«ميدل إيست آي»: كل الظروف مهيئة لعودة تنظيم «داعش» مجدداً

كتب - شريف الجنيدي  

في ذكرى هجمات الـ 11 من سبتمبر، حذر كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في الولايات المتحدة وبريطانيا، من أن الظروف في معسكرات الاعتقال بسوريا والعراق قد تكون ملائمة لعودة تنظيم داعش الإرهابي، مطالبين الحكومات الغربية بإعادة مواطنيهم إلى بلدانهم ومحاكمتهم "لتجنب دفع الثمن لاحقاً".

ووقع الرؤساء السابقون لمكافحة الإرهاب بالاستخبارات البريطانية ومجلس الأمن القومي الأمريكي على مذكرة في ذكرى 11 سبتمبر، حيث ركزوا فيه على مخيم "الهول" في سوريا.

وذكر موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير له، أن مخيم "الهول" يضم نحو 68 ألف شخص، من بينهم زوجات وأطفال من مقاتلي تنظيم داعش إلى جانب النازحين من القتال، إذ يتم احتجازهم في المعسكر وسط ظروف وصفها الخطاب بأنها "مروعة".

ومخيم "الهول" في سوريا هو الذي ظهرت فيه المراهقة البريطانية "شيماء بيجوم"، التي غادرت بريطانيا عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش بسوريا، قبل أن تعلن في وقت سابق رغبتها في العودة إلى ديارها، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كان ينبغي إعادتها إلى الوطن.

ويقول التقرير إن غالبية الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا، أعلنت أبدت رفضها لاستعادة مواطنيها المنضمين إلى تنظيم داعش، حيث تم تجريدهم من الجنسية.

وأشار التقرير إلى أن نحو 14 بالمئة من المحتجزين في المخيم، أو ما يزيد قليلاً، من دول أخرى سوريا والعراق، وذلك بحسب ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة.

ونقل التقرير عن كبار المسؤولين الأمنيين السابقين قولهم إنه من غير المتوقع أن يتعاطف الناس مع هؤلاء المعتقلين، إلا أن غالبيتهم ليسوا إرهابيين، مشيرين إلى أنهم "أطفال".

وأكد المسئولون في مذكرتهم أن هؤلاء الأطفال المتواجدين في مخيم "الهول" يموتون بشكل روتيني بسبب سوء التغذية وانخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن عدم توافر الرعاية الطبية والتعليم، وسط مناخ ملئ بالأفكار المتطرفة.

وتقول المذكرة إن كل هذه الظروف هي التي ساهمت في ميلاد حركة طالبان وتنظيما القاعدة وداعش.

وتشير المذكرة إلى أن الأعضاء الأساسيين في حركة طالبان كانوا طلاباً في المدارس المتطرفة بمخيمات اللاجئين الباكستانيين، إذ هناك تشابه كبير بينهم وبين المتواجدين حالياً بمخيم الهول، حيث منعت عدد من الدول العربية عودة مواطنيها الذين حاربوا السوفييت في أفغانستان إليها.

وأضافت أنه وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساهمت سنوات الاعتقال للجهاديين والسلفيين والبعثيين في تشكيل تنظيم داعش لاحقاً.

ودعت المذكرة الحكومات الغربية إلى إجراء تحقيق مع مواطنيها المحتجزين في مخيم "الهول" أو مخيمات أخرى، وسن قوانين صارمة للتعامل مع القضية وإعادتهم إلى أوطانهم إما "لمقاضاتهم أو إعادة تأهيلهم"، مؤكدين أنه إجراء يساهم إلى حد كبير في استقرار الوضع الأمني ومنع أي محاولات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الدول.

واختتم المسئولون الأمنيون مذكرتهم بالتأكيد على أنه ومن خلال مقاضاة المسلحين سيكشف الغرب هؤلاء الأشخاص بأنهم أبرياء وأنهم بعيدين كل البعد عن المسلحين المتطرفين، وفي الوقت نفسه للتأكيد على أن "الدول الديمقراطية قادرة على تحقيق العدالة".

تعليقات القراء