«تشيرنوبل.. هيروشيما.. ناجازاكي».. 8 حوادث لن ينساها العالم آخرها «مرفأ بيروت»

الموجز

حلّت كارثة جديدة على لبنان جراء الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء، مسفرا عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، فيما يبدو أنه ناتج عن مستودع يضم مئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم.\

عندما دقت عقارب الساعة أمس الخامسة و17 عشر دقيقة، بدأت ليلة لن ينساها لبنان، إذ وقع انفجار عنيف في مرفأ بيروت، نتج عنه خسائر فادحة وسقوط عشرات القتلى والجرحى وانهيار عدد من المبان.

البداية كانت بنقل وسائل الإعلام خبر وقوع انفجار ضخم في العاصمة اللبنانية بيروت، وأن الحادث ناجم عن حريق في مخزن لمفرقعات في أحد المستودعات.

مرفأ بيروت

دقائق وأعلن عن وقوع الانفجار داخل منطقة مرفأ بيروت، وأن الحادث نجم عن انفجار مخزن لمادة TNT، وكشف وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، عن سبب شدة الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، موضحا أن الانفجار وقع في مخزن مواد كيماوية به كميات كبيرة من مادة "نترات الأمونيوم".

وليست تلك الكارثة الأسوأ الوحيدة التي لن تنساها الكرة الأرضية، بل هناك حوادث أخرى لا تزال عالقة في أذهان الملايين ومن أبرزها تشيرنوبل، وفقا للموسوعة البريطانية وموقع "هيستوري". واستعرض موقع "الوطن" فيما يلي:

- ديب ووتر هواريزون "Deep water Horizon"

في 20 إبريل عام 2010، وقعت حادثة من أسوأ الكوارث البيئية، فيما يعرف باسم "ديب ووتر هورايزون" أو "انسكاب النفط في خليج المكسيك" والمعروفة أيضا باسم "أكبر انسكاب نفطي بحري في التاريخ"، وحدث ذلك نتيجة لانفجار منصة النفط الواقعة في خليج المكسيك وغرقها بالكامل في 22 إبريل.

البداية كانت مع منصة النفط "Deepwater Horizon" والمملوكة من قبل شركة ترانس أوشن للتنقيب عن النفط في الخارج، والتي استأجرتها شركة النفط "BP" للتنقيب عن النفط فيوادي المسيسيبي، وهو وادي في الجرف القاري.

كان بئرالنفط يقع على قاع البحر على ارتفاع 4.993 قدمًا (1.522 مترًا) تحت السطح وامتد نحو 18.000 قدمًا (5.486 مترًا) إلى الصخر.

وفي ليلة 20 إبريل، انتشرت موجة من الغاز الطبيعي من خلال قلب خرساني تم تركيبه مؤخرًا من قبل المقاول "هاليبرتون" من أجل إغلاق البئر لاستخدامه لاحقًا، ولكن القلب الخرساني كان أضعف من أن يتحمل الضغط لأنه يتألف من خليط خرساني يستخدم غاز النيتروجين لتسريع المعالجة.

وبمجرد حدوث كسر في القلب الخرساني، انتقل الغاز الطبيعي إلى أعلى منصة الحفر ما تسبب في اشتعالها وانفجار طين الحفر المستخدم في مقاومة الضغط الصاعد من بئر النفط والغاز الطبيعي في يوم 22 إبريل 2010.

ونتج عن الحادث مقتل 11 عاملا لم يتم العثور عليهم حتى الآن وغرق المنصة بالكامل بالإضافة إلى إصابة 17 آخرون، وتسرب النفط في الخليج.

ويعتقد مسؤولون حكوميون أمريكيون أن حجم النفط المتسرب من البئر المتضررة - الذي قدرته شركة بريتيش بتروليوم في الأصل بنحو 1000 برميل يوميًا - بلغ ذروته بأكثر من 60.000 برميل يوميًا.

أدت الكارثة لوصفها من قبل الولايات المتحدة بأكبر حادثة بيئية في تاريخ البلاد، ومنع التنقيب عن النفط قبالة السواحل الأمريكية.

- تشيرنوبل

صنفت كارثة مفاعل تشيرنوبل بأسوأ كارثة بشرية على الإطلاق، حيث لا تزال تداعيتها حتى الآن تلقي بظلالها بعد استمرار المفاعل في تسريب الإشعاعات حتى الآن بعد مرور 34 عاما على حدوث انفجار به.

بدأ الأمر بتجربة كارثية خلال الاختبارات الروتينية للمفاعل الرابع في أبريل عام 1986، حيث كان الفنيون يرغبون في معرفة ما إذا كان نظام تبريد المياه في حالات الطوارئ سيعمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي، واختبار نظام السلامة في حالات الطوارئ للمفاعل.

وسحب الفنيون معظم قضبان التحكم التي تنتهي أطرافها بالجرافيت، من قلبه مع الحفاظ على تشغيل المفاعل، ولكن ما لم يتنبه إليه رئيس محطة المفاعل النووي "دياتلوف"، أن التجربة في حد ذاتها كانت الخطأ الأول والأخير في حياته وتسبب في كارثة لم يرى العالم مثلها من قبل، إذ أن الكهرباء كانت منخفضة إلى حد كبير وكان يجب الانتظار لمدة 24 ساعة للوصول إلى الحد ولكنه لم يبال واستمر في التجربة ما تسبب في الانفجار.

فبعد لحظات من إعادة إدخال القضبان للمفاعل للحصول على الطاقة المطلوبة، في الساعة 1.23 صباحًا، تسبب التفاعل الناتج من احتكاك اليورانيوم الذي ارتفعت درجة حرارته بشدة مع الجرافيت، في حدوث انصهار جزئي في قلب المفاعل، وسبب كرة نارية كبيرة أدت إلى انتزاع غطاء الخرسانة والصلب الذي يبلغ 1200 طن من المفاعل، والذي من شأنه أن ينتج ما يقرب من 400 مرة من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي من القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما.

ونتج عن الحادث مصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.

وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت، فيما تنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.

بوبال

كارثة بوبال هي عبارة تسرب كيميائي في عام 1984 في مدينة بوبال، ولاية ماديا براديش، الهند، وصنفت بأسوأ حادث صناعي في التاريخ.

في 3 ديسمبر 1984، تسرب نحو 45 طنا من إيزوسيانات ميثيل الغاز الخطير من مصنع مبيدات حشرية كان مملوكا لشركة فرعية هندية لشركة يونيون كاربايد الأمريكية.

انجرف الغاز فوق الأحياء المكتظة بالسكان حول المصنع، مما أسفر عن مقتل الآلاف من الناس على الفور وتسبب في حالة من الذعر حيث حاول عشرات الآلاف الآخرين الفرار من بوبال، وقدر عدد القتلى النهائي بين 15000 و20000.

كما عانى نحو نصف مليون ناج من مشاكل في الجهاز التنفسي، وتهيج في العين أو عمى، وأمراض أخرى ناجمة عن التعرض للغازات السامة؛ وحصل العديد منهم على تعويضات بضع مئات من الدولارات.

أثبتت التحقيقات لاحقًا أن إجراءات التشغيل والسلامة المتدنية المستوى في المصنع الذي يعاني من نقص في عدد الموظفين قد أدت إلى الكارثة.



- هيروشيما وناجازاكي

في 6 أغسطس من عام 1945، أصبحت الولايات المتحدة الدولة الأولى والوحيدة التي تستخدم الأسلحة الذرية في زمن الحرب، وقررت الانتصار مهما كان الثمن لتلقي أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية وتتسبب في أسوأ كارثة عرفها تاريخ الأرض وهي "هيروشيما وناجازاكي".

منذ عام 1940، كانت الولايات المتحدة تعمل على تطوير سلاح ذري، بعد تحذيرها من أن ألمانيا النازية تجري بالفعل أبحاثًا في مجال الأسلحة النووية، وخلال الوقت الذي أجرت فيه الولايات المتحدة أول اختبار ناجح (انفجرت قنبلة ذرية في الصحراء في نيو مكسيكو في يوليو 1945، كانت ألمانيا قد هُزمت بالفعل.

و حذر المستشارون  الرئيس هاري إس ترومان، من أن أي محاولة لغزو اليابان ستؤدي إلى خسائر أمريكية مروعة، ولذلك أمر باستخدام السلاح الجديد لإنهاء الحرب بسرعة.

في 6 أغسطس 1945  ألقت الانتحارية الأمريكية إينولا جاي، قنبلة تزن خمسة أطنان فوق مدينة هيروشيما اليابانية، وتسبب في انفجار يعادل قوة 15000 طن من مادة تي إن تي، وتحول أربعة أميال مربعة من المدينة إلى أنقاض وقتل 80 ألف شخص على الفور.

فيما توفى عشرات الآلاف في الأسابيع التالية بسبب الجروح والتسمم الإشعاعي، وبعد ثلاثة أيام، تم إلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40.000 شخص آخر. بعد بضعة أيام أعلنت اليابان استسلامها.

مناجم هونكيكو

في 26 أبريل عام 1942، وقع انفجار مميت في منجم فحم "هونكيكو" بمنطقة بينكسي بمقاطعة لياونينغ بالصين وعرفت بأسوأ كارثة تعدين في التاريخ بعدما راح ضحية الانفجار 1549 شخصا.

يقع منجم "هونكيكو" بالقرب من بحيرة بينكسي في المنطقة الغنية بالخامات في مقاطعة لياونينغ الشرقية، وكان جزءًا من عملية الفحم والحديد التي تم إنشاؤها هناك في أوائل القرن العشرين كمؤسسة صينية يابانية مشتركة أصبحت تدريجيا تحت السيطرة الكاملة لليابانيين.

غزا اليابانيون منطقة لياونينغ في ثلاثينيات القرن الماضي، وخلال الحرب الصينية اليابانية (1937-1945) أجبروا العمال الصينيين - الذين تم أسر بعضهم من المنظمات العسكرية المحلية - على العمل في المناجم.

كانت الظروف في المناجم مؤسفة، إذ كان الطعام نادرًا، وكانت ملابس العمال ممزقة، كما ازدهرت أمراض مثل التيفود والكوليرا في المخيم، في حين المشرفون اليابانيون قاسيين واستخدموا الكرابيج لإجبار عمال المناجم على العمل.

وفي يوم 26 أبريل من 1942، انفجر الغاز بشكل غير متوقع مرسلا كرة من اللهب ظهر صادها عبر مدخل المنجم، في أعقاب ذلك مباشرة، تمركز الحراس عند فتحة المنجم كما هرع أقارب عمال المناجم من المنطقة المحيطة إلى الموقع وتم رفضهم من قبل الحراس ، الذين أقاموا سياجًا كهربائيًا لإبعاد الأفراد غير المصرح لهم عن الموقع.

استغرق الأمر 10 أيام لتنظيف مكان الحادث والذي أسفر عن وفاة 1549 وإصابة أخرون، حيث تم نقل الجثث في عربات إلى مقبرة جماعية.

وتم حرق العديد من الضحايا بشكل لا يمكن التعرف عليه.


- مصنع أوباو

في 21 سبتمبر عام 1921، انفجر نحو 4500 طن من خليط من سلفات الأمونيوم ونترات الأمونيوم المخزنة في صومعة برج في مصنع باسف في أوباو، وهو الآن جزء من لودفيغسهافن، ألمانيا، مما أسفر عن مقتل 500-600 شخص وإصابة نحو 2000 آخرين.

كان المصنع ينتج كبريتات الأمونيوم منذ عام 1911، عندما كانت ألمانيا غير قادرة على الحصول على الكبريت الضروري خلال الحرب العالمية الأولى، كما كانت تنتج نترات الأمونيوم خلال نفس الفترة الزمنية.

وتسبب الجمع بين المادتين "كبريتات الأمونيوم" و"نترات الأمونيوم" بالإضافة إلى ضغط وزن المادتين إلى تحويل الخليط إلى مادة تشبه الجص.

واضطر العمال إلى أخذ الفؤوس لإزالة المادة الشبيهة بالجبس من داخل الصوامع، ولتسهيل عملهم، أخذ العمال شحنات صغيرة من الديناميت لتخفيف الخليط، دون أن يعرفوا أن الأمونيوم مادة شديدة الانفجار.

وبحسب الشهود، كان هناك انفجارين متتالين، الأول ضعيف والثاني مدمر، كما سجلت القراءات الزلزالية في شتوتغارت على بعد 150 كم من أوباو هزتين أرضتين حدثت في فاصل زمني نصف ثانية.

خلف الحادث الكارثي سحابة خضراء داكنة تغيم سماء لودفيجشافين ومانهايم وكان الهواء ثقيلًا بأبخرة الأمونيا.

- مناجم كوريس


كارثة تعدين كوريريز، هي انفجار حدث تحت الأرض في منجم فرنسي في 10 مارس 1906، وقتل 1099 شخصا، بينما أصيب مئات آخرون، وتعد واحدة من أسوأ الكوارث في أوروبا.

يقع المنجم، المملوك لشركة التعدين كوريريز، بالقرب من تلال با دو كاليه في شمال فرنسا، وقبل أيام قليلة من الانفجار، ورد أنه تم اكتشاف دخان وغاز سام في موقع التعدين؛ ومع ذلك، استمر العمل في المنجم.

وفي اليوم السابق للانفجار الرئيسي، تم الإبلاغ عن حريق في عمق المنجم، كما حاول العمال إغلاق المنطقة لاحتواء اللهب واختناقه، لكن الغازات القابلة للاشتعال تسربت من الجدران القريبة من النار.

ويُعتقد أن الغاز قد أشتعل، مما أدى إلى انفجار ضخم أدى إلى اشتعال النيران في بقية المنجم.

وأُعلن عن وفاة أكثر من نصف الرجال الذين كانوا في المنجم عندما انتهت جهود البحث بعد ذلك بثلاثة أيام، فيما اختنق البعض أو قتل بغازات سامة، بينما تم سحق آخرين، كما فقد عمال آخرون خارج المنجم حياتهم بسبب الأثر الهائل للانفجار.

تعليقات القراء