تصريحات إثيوبية متضاربة حول ’’ملء السد‘‘.. والقاهرة تترقب.. والسودان تكشف تراجع مستويات النيل.. وإثيوبيا ترد على ’’حجز المياه‘‘

كتب: ضياء السقا

أثارت إثيوبيا حالة من الجدل، خلال الساعات الماضية، بعدما خرجت تصريحات إعلامية منسوبة لوزير الري الإثيوبي أعلن خلالها بدء ملء سد النهضة، رغم عدم انتهاء المفاوضات، وهو ما أثار حفيظة مصر والسودان، حيث طلبت القاهرة على الفور إيضاحًا رسميًا عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة بدء ملء الخزان، في حين قالت الخرطوم إن هناك تراجعًا فى مستويات نهر النيل بما يعادل 90 مليون متر مكعب، مما يرجح إغلاق بوابات السد.

وزير الري الإثيوبي يعلن بدء الملء

وقال وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي نيوز"، الأربعاء، إن عملية التخزين الأولى تقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب من المياه، مشيراً إلى أن عملية بناء وتعبئة السد تسير بشكل طبيعي.

وأضاف وزير الري الإثيوبي أن بلاده تحفظت على بعض النقاط في الحوار مع مصر والسودان.

وأشار بيكيلي إلى أن ما وصلت إليه أعمال البناء في السد تتيح بدء الملء لبحيرة السد بشكل طبيعي.

وزعم بيكيلي أن المفاوضات التي اختتمت بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) وبحضور مراقبين وخبراء أفارقة، شهدت اتفاقاً حول بعض النقاط.

رد فعل مصري

من جانبه، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، ردًا على استفسارات صحفية اتصالاً بما تردد إعلامياً عن بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة، إن مصر طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة هذا الأمر، مؤكداً على أن مصر تواصل متابعة تطورات ما يتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع.

رد فعل سوداني

 

على الجانب الأخر، جددت وزارة الري السودانية رفضها لأى إجراءات أحادية الجانب يتخذها أى طرف قبل التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، مؤكدة أن هناك تراجعًا فى مستويات نهر النيل بما يعادل 90 مليون متر مكعب ما يؤكد إغلاق إثيوبيا بوابات سد النهضة.

وقالت وزارة الرى السودانية: "سنتابع التطورات بما يؤمن المصالح القومية السودانية".

وطالبت وزارة الري والموارد المائية بالسودان أجهزتها المختصة بقياس مناسيب النيل الأزرق، للتحري عن صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام تشير لبدء ملء سد النهضة.

إثيوبيا تتراجع وتنفي بدء الملء

بعد ذلك قامت هيئة الإذاعة الإثيوبية بتقديم اعتذارها عما أسمته سوء التفسير للتقرير السابق على صفحتها بوسائل التواصل الاجتماعي الذي دار حول بدء ملء سد النهضة، وقامت بحذف عبارة ملء السد.

ونقل التليفزيون الإثيوبي عن وزير الري تأكيده باستمرار المفاوضات بشأن سد النهضة، موضحا أن المفاوضات ستعقد لصالح الأجيال المقبلة، وأن ملء الخزان سيتم وفقًا لعملية البناء الطبيعية للسد.

وبحسب وزير الري فإن ارتفاع السد زاد من 525 قدما إلى 560 هذا العام، لكنه لم يذكر ما إذا كانت إثيوبيا قد اتخذت خطوات لتجميع المياه في الخزان الذي تبلغ طاقته 74 مليار متر مكعب.

القائم بأعمال السفير الإثيوبى بالسودان ينفي غلق بوابات السد

وفي سياق متصل، أكد القائم بالأعمال الإثيوبي في السودان، أن بلاده لم نغلق بوابات سد النهضة ولم نحتجز المياه، متابعا: ملتزمون بالاستمرار في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي حول قضية سدّ النهضة، وذلك وفق خبر عاجل لشبكة "سكاى نيوز".

وجاءت التصريحات المتضاربة من الجانب الإثيوبي بعد يوم من نشر وكالة الأنباء العالمية رويترز صورًا بالأقمار الصناعية لسد النهضة كشفت عن تجمعات للمياه خلف سد النهضة ما يعكس أن عملية الملء كانت قد بدأت بالفعل خلال المفاوضات التي تزعم أديس أبابا تعثرها بسبب كل من مصر والسودان، رغم ما أبدته القاهرة والخرطوم من تعاون حظي بإشادة المراقبين لتلك المفاوضات منذ بدايتها.

يأتي هذا في ظل تعثر أكثر من جولة مباحثات مع مصر والسودان، حول عدد من الجوانب الفنية والقانونية المرتبطة بالمشروع.

وشهدت السنوات الماضية جولات كثيرة من المفاوضات بين الدول الثلاثة من اجل التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ على حقوق مصر والسودان فى نهر النيل، ولكن أغلب المفاوضات كان يغلب عليها التعنت الإثيوبى، وعدم الرغبة فى التوقيع على اتفاق.

تعليقات القراء