رجل الأعمال نبيل القروي يقترب من رئاسة تونس.. من السجن إلى كرسي الرئاسة

 

أحمد أبوعقيل

رغم أن قطب الإعلام التونسي نبيل القروي لم يدشن حملته بنفسه، حيث تم توقيفه قبل انطلاق حملته الانتخابية لاتهامه في قضايا فساد، إلا أنه فاز بثاني أكبر نسبة تصويت ضمن 26 مرشحا، بحسب استطلاعات غير رسمية للرأي، مما يؤهله المنافسة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية، مواصلا إثارة الجدل.

واستنادا لنتائج مؤسستين لاستطلاع الرأي، فقد انتقل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد للدورة الثانية للانتخابات التي شهدت نسبة التصويت في جولتها الأولى 45 في المئة من مجموع الناخبين الذين يبلغ عددهم أكثر من سبعة ملايين شخص.

كشفت النتائج الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، التى أجريت أمس الأحد، حصول قيس سعيد على نسبة 19.5% من الأصوات فيما حصل نبيل القروى على 15.5%، وفقا لما أعلنته قناة الحوار التونسى الخاصة.

وأظهر استطلاع لرأي الناخبين أن أي من المرشحين الأربع والعشرين في الانتخابات الرئاسية التونسية لم يحقق النسبة المطلوبة من الأصوات لحسم السباق من الجولة الأولى، وهي 50 بالمئة زائد واحد.

واستنادا إلى مؤسستي "سيغما كونساي" و"ايمرود" لاستطلاعات الرأي، فقد حل المرشح قيس سعيد أولا بـ19 بالمئة من الأصوات، يليه المرشح السجين نبيل القروي بـ15 بالمئة.

نبيل القروي

أسس القروي حزب "قلب تونس" ودخل به الانتخابات، لكن تم توقيفه قبل انطلاق الحملة الانتخابية وسجنه، فتولت زوجته سلمى سماوي التي تعمل بشركة "مايكروسوفت" مواصلة حملته.

وأعلن القروي، مؤسس قناة "نسمة" التلفزيونية الخاصة، في 2 أغسطس ترشحه للانتخابات الرئاسية، وخاض الحملة على رأس حزبه الذي أسسه حديثا.

ويواجه القروي (55 عاما) العديد من القضايا ضده وضد قناته التي كانت مقربة من دوائر الحكم سابقا.

رغم قضاءه فترة الدعاية الانتخابية كلها داخل زنزانة بسجن المرناقية بتهم تتعلق بالتهرب الضريبى وغسيل الأموال، إلا أن اسم نبيل القروى ظل بارزا بين قائمة المرشحين الأوفر حظًا فى سباق الطريق لقرطاج.

والقروى هو رجل أعمال تونسى أسس قناة نسمة التلفزيونية الخاصة إلى جانب أخيه، التى تم منعها من قبل الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعى البصري، قدم القروى نفسه فى السنوات الأخيرة على أنه رجل أعمال ناشط فى المجال الخيري.

ويشارك نبيل القروي فى الانتخابات الرئاسية باسم حزب "قلب تونس"، الذى أسسه فى يونيو الماضي، وكان إعلانه للترشح عبر قناة النسمة التى يمتلكها عندما حل ضيفا على برنامج "حوار اليوم " والذى أذيع فى مايو الماضي.

إعلان الترشح هو محطة القروى الأولى فى سباق الرئاسة التونسية، وذلك فى حوار لبرنامج "حوار خاص" على قناته نسمة(التى يمتلكها )، حيث أوضح أن قراره يأتى على خلفية إطلاعه على معاناة التونسيين على امتداد 3 سنوات بفضل العمل الإنسانى الذى تقوم به جمعيّة "خليل تونس" فى كامل تراب الجمهورية، على حد قوله.

واعتبر القروى خلال حواره، أن من حق الشعب التونسى معرفة المرشحين الرسميين فى هذا الاستحقاق الانتخابى الهام حتى يعرف من يختار. وأضاف قائلا ''قرّرت أن أكون صريحا وصادقا وشفافا مع التونسيين من خلال إعلان نيتى رسميا تقديم نفسى مرشحا للانتخابات الرئاسية لسنة 2019.''

فيما يأتى "القبض عليه" أبرز محطاته والتى جعلته المرشح المثير للجدل لقضائه فترة الدعاية كلها داخل سجنه، فقد تم القبض عليه في23 أغسطس الماضي.

منع قناته من تغطية الانتخابات الرئاسية

 حيث قررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعى والبصرى فى تونس منع قناة نسمة الخاصة التى أسسها المرشح للانتخابات الرئاسية، نبيل القروي، من تغطية الحملات الانتخابية.

وقال رئيس الهيئة النورى اللجمى فى تصريحات للعربية: "تم اتخاذ القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعى والبصرى والهيئة العليا المستقلة للانتخابات".

أما المحطة الرابعة فهى غيابه عن المناظرات الالتليفزيونية، رغم وجوده فى القائمة النهائية للمرشحين، وفى المجموعة الأولى من المناظرات، غاب نبيل القروى عن الليلة الأولى من مناظرات "تونس تختار " فقد ظل كرسيه شاغرا طوال ساعتين ونصف.

وقد غرد الحساب الخاص به عبر تويتر" حرمونى هذه الليلة من حقى الدستورى للتعبير أمام الشعب التونسي. ويجرؤون على الحديث عن انتخابات شفافة وديمقراطية فى غياب مبدأ أساسى وهو التساوى فى الحظوظ".

ووفقا لما نشرته وكالة فرانس 24، أن منظمى المناظرة درسوا إتاحة مشاركته فى النقاش عبر الهاتف من زنزانته، لكن القرار ترك للقضاء.


رجل التسويق

ونبيل القروي رجل تسويق بامتياز، شغل مناصب إدارة أعمال في شركات "كولغيت" و"بالموليف" ثم "هينكل" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يؤسس مع شقيقه غازي القروي شركة "قروي أند قروي" للإعلام والإشهار عام 2002.

ومع اندلاع الثورة التونسية في 2011 أصبحت قناته التلفزيونية "نسمة تي في"، التي كانت متخصصة في برامج الترفيه، تحظى بمتابعة واسعة من قبل التونسيين، وخصوصا عندما انتقلت إلى بثّ البرامج الإخبارية الناطقة باللهجة العامية.

وأثار بث القناة في نهاية 2011 فيلم "بيرسيبوليس" الفرنسي الإيراني جدلا في البلاد بسبب تجسيده صورة الذات الإلهية، ما تسبب بفرض غرامة على القروي بقيمة 1,200 يورو بتهمة "تعكير صفو النظام العام"، كما حاول متشددون مهاجمة منزله.

تعليقات القراء