سقراط يكتب: لماذا ينتصر الصهاينة؟!!
فلسطين دولة العرب ، وقضيتهم الأولى التي لن تحل ونحن تحت الاستعمار ، نعم الاستعمار ولكن استعمار من نوع خاص ، استعمار العقول !!
نحن انشغلنا بالخروج في مسيرات لنصرة الدين وهم انشغلوا في تقوية أنظمة دفاعهم و تطوير مختبراتهم !
هم يمتلكون مكينة إعلامية تسوق لقضيتهم و تعلن في جميع أرجاء العالم أنهم ضحايا ، ونحن نكتفي بالنواح أمام سفاراتهم التي تحميها حكوماتنا !!
هم يحترمون مواطنيهم و يحركون قواتهم للدفاع عن أي فرد يعيش تحت سلطتهم و نحن نرى في إذلال شعوبنا انتصاراً للحكومات ، ويموت على شواطئ أوروبا منا الألوف !!
القضية الفلسطينية ضاعت بين حرب الانحيازات داخل بلادنا العربية ، فصار كلاً منا يخاف من دعم شعب يريد حريته من المغتصب المستعمر حتى لا يقال أنه ينصر انحيازاً سياسياً بعينه ، الجميع تناسوا أن الأرض التي تسيل عليها دماء الفلسطنين هي أرض عربية لا تعرف الانحيازات لا تعرف التمييز بين دم عربي و آخر !!
قد تخافون حماس ، وأنا كذلك ، ولكن هناك من الشعب الفلسطيني من يخافها ، و يكرهها ولكنه يموت بسلاح الصهاينه و يطرد من بيته خوفاً من ملاحقة جنودهم ، وهذا لا يعطينا الحق أن نأخذ شعباً بذنب حكامه المتنازعون على أرض يقوضها الاحتلال بالأساس !!
نحن كعرب ضعنا وسط الحروب الطائفية و صار كل مجموعة يتقودها رجل لانعلم من أين أتى ولكنه يعلن الحرب نصراً للإسلام داخل بلاد العرب ، لا أعلم لماذا لا يقاتل هؤلاء ضد الصهاينه أم أن مايرتكب من جرائم في فلسطين علي يد الصهاينة لا يغضب إسلامهم ؟!!
ضعنا بين هؤلاء الرجعيين المناديين بتطبيق شرع الله -علي حد قولهم- وبين أنظمة تستخدم القمع و الحرب علي شعوبها كسلاح لتوطيد حكمها ، وبين هذا وذاك ضاعت القضية الأم ، ضاعت القضية الفلسطينية و مازالت تنزف دماءً و يسقط على إثرها أطفالاً وشيوخاً ، يُقتلون بدم بارد وسط صمت عربي أو مناشدات و تنديدات !!
انتصر الصهاينة ومازالوا ينتصرون لأنهم يعلمون أن العرب ظاهرة صوتية ، أصواتهم ستعلوا ولكن في النهاية المحصلة لن تخرج عن حيز التنديد و المناشدة، انتصروا يوم أن صار العلم في بلادهم مقدس و ميزانيته أقل مايقال عليها محترمه ، ومواطنيهم يتم معاملتهم كبشر وقد يكلفهم فرد إسرائيلي ألف عربي !!
نحن العرب من قللنا من قدر أنفسنا يوم أن اعتمدنا على الآخرين و نسينا أن العلم و العمل و احترام الإنسانية هم أسلحة غير تقليدية لحسم أعظم الحروب ، أصبحت عقولنا خاوية يشغلها الغرائز الحيوانية ، و أجسادنا أدوات للطعام و النوم و في النهاية نتعجب من انتصار الصهاينة ؟!!
علينا أن نعيد النظر في أسلحتنا التقليدية التي انهزمنا بها لعقود عدة ، علينا أن نعيد النظر في طريقة تفكيرنا ، علينا ندرس أسباب انتصارهم كي نتعلم كيف تكون هزيمتهم ، علينا أن نتدبر من أمرنا ما يجعلنا نحسم صراعاتنا الأزلية بعيداً عن انحيازاتنا السياسية وأن نعلم من هو العدو و من هو الحليف ، فنحن في زمن الحقائق المقلوبة !!