ليلة مقتل البغدادي.. تفاصيل ترامب المتناقضة تثير التساؤلات.. نفق وألغام وبث مباشر ودول يزعم مساهمتها في العملية.. وما هو مصير جثة زعيم داعش؟

الموجز - شريف الجنيدي 

أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأحد، عن نبأ عاجل من العيار الثقيل، وهو مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وهو الخبر الجلل الذي انتظره العالم بعد سنوات من الأحداث التي وقعت على يد هذا التنظيم الدموي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، أمس الأحد، أن البغدادي توفي "وهو يبكي ويصرخ" في غارة شنتها القوات الخاصة الأمريكية، في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا.

وقال ترامب، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، إن زعيم تنظيم داعش قتل إلى جانب ثلاثة من أطفاله، عندما فجر سترته المليئة بالمتفجرات بعد أن فر إلى نفق مسدود أثناء الهجوم.

لكن التفاصيل التي سردها ترامب في خطاب الإعلان عن مقتل البغدادي جاءت متناقضة إلى حد كبير، وهو ما يثير التساؤلات وربما الشكوك بشأن العملية برمتها، لتعيد إلى الأذهان رواية مقتل أسامه بن لادن.

رواية ترامب

أكد ترامب في كلمته أن البغدادي مات خلال العملية العسكرية كـ "الكلب الجبان"، وأنه "فرّ إلى نفق تحت المجمع السكني".

ثم عاد ترامب للتأكيد على أن زعيم تنظيم داعش "كانت لديه فرصة للهروب"، لكنه "اختار تفجير نفسه باستخدام حزاماً ناسفاً مع ثلاثة من أولاده".

وبالنظر إلى تصريحات ترامب خلال المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض، فإن هاتين النقطتين متناقضتان تماماً.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة كانت لديها معلومات حول مكانه، لكنه أضاف "البغدادي كان سيغيّره، لكنه لم يفعل".

نقطة أخرى أثارها ترامب خلال تصريحاته، وهي ان أن القوات الأمريكية "كانت على علم بشبكة الأنفاق المتواجدة تحت المجمع السكني"، مضيفاً أن المروحيات عندما نفذت عملية الإنزال "قامت بتفجير حفر داخل المباني، حيث لم يكونوا يريدون الدخول من داخل الأبواب بسبب وجود أفخاخ كثيرة".

وتابع أن القوات الأمريكية "قامت باختبارات في موقع العمليات، ولكي يصلوا إلى جثة البغدادي اضطروا إلى إزالة بعض الأنقاض".

فكيف إذن تم التفجير داخل المبنى ووقوع البغدادي تحت الأنقاض؟، إضافة إلى حجم الإمكانيات التي كانت لدى القوات الأمريكية لرفع الأنقاض والوصول للجثة، على الرغم من ضيق الوقت وحساسية الموقف وخطورة المنطقة المفخخة.

منفذ العملية

أكد ترامب في تصريحاته أن قوات خاصة أمريكية هي من نفذت عملية مقتل البغدادي، موجهاً الشكر إلى دول أخرى التي ساهمت في إنجاح العملية العسكرية.

كما وجه الرئيس الأمريكي الشكر إلى روسيا والأكراد لمساهمتهم في نجاح العملية، لكنه لم يتطرق بالحديث إلى العراق، على الرغم من إعلان التليفزيون الرسمي العراقي أن المخابرات ساهمت في تحديد موقع زعيم تنظيم داعش، وهو ما يثير التساؤل بشأن تجاهل ترامب ذكر العراق ومساهمتها في العملية.

تشكيك روسيا

وقال ترامب في خطابه أن روسيا قامت "بفتح المجال الجوي السوري في مناطق نفوذها لقوات بلاده لشن عملية استهداف البغدادي"، مشيراً إلى أن موسكو لم تكن على علم بطبيعة العملية، وهو الأمر الذي نفته موسكو تماماً.

ورداً على تصريحات ترامب، شككت روسيا في رواية الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أنها لم تكن تمتلك معلومات عن تنفيذ القوات الخاصة الأمريكية أي عملية في المنطقة.

وصرح وزير الدفاع الروسي، إيجور كوناشينكوف، أن أعداد الدول والجهات التي يزعم ترامب مشاركتها في العملية، إضافة إلى التفاصيل المتناقضة التي تقدمها كل جهة على حدة، يثير الشكوك.

وأكد كوناشينكوف أن "روسيا لم تسجل غارات جوية أمريكية في منطقة خفض التصعيد بإدلب".

وأضاف أن روسيا "لا علم لها بالمساهمة المزعومة التي تم تقديمها لسلاح الجو الأمريكي للدخول إلى أجواء منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال تلك العملية".

وتأتي تصريحات وزير الدفاع الروسي لتضع ترامب أم تناقضات وتساؤلات عدة بشأن مزاعمه بمعرفة روسيا بالعملية.

فيديو

وقال ترامب في خطابه إنه كان يشاهد العملية العسكرية والتي قتل خلالها البغدادي.

وأضاف ترامب أنه شاهد العملية رفقة نائبه مايك بنس، ووزير الدفاع مارك إسبر، وقادة الأركان المشتركة وآخرين، إلا أنه لم يوضح ما إذا كان قد تابع سير العملية عبر بث مباشر أم أنه اطلع رفقة القادة الأمريكيين على تسجيلات مصورة للعملية العسكرية التي نفذت ليلة السبت.

ووصف ترامب متابعته للعملية بأنه "كان يشاهد فيلماً سينمائياً"، وهو ما يثير التساؤل بشان ما إذا كانت تعتزم واشنطن الكشف عن تسجيلات مرئية للعملية، أم أنها ستتجاهل ذلك.

جثة البغدادي

أصبح التساؤل الآن هو ما مصير جثة البغدادي؟، بعد التصريحات التي أدلى بها ترامب أمس وتأكيده بأن القوات الأمريكية قامت بانتشال جثة زعيم تنظيم داعش، بجانب 3 نساء و3 رجال إلى جانبه.

وأمس، أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، روبرت أوبراين، أنه "سيتم التخلص مما تبقى من جثة البغدادي بطريقة مناسبة".

ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر لها قولها إن بقايا جثة البغدادي " تم نقلها إلى قاعدة عين الأسد العراقية"، دون أي تأكيد من الجانب الأمريكي.

وذكرت شبكة "فوكس نيوز"، نقلاً عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله، أنه تم التأكد من مقتل البغدادي بعد التعرف عليه بتقنية ملامح الوجوه.

يشار إلى أن واشنطن كانت قد أقدمت في مايو 2011 على إلقاء جثة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في البحر بعد مقتله، وهو ما يثير تساؤل جديد حول نية الولايات المتحدة بشان جثة أبو بكر البغدادي.

تعليقات القراء