لماذا يرفض مسلمي بريطانيا «مصل الإنفلونزا» لأطفالهم بالمدارس؟.. رجال دين يوضحون

الموجز

لقاح يُعطى للأطفال من أجل حمايتهم من الانفلوانزا يثير جدلاً بين العائلات المسلمة ببريطانيا وبين  الحكومة البريطانية، التى تحرص كل عام على في بداية فصل الشتاء على إعطاء الأطفال لقاحًا ضد الإنفلونزا، للوقاية من مضاعفات هذا المرض الذي ينتشر في هذا الوقت من كل عام.

إلا أن جدلا كبيرا يدور في بريطانيا حاليًا بسبب رفض العائلات المسلمة للحصول على هذا اللقاح الذي وصفوه بأنه "غير حلال"، ما أثار مخاوف من ارتفاع عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا بين أطفال المسلمين.

لقاح الإنفلونزا مجاني ويعطى عن طريق الأنف

ويتم إعطاء هذا اللقاح في المملكة المتحدة بشكل مجاني، وهو يعطي عن طريق رذاذ الأنف للأطفال، ويتم إعطاءه لكبار السن عن طريق الحقن.

ويجبر قانون هيئة الصحة البريطانية على ذكر مكونات أى لقاح، وهذا ما حدث مع عائلات المسلمين، الذين اكتشفوا وجود مادة الجيلاتين الذي يتم استخراجها من الخنزير، مما آثار جدلا واسعًا بينهم.

بيان المجلس الإسلامي

ووفقًا لما نشر صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، فأن المجلس الإسلامي في بريطانيا أصدر بيان في يوليو الماضي، جاء فيه: "أنه لا يجوز استخدام اللقاحات التى تدخل فيها مواد مصدرها الخنزير محرمة، إلا في الحالات الضرورية فقط".

إلا أن المجلس نفي هذا الرأي، ونشر عبر موقعه الرسمي، بيانًا يرفض هذا التصريح قائلا: "إن اللقاح يحتوى على مادة بورسين، وهي من المواد المحرمة في الإسلام، ولا يسمح بتعاطيها إلا في الحالات الضرورية".

وأوضح رجال الدين الإسلامي في بريطانيا: "أنهم لم يدعوا إلى منع استخدام اللقاح، لأن الاهتمام بالصحة من أولوياتهم، ووجهوا دعوة للمسلمين الذين يرفضون هذا المصل باستشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان يتخذ القرار المناسب".

وقالت هيئة الصحة في المملكة المتحدة، إن مادة الجيلاتين التى تدخل في تركيب اللقاح المضاد للإنفلونزا، مشتقة بالفعل من الخنازير، وهي تعمل على حفظ التوازن في اللقاح، كما تم إضافة بعض المكان للحفاظ على حرارته والجفاف، وفقًا لما نشر بموقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".

ووفقًا للهيئة، فإن عددا قليلا جدًا من الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح ظهرت الحساسية عليهم، لذلك يجب على من يعانون من حساسية الجيلاتين باستشارة الطبيب قبل الحصول على اللقاح.

وكانت بي بي سي نقلت عن صحيفة ديلي تليجراف البريطانية بيانا أصدره المجلس الإسلامي في بريطانيا يقول فيه "إن اللقاحات التي تدخل فيها مواد مصدرها الخنزير محرمة إلا في الضرورة القصوى وعدم وجود بدائل. وعلى الرغم من نفي المجلس لذلك إلا أن ما قاله رجاله في موقع المجلس يشبه كثيرًا هذا البيان إذ قالوا: "إنهم لم يدعوا إلى رفض اللقاح بشكل تلقائي دون سبب، فالاهتمام بالصحة من أولوياتهم، لكنهم نصحوا المسلمين الذين ينوون أخذه استشارة جهة طبية واتخاذ القرار المناسب لهم".

هل أجازه مجمع الفقه الإسلامي والإفتاء؟

في فبراير 2015 أصدر مجمع الفقه الإسلامي فتوى تجيز استخدام الكحول وبعض مشتقات الخنزير في الأدوية والعلاجات الطبية، وكان ذلك في ندوة أقامها المجمع بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الكويتية، بعنوان "الاستحالة والاستهلاك ومستجداتهما فى الغذاء والدواء" فى جدة بالسعودية، وأكدوا في توصيات المؤتمر أن الجيلاتين المستخرج من الكولاجين الموجود في جلود وعظام الحيوانات المختلفة حتى الخنزير يمكن استخدامه في الغذاء والدواء على حد سواء، لاختلافه في صفاته الكميائية والطبيعية. حسبما ذكر موقع "مصراوي".


وفي أغسطس عام 2018 قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء في إحدى حلقات برنامج فتاوى الناس، إنه يجوز للمريض تناول الدواء المصنع من دهن خنزير، لأنه لم يعد دهن خنزير من الأساس بل تحول الى مادة كيميائية أخرى بعد إضافة إليه بعض العناصر، فهو تطهّر بالتحول، وقال "خصائص الشيء عند التحول تطهر عند اندماجها مع عناصر أخرى، فمثلا الماس وهو معدن نفيس هو في الأصل فحم، وكذلك البترول عبارة عن حيوانات ميتة متحللة منذ آلاف السنين".

فتوى الشيخ محمد رشيد الرضا: إجازة أم رفض؟

هناك عدة فتاوى تتناول هذا الموضوع أبرزها فتوى الإمام الراحل محمد رشيد رضا، أحد تلاميذ الإمام محمد عبده، وذلك في مجلة المنار، ردًا على سؤال يقول: أيجوز التداوي بالأدوية الإفرنجية وفيها الكحول وأنواع من الرطوبات المحرمة؟

فأجاب رشيد رضا قائلًا إنه يجوز التداوي بكل ما ثبت للطبيب فائدته في إزالة المرض أو تخفيفه عملًا بعموم ما أجمعوا عليه من جواز التداوي، ولا يستثنى إلا ما حرم بالنص كالخمر ولحم الخنزير إذا كان غيره يقوم مقامه ويستغنى به في التداوي عنه، وأما إذا تعين دواء فإنه يصير مضطرًّا إليه ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 173]. وأما الكحول فليس محرمًا بالنص ولا وجه لتحريم كل ما كان جزءًا طبيعيًّا أو كيماويًّا من الخمر، وإنما يحرم كل مسكر وكل ضار، والدواء نافع غير مسكر، فلا وجه للقول بتحريمه، إلا من يستحل التشريع بفلسفته فيحرم برأيه ما جعله الله سببًا لمنفعة الناس.

 

تعليقات القراء