حصل على نوبل للسلام ويلوح بالحرب!!.. معلومات لا تعرفها عن رئيس الوزراء الإثيوبي وجيش بلاده

كتب: ضياء السقا

أثار رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، الثلاثاء، جدلا كبيرا، بعد تهديده لمصر بالرد العسكري بسبب أزمة «سد النهضة».

وصعّد  آبي أحمد، من لهجته بشأن سد النهضة المتنازع عليه مع مصر، وسط فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين الطرفين ووصولها إلى طريق مسدود، وفقاً لـ "سكاي نيوز".

وحذر رئيس وزراء إثيوبيا من أنه "إذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب بشأن سد النهضة، فإن بلاده مستعدة لحشد مليون شخص"، إلا أنه استطرد قائلا: "المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية".

وأدلى رئيس الوزراء الإثيوبي بتصريحاته خلال جلسة استجواب في البرلمان، هي الأبرز منذ فوزه بجائزة نوبل في 11 أكتوبر الجاري.

وانهارت محادثات سد النهضة هذا الشهر، وهو الأكبر في أفريقيا، وقد اكتمل بناء نحو 70 بالمئة منه، ويتوقع أن يمنح إثيوبيا الكهرباء التي تحتاجها بشدة.

إلا أن مصر تخشى تقليص حصتها من مياه النيل بعد بناء السد، وألا يكون أمامها خيارات وسط مساعيها لحماية مصدرها الرئيسي من المياه العذبة.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: "البعض يقول أمورا عن استخدام القوة من جانب مصر. يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد".

وأضاف "إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين. إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ فيمكن لآخرين استخدام قنابل. لكن هذا ليس في صالح أي منا".

وشدد آبي أحمد على أن بلاده عازمة على استكمال مشروع السد، الذي بدأه زعماء سابقون "لأنه مشروع ممتاز"، حسب قوله.

تناقض غريب

 

والغريب أن رئيس الوزراء الإثيوبي، حصل منذ أيام على جائزة نوبل للسلام، والآن يهدد بالحرب، في تناقض شديد.

وحصد رئيس الوزراء الإثيوبي جائزة نوبل للسلام، تقديراً لمجهوداته في إنهاء الصراع مع أريتريا.

وقالت لجنة نوبل النرويجية في أسباب منح الجائزة المرموقة ”جاء منح رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد جائزة نوبل للسلام لهذا العام لجهوده من أجل السلام والتعاون الدولي، وخاصة مبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع إريتريا“.

وأضافت أن الجائزة تمثل تقديرا ”لجميع الأطراف المعنية التي تعمل من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا وفي مناطق شرق وشمال شرق أفريقيا“.

من هو آبي أحمد؟

ينحدر رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد من عائلة قروية متواضعة، أبوه مسلم وأمه مسيحية، وقد ترعرع في بشاشا وسط غربي البلاد.

تنقية الأجواء من الداخل

منذ أن تقلد منصبه قبل سنة ونصف، زعزع آبي أحمد أسس نظام متصلب لأكثر من ربع قرن عرف خلاله بالتسلط. وبمجرد مرور ستة أشهر من تقلده المنصب، عقد آبي السلام مع الجارة إريتريا، وأطلق سراح آلاف المنشقين، واعتذر علنا عن أعمال العنف التي مارستها قوات الأمن في بلاده، كما أنه استقبل بذراعين مفتوحتين أعضاء مجموعات كانوا في المنفى، وكان سابقوه من المسؤولين يصفونهم بالارهابيين.

وخلال الفترة الوجيزة الماضية، طور آبي أحمد برنامج انفتاح لاقتصاد كانت تسيطر عليه الدولة إلى حد كبير، كما وضع كامل ثقله من أجل أن تنظيم الانتخابات التشريعة في مايو 2020، واعدا بأن تكون جامعة لكل الأطياف.

ولكن انفتاح آبي أثار أيضا المشاحنات مثلما أثار الآمال، إذ ظهرت على السطح المطامح (النزاعات) الترابية المحلية، وخلافات قديمة بين السكان ما ادى أحيانا إلى أعمال عنف دامية في مناطق عدة من البلاد.

النضال وبداية الصعود

انخرط آبي في سن المراهقة في المقاومة المسلحة ضد نظام الدكتاتور منغستو هايلي مريام، وكانت عرقية التيغرا تشكل نواة النظام بعد سقوط منغيستو سنة 1991. وقد تدرج آبي في صلب تحالف السلطة للجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي، في الجهاز الأمني أولا ثم في الجانب السياسي.

وتدرج آبي في الجيش، وكان سنة 2008 من مؤسسي وكالة الاستخبارات الوطنية وفي 2010 انتقل إلى العمل السياسي، دخل اثرها البرلمان عن حزب أورومو، وفي 2015 أصبح وزيرا للعلوم والتكنولوجيا.

وفي سنة 2015 توسعت حركة احتجاجية مناهضة للحكومة في أوساك الأورومو التي يتحدر منها آبي وأمهارا، ورغم قمع الحركة فقد أزيح رئيس الوزراء هيلميريام ديسلغن، وأمام هذا الوضع عينت جبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي آبي لانقاذ الوضع، ليكون أول رئيس للوزراء من الأورومو.

لقد ضاعف آبي جهوده حين أمسك بالسلطة، من خلال تعديد المبادرات على الساحة الاقليمية، وفضلا إلى التقارب مع إيريتريا، فقد لعب دورا مهما في التوسط في الأزمة السياسية السودانية، وحاول أن يجدد اتفاق السلام الهش لجنوب السودان.

 

مقارنة بين الجيش المصري والإثيوبي

ذكر موقع "جلوبال فير بور" الأمريكي إن تصنيف قوة الجيوش لا يعتمد فقط على عدد الجنود وقدراتهم التسليحية، وإنما يشمل حجم القوة البشرية في كل دولة وقوتها الاقتصادية.

ويحتل الجيش الإثيوبي المرتبة رقم 47 بين أقوى 137 جيشا في العالم، بينما يصنف الجيش المصري ضمن أقوى 12 جيشا في العالم.

يصل عدد سكان إثيوبيا إلى 102 مليون نسمة مقابل 94 مليون نسمة تعداد سكان مصر.

ويصلح للخدمة العسكرية في مصر 35 مليون نسمة مقابل 24 مليون في إثيوبيا.

بينما يصل عدد القوات العاملة في الجيش المصري إلى 454 ألف شخص فإن تعداد الجيش الإثيوبي 162 ألف جندي.

وتصل ميزانية دفاع الجيش المصري إلى 4.4 مليار دولار مقابل 340 مليون دولار ميزانية الدفاع الإثيوبية.

يصل عدد الطائرات التي يملكها الجيش المصري إلى 1132 طائرة حربية إضافة إلى 257 مروحية متنوعة مقابل 80 طائرة حربية و33 مروحية في الجيش الإثيوبي.

ويوجد في مصر 83 مطارا مقابل 57 مطارا في إثيوبيا.

عدد القوات العاملة في الجيش المصري 468.5 ألف جندي مقابل 182.5 ألف جندي يمثلون القوات العاملة في الجيش الأثيوبي الذي لا يمتلك قوات احتياطية مقابل 800 ألف جندى في قوات الاحتياط بالجيش المصري.

وفيما يخص القوات البرية فإن إثيوبيا تمتلك 800 دبابة و800 مدرعة بينما يمتلك الجيش المصري 4110 دبابات و13949 مدرعة.

ويمتلك سلاح المدفعية المصري 889 مدفعا ذاتي الحركة و2360 مدفعا ميدانيا و1481 منصة إطلاق صواريخ متعددة، مقابل 85 مدفعا ذاتي الحركة و700 مدفعا ميدانيا و183 منصة إطلاق صواريخ متعددة.

تصل قوة الأسطول الحربي المصري إلى 319 سفينة، بينها حاملتي طائرات، و4 غواصات، و9 فرقاطات، و31 كاسحة ألغام، فإن إثيوبيا لا تمتلك أي قوة بحرية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات القراء