3 مراحل لـ«ورنشة» رجال مبارك

نقلا عن : مصر العربية 

 
 
كتب:  أحلام حسنين
 
 
 
"والله أنا ماعملتش حاجة خالص، وقاعد مستني هيطلع إيه هيألفوا لنا إيه فطلع براءة، والحكم الأولاني سمعته ضحكت، والحكم التاني كنت أنا منتظره يا كده يا كده وماكنتش هاتفرق معانا"، تلك هي أول إطلالة للرئيس الأسبق حسني مبارك على شاشة الفضائيات عقب براءته، لتبدأ بعدها سلسلة من الحوارات الصحفية والتلفزيونية لمبارك ورجاله، يتبرءون على ساحتها من أفعالهم، ثم ظهورهم فى الحياة الاجتماعية "عزاء وأعمال خيرية ورحلات"
 
وهو ما وصفه بعض السياسين، خلال تصريحات لـ"مصر العربية"، بأنها مراحل لـ "ورنيش نظام مبارك ومحاولة لغسل دماغ المصريين" لتحقيق مصالح معينة.
 
سوزان.. فاعلة الخير
 
في مطلع العام الحالي، أجرت الكاتبة الكويتية فجر السعيد حوار مع سوزان مبارك، ومما قالته قرينة الرئيس الأسبق "حسبي الله ونعم الوكيل، لم نكن نسعى إلى توريث الحكم، والعمل الخيري العام كان يأخذ كل وقتي"، داعية إلى التوقف عن ظلمها وأسرتها.
 
وبعد أن أجرت فجر السعيد الحوار، قالت في إحدى الفضائيات إنها كانت غير محبة لسوزان مبارك ولكن لما جلست معها 4 ساعات علمت أنها مظلومة ظلم بين.
 
عز يعتذر
 
وما إن ظفر رجل الأعمال أحمد عز، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، بالبراءة أعلن خوضه سباق الانتخابات البرلمانية، وأجرى حوار تلفزيونيًا لإحدى الفضائيات، اعتذر خلاله للشعب عن كونه واحدًا ممن ثاروا عليهم.
 
دعوة للمصالحة
 
وفي ذكرى تحرير سيناء طالب الإعلامي محمد عبد الرحمن، المذيع بقناة الـ سي بي سي إكسترا"، بالتصالح مع رموز الماضي، قائلًا: " في الذكرى الـ 33 لتحرير سيناء، هذه مناسبة للتصالح مع رموز ماضينا، جمال عبد الناصر، والسادات ومبارك، وهو واحدًا من أبطال حرب أكتوبر".
 
مبارك .. بطل الحرب
 
 وقبل أن ينتهي يوم الـ 25 من إبريل الماضي، إلا وكانت إطلالة ثانية لمبارك على ذات القناة التي ظهر عليها أول مرة، وتحدث لمدة 14 دقيقة، عن ذكرى تحرير سيناء وبطولته في الحرب، ودوره في استرداد طابة من إسرائيل، وتطويره للسلاح الجوي".
 
سرادق العزاء لم الشمل
 
وقبل أيام نشرت إحدى المواقع الإخبارية صورًا لجمال مبارك، وهو يتنزه وأسرته في الأهرامات، وذكرت أن زوار الأهرامات استقبلوه بالابتسامات وإشارات الترحيب، ولم يكن ذلك الظهور الأول لنجل مبارك، فسبق ظهوره وشقيقه علاء في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفي بكري، ومن قبلها ظهر عدد من رجال مبارك أبرزهم فتحي سرور وزكريا عزمي وحسين سالم وسامح فهمي، في مناسبات عزاء أيضًا.
 
حسين سالم: بشحت أنا وعيالي
 
مؤخرًا ظهر رجل الأعمال حسين سالم في حوار صحفي مع جريدة مصرية، تبرأ بين سطوره من الاتهامات الموجه له، قائلا إن كافة مشروعاته كانت بتوجيه من جهاز المخابرات.
 
وتابع: "أعيش الآن في شقة غرفتين في ضيافة أحد الأشخاص، وجميع أموالنا مجمدة، أنا بشحت أنا وأولادى وأعيش على المعونات من أصدقائنا في أبوظبى، وهذا ممكن أن يتوقف في أي وقت، فمن أين سنعيش أنا وأولادى وأحفادى، نحن ١٥ فردا هنا لا نعمل، لأن الإسبان يتعاملون معنا باعتبارنا خطراً بسبب الصورة التي صدرتها عنا مصر".
 
غسل سمعة.. لضمان البراءة
 
تلك اللقاءات والحوارات، لم تكن عابرة أو بمحط الصدفة، وإنما هي محاولة لغسل سمعة مبارك ورجاله، من قبل الأطراف التي شاركت في نظامه، لتبرر تعاملها مع النظام الحالي، وتتمكن من فرض نفسها على الساحة السياسية، هكذا يرى محب دوس، أحد مؤسسي حملة تمرد.
 
وأضاف دوس، أن هناك مصلحة وراء تلميع مبارك وسياساته من قبل النظام الحالي، لأنه مستمر بنفس سياساته، و ربما بصوره أكثر وضوحا في تبعيه للخارج واستبدادا بالداخل، وذلك حتى يضمن براءته بعد خروجه من الحكم مثلما خرج مبارك ورجاله براءة.
 
المصلحة الاقتصادية 
 
"مسلسل تبرءة نظام مبارك" كانت أولى حلقاته عندما تفاوض الثوار مع المجلس العسكري، حسبما يروي حسين صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، مضيفًا "والمجلس ضحك عليهم وقالهم هنحاكم مبارك، واتهموهم بشوية تهم، وصدر ضدهم حكم في الأول واطعن عليه وخرجوا براءة، والناس مش هتقدر تفتح بوقها لأنهم من البداية قبلوا بتلك المحاكمات ولم تجرى محاكمات ثورية".
 
واستطرد صادق "ولأن الثورة المضادة أحد مكونات ائتلاف 30 يونيه، وكان من بين عناصرها نخب من رموز مبارك الذين لديهم شبكات إعلامية، بدأوا الآن يروجون لحسن سير وسلوك نظام مبارك، بحيث لا يكون هناك عقبة في ترشحهم للبرلمان والتنزه في الأهرامات".
 
وقال صادق: "الأجهزة الأمنية موافقة على ظهور رجال مبارك في الإعلام، ليس بغرض تقديهم للحياة السياسية والمناصب لأنهم محروقين سياسين، ولكن ليعتاد الشعب على رؤيتهم كشخصيات عادية، وليتحقق التصالح معهم".
 
وبرر أستاذ علم الاجتماع السياسي قبول النظام الحالي لعودة ظهور مبارك ورجاله، بأن الفلول قاعدة اقتصادية عريضة، وإذا عارضهم السيسي ربما تحدث اختلافات وتؤثر على شبكة المصالحة الاقتصادية.
 
خناقة بين أجهزة الدولة
 
كل ما يحدث إنما هي محاولات لـ"غسل المخ المصري"، وتصوير الثورة بأنها جلبت المصائب السوداء لمصر، هكذا وصف زيزو عبده، عضو بجبهة طريق الثورة، ظهور مبارك ورجاله في وسائل الإعلام وتبرءة أنفسهم.
 
وأكد عبده، أن القائمين بمحاولات تلميع نظام مبارك، شبكة متكاملة من رجال الأعمال من خلال وسائل الإعلام التي يملكونها، ورجال الصف الثاني والثالث العاملين بأجهزة الدولة المختلفة، مؤكدًا أن هناك حرب غير مكشوفة وخناقة داخل هذه الأجهزة، بين معسكر مبارك والفريق المؤيد للسيسي".
 
ورنيش تلميع المخلوع
 
أن يظهر حسين سالم وكأنه كان يؤدي مهام قومية، والشعب يفتري عليه وعلى مبارك وبقية رجاله، فجميعها ضمن  "عمليات ورنيش" لتلميع الشخصيات التي كانمفترض لها أن تبقى مقيدة خلفة القضبان، بحسب محمد سامي، رئيس حزب الكرامة.
 
وقال سامي: "إذا افترضت حسن النية، وأن السيسي يعلم بظهور هؤلاء إن كانت تصعد له تقارير بذلك، فسأعتبر أن لديه ركام هائل من الاستحاقات يريد الانتهاء منها، وأن هذه الشخصيات على هامش أولوياته".
 
ما فعله الإخوان في الشعب المصري، أحسن رجال مبارك استغلاله ليعيدوا تنظيم أنفسهم بنجاح، ومن ثم عادوا للحياة السياسية، وأصبح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل وسط نظام تأتي قياداته من وراء رجال مبارك، وباتوا يلعبون أدوار أساسية في الحياة السياسية، وذلك حسبما يرى أحمد دراج، المتحدث الرسمي باسم تحالف 25-30.
 
وأكد دراج، أن ثورة يناير طمست ولم يعد لها بقية من أهدافها وآثارها، وأصبح رجال مبارك هم من يقودون سفينة الوطن حسبما يشاءون.
تعليقات القراء