ألف جنيه ظل يبحث عن صاحبها إلى أن سلمها له.

بدأت قصة أشرف شوقي، صاحب الـ41 عاما، منذ 2012، حيث تم تعيينه عاملًا بإدارة أبنوب التعليمية قسم التعليم الابتدائي، وذلك ضمن الـ5% لذوي الاحتياجات الخاصة، ليكون كنزًا للإدارة بسبب أمانته، والذي كانت سببًا لتسميته بالعامل الأمين، آخرها إيجاده لحقيبة بها مبلغ مالي 300 ألف جنيه ظل يبحث عن صاحبها إلى أن سلمها له.

ويسرد أشرف، قصة إيجاده للحقيبة وتسليمها قائلا، تم عقد اجتماع لقسم التعليم الإعدادي، وبعد الانتهاء من الاجتماع انصرف المجتمعون، ودخلت للقاعة المنعقد بها الاجتماع لترتيبها وإغلاقها، فوجدت حقيبة يتضح من مظهرها أنها ذات قيمة وبداخلها أوراق مهمه ونقود، فتركتها كما هي وأغلقت عليها باب القاعة لحين ظهور صاحبها.
 

ويكمل، سألني شخص ما بدون ذكر اسمه على الحقيبة ولكن أنكرت إيجادي لها لحين التأكد من صاحبها، وبعدها ذهبت لمنزلي، وحاول صاحب الشنطة الأصلي التواصل معي عبر الهاتف المحمول ولكنه وجده مغلقًا، فجاءني بالمنزل، وسألني عن الحقيبة، وعند تأكدي أنه صاحب الحقيبة أخبرته أنني وجدتها وأنها بأمان داخل القاعة، وذهبت معه للقاعة وقمت بتسليمها له، وقام بفتحها للتأكد من محتوياتها، وأخبرني وهو ينظر لما بداخلها أنها تحتوي على مبلغ مالي 300 ألف جنيه، واستعجب لوجودها دون نقص بأي شيء بها.

وتابع، إن المحطين به عندما سألوه لماذا أرجعتها فقال لهم إنها أمانة، والأمانة لا بد أن ترد لأصحابها، موضحا أنها ليست المرة الأولى له فكثيرا ما وجد مَحافظَ شخصية وهواتف محمولة وتم ردها لأصحابها، كما وجد قبل ذلك ماكينة صرف البنك مفتوحة وبها المفتاح، فقام بإغلاقها على ما بها من نقود، لحين قدوم الموظف المسؤول عنها.ويؤكد العامل الأمين، أنه لم يطمع بأي شيء ليس ملكه، وأنه من الممكن أخذ “حسنات أو ما تسمي حلاوة الأمانة أو قيمة رجوع الأمانة لأصحابها” من الأشخاص لكن من المستحيل أن يمد يديه على شيء ليس ملكه، فذات مرة وجد محفظة تخص أحد المعلمين وعندما فتحها للوصول لصاحبها وجد بها مبلغ مالي تركه كما هو وقرأ الاسم الموجود بالبطاقة الشخصية وأغلقها كما كانت وذهب ليسلمها لصاحبها، على الرغم من أنه كان في ذلك اليوم لا يملك ثمن الفطار وجائع، لكنه فضل الجوع عن الطعام الحرام.

وعن عائلة أشرف، قال” لدي 4 أبناء، بنتان وولدان، راتبي 1700 جنيه، عايش بيهم أنا ومراتي وعيالي، بستر ربنا سبحانه وتعالى، وبعد وردية الشغل بشتغل على عربية كاروا ببيع أنابيب وباخد 30 جنيه من صاحب العربية، وبحاول استر نفسي وعيالي من اللي معايا وعلى قدي.

وفي النهاية يتمنى العامل الأمين، أن يحصل على موتوسيكل إعاقين مجهز، ليساعدة في التنقل نظرًا لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ويوجد إعاقة برجله تسبب له صعوبة في السير، والتعب عند السير لفترات طويلة.

تعليقات القراء