ما الذي يمتلكه أردوغان ويريده ترامب من العدوان التركي على سوريا ؟

الموجز - شريف الجنيدي  

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات الجيش من شمال سوريا، رغم علمه أن تركيا ستقوم بغزو الأراضي التي يحتلها الأكراد بغرض الاستيلاء عليها. 

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، أنه بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عمليته العسكرية، "نبع السلام" المزعوم، وقام بقتل الأكراد الذين كانوا حلفاء للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فإن ترامب أصيب "بنوبة غضب جمركية وقرر فرض عقوبات اقتصادية على تركيا".

وأشارت الصحيفة إلى قرار ترامب بتوقيع أمر تنفيذي برفع التعريفة الجمركية على واردات الصلب التركية إلى 50 في المائة ووقف المفاوضات حول صفقة تجارية بقيمة 100 مليار دولار مع الولايات المتحدة.

واعتبرت الصحيفة في تقريرها أنه اذا كان هذا القرار "الغريب" من ترامب تجاه أردوغان هو نتيجة لدراسة متأنية، فإن رئيس الولايات المتحدة ليس مجرد شخص فاسد أخلاقياً داعم للدكتاتوريين القتلة فقط، بل أنه مجنون.

وأضافت أنه لا جدوى من التظاهر بأن ترامب لم يكن على علم بهدف أردوغان من غزو الشمال السوري، لافتة إلى أن الرئيسان الأمريكي والتركي تحدثا هاتفياً في السادس من أكتوبر الجاري، قبل أن يأمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.

وأكدت الصحيفة أن ترامب لن يكن ليبرم مثل هذه الصفقة بدون أي شئ في المقابل، وهو ما يعني أن يداه ملطختان بالدماء وستؤثر على مكانة الولايات المتحدة لسنوات قادمة فضلاً عن أثارها التي ستظهر بعد حين على المنطقة.

وأشارت إلى أنه وبفضل ترامب وأردوغان، فإنه من المحتمل أن تبدأ عناصر داعش الإرهابي في إعادة التنظيم، بالإضافة إلى أن الانسحاب الأمريكي يقوي إيران الداعمة لنظام بشار الأسد.

ووصف التقرير ترامب بـ "الجاهل والمندفع" بعد قراره بسحب القوات الأمريكية بالرغم من تحذيرات مستشاريه السياسيين المتكررة، إلا أنه بدا واضحاً أن زعيم البيت الأبيض لم يكن يرغب في سماع نصائحهم.

وأشارت إلى أنه وخلال السنوات الثلاثة الماضية، يقوم ترامب بما يريده ترامب، مضيفة أنه وبمجرد إطلاق العنان للخراب، يفوض الآخرين لتحمل عبء عواقبه، كما صرح: "سيتعين على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد الآن بحث  الموقف"، مشيرة إلى أنه وعقب الغزو التركي لشمال سوريا، نجح أكثر من 750 شخصاً على صلة بتنظيم داعش الإرهابي في الهروب من معسكر الاعتقال.

وأضافت الصحيفة أن الدافع وراء كل هذه الفوضى والمجازر هو رغبة أردوغان في تخليص نفسه من نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، وهو يجد أن ترامب يبداله نفس الشعور.

وأشارت إلى أنه وبموجب خطة أردوغان، فإن تركيا ستقوم بإعادة توطين والإشراف على حوالي مليون لاجئ على طول المنطقة الحدودية التي تم السيطرة عليها مؤخراً. لافتة إلى أ الرئيس التركي يرى أن الأكراد الذين يعيشون هناك إرهابيون، بالرغم من أنهم قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية والأوروبية ضد داعش، لذ فإن أردوغان يحل مشكلتين، ويعود الفضل في ذلك - على ما يبدو - إلى موافقة ترامب السخية.

وعن صفقة ترامب من موافقته على الغزو التركي لسوريا، تقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي يرى أنه من الأنسب مغادرة القوات الأمريكية الأراضي هناك وترك الآخرين يتقاتلون فيما بينهم.

وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن ترامب زاد من نفور حلفاء الولايات المتحدة، حيث جعلها أقل جدارة بالثقة، ومكنّ ما هو في الأساس حملة للتطهير العرقي للأكراد.

تعليقات القراء