اندلاع حرب عنيفة بين أرمينيا وأذربيجان.. وروسيا تتدخل.. وتركيا تشعل الأزمة

كتب: ضياء السقا- وكالات

اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني، الأحد، في منطقة ناغورنو كاراباخ، أسفرت عن مقتل مدنيين من الجانبين.

وبحسب "سكاي نيوز"، اتهمت أرمينيا، يوم الأحد، جارتها أذربيجان بمهاجمة تجمعات سكنية مدنية في منطقة متنازع عليها وطالب السكان بالاحتماء بالملاجئ لتفادي خطر الهجمات.

وقالت أرمينيا في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إن جارتها أذربيجان هاجمت تجمعات سكنية مدنية في منطقة ناغورنو قرة باغ المتنازع عليها وحثت السكان هناك على الاحتماء بملاجئ.

ونقلت رويترز عن وزارة الدفاع الأرمينية إن قواتها أسقطت طائرتين هليكوبتر وثلاث طائرات مسيرة لأذربيجان، ردا على هجوم قالت إنه بدأ في الساعة 04:10 بتوقيت غرينتش، واستهدف التجمعات السكنية ومن بينها العاصمة الإقليمية خانكندي.

وأكدت الوزارة في بيان "سيكون ردنا متناسبا والقيادة العسكرية السياسية في أذربيجان تتحمل المسؤولية الكاملة عن الموقف".

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها إنها شنت عملية عسكرية عند "خط الاتصال" وهي منطقة ملغومة بشدة وغير مأهولة تفصل بين القوات المدعومة من أرمينيا وقوات أذربيجان في المنطقة.

أعلن رئيس الوزراء الأرميني الأحكام العرفية والتعبئة العامة، فيما تعهد رئيس أذربيجان بتحقيق النصر على أرمينيا في النزاع.

وأكد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، أن جيشه يشن عملية ناجحة لرد هجوم أرمينيا على خطوط التماس في إقليم ناجورنو كاراباخ.

وتحدث علييف عبر التليفزيون قائلًا: "الجيش الأذربيجاني يشن هجوما مضادا ناجحا، أسفر عن تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلى جانب تحرير عدد من البلدات".

وفي ثقة كبيرة، قال رئيس أذربيجان إن العملية العسكرية ستضع حدا لاحتلال الأراضي الأذربيجانية.

وفي البداية، قال وزارة الدفاع الأذربيجاني، إن أرمينيا بدأت قصفا عنيفا لمواقع جيش أذربيجان، مضيفة أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني، نيكولا باشينيان، إن القوات الأذربيجانية بدأت الهجوم باتجاه إقليم كاراباخ، فيما أوردت وزارة الخارجية الأرمنية أن الجيش الأذربيجاني يقصف بلدات ومدن المنطقة، بما فيها مدينة ستيباناكيرت، عاصمة جمهورية ناجورنو كاراباخ غير المعترف بها دوليا.

يشار إلى أن أذربيجان كانت بدأت، الأحد، قصف منطقة ناغورني كاراباخ بحسب ما أفاد الجانب الأرمني الذي أعلن بدوره إسقاط مروحيتين عسكريتين وعدد من المسيرات التابعة للجيش الأذربيجاني، و3 طائرات بدون طيار للقوات المسلحة الأذربيجانية.

وكتب ستيبانيان على "فيسبوك": "أرتساخ ( قره باغ) تتعرض لهجمات جوية وصاروخية، والجانب الأرميني يسقط طائرتي هليكوبتر معاديتين وثلاث طائرات بدون طيار.. والقتال مستمر".

وأدانت دول روسيا وفرنسا والمجلس الأوروبي وألمانيا الهجوم والتصعيد الحربي بين الطرفين، بينما انحازت تركيا لأذربيجان وأعلنت دعمها لها.

روسيا تتدخل

من جهتها، دعت موسكو الجانبين لوقف النار، وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف إنه يجب على أطراف النزاع الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

تركيا تشعل الأزمة

في السياق أيضاً، وفي خضم تلك التوترات، أفادت تقارير إعلامية إلى أن تركيا بدأت نقل مئات المرتزقة السوريين إلى حليفتها أذربيجان، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع باكو، وتهيئة الأرضية لتأسيس قاعدة عسكرية تركية هناك قرب الحدود مع أرمينيا.

وأتى ذلك بالتزامن مع سلسلة من المواقف والتحركات السياسية التركية التي أظهرت تأييدا سياسيا مفتوحا من أنقرة إلى باكو، حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تعزيز نفوذه في منطقة نزاع أخرى.

ما سبب الأزمة؟

 

وبحسب "العربية. نت"، تعود القضية الجيوسياسية بين أذربيجان وأرمينيا إلى نحو قرن مضى، حينما ضم الاتحاد السوفيتي السابق عام 1921، منطقة ناخشيفان ذات الأغلبية السكانية الأرمنية، وكان الأرمن يشكلون 94% من سكانها، إلى أذربيجان.

وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.

فيما جمّدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.

كما انخرطت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة في الجهود الرامية لإحلال السلام وعرفت بـ"مجموعة مينسك"، لكن آخر محاولة تذكر للتوصل إلى اتفاق سلام انهارت في 2010.

واستثمرت أذربيجان الغنية بالطاقة بشكل كبير في جيشها وتعهّدت مرارا باستعادة قره باغ بالقوة، وأعلنت أرمينيا بدورها أنها ستدافع عن المنطقة التي أعلنت استقلالها لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على يريفان.

 

تعليقات القراء