هالة منير بدير تكتب : نحن المتمردون ، أيها المتجردون !!

أن تتمرد على المنافقين والمخادعين واللصوص ومن أعطيتهم الأمان ووضعت فيهم الثقة ثم خانوك ، خير لك من أن تتجرد من كل معانٍ رفعت شعار الثورة من قيم إسلام تدعي العلم به وبمواثيق عهده وأنت لا تمتلك منه إلا ذقنك وجلبابك ، أن يتمرد شاب حمل على عاتقيه تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية ، خير من شايب يدعو لحملة " تجرد " للدفاع عن رئيس يسير على خطى المخلوع وهي أشبه بحملة للتعري والتجرد من الثياب ..

نداء عاجل لشباب حركة تمرد ، لابد من الترتيب والتنظيم هذه المرة :
يستطيع أن يتصور كل متابع للصراع السياسي القائم مدى الحقن والغضب الكامن في قلوب ونفوس الناس ضد حكم الإخوان ، ولا أشكك أبداً في عظيم فاعلية هذه الحملة على الأرض ، كما يفعل الآن مسئولي حزب الحرية والعدالة من طعن  في ديموقراطية وشرعية الحملة والتشكيك في صحة أرقامها والحكم عليها بالفشل ، فإنما هذا دليلٌ على مدى رعبهم من الحراك الشعبي وما ستؤتي به من وضع فاضح لما أصبح عليه الشعب من كره وبغض للإخوان ، ولكن كل ما أخشاه أن تكون ثورة كثورة 25 يناير ، تفاخرنا أنها ليس لها رئيساً ، فاتضح أن هذا لم يكن ميزةً وإنما عيباً ، فلهذا سُرقت ونُهِبت ، ثورة بدأت بالهتاف والتصفيق والتهليل بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وها هي تنتهي بنا باستمرار بحثنا عنهم ..
-         هنسحب الثقة وندِّيها لمين ؟؟!!
لا أريد أن أسأل : بعد أن يتم جمع الـ 15 مليون صوت لسحب الثقة من مرسي ، هنسلم الثقة دي لمين ؟ أخشى أن يتكرر نفس سيناريو ثورة يناير ، هل سنرضى بتنحي مرسي وتسليمه شئون البلاد لأحد من حبايبه في حزب إسلامي أو رئيس مجلس الشورى الإخواني ، أم للمجلس العسكري كما فعل بنا مبارك بتقليد وزير دفاعه طنطاوي ونبدأ نفس المتاهة من جديد ؟؟ لابد في هذه المرة من حساب الخُطى بحرص شديد ودقة متناهية لأن يوم التمرد الأكبر يوم 30 يونيو 2013 إذا مرَّ دون بلوغ الهدف المنشود من خلع الرئيس وضياع جهود جمع استمارات سحب الثقة أدراج الرياح ، فما علينا سِوى الانتظار والتحضير إلى يوم 25 يناير 2014 ، وهكذا دواليك فعالية كل 6 شهور للتمرد وسحب الثقة حتى تنتهي بنا الأربع سنوات مدة الولاية الشرعية ، ليتقدم في الانتخابات لفترة ثانية فيفوز أو يفوز مرشح إخواني أو إسلامي آخر ، ونركب ساقية الرعب في مستقبل مصر المجهول ..
-         المناخ السياسي بعد سحب الثقة :
يظل الفارق أن أيام المجلس العسكري لم يكن الشعب المصري انقسم وانشطر إلى كل تلك التيارات والحركات ، كان مازال في صفوفنا من نعتبرهم خصومنا اليوم ونبغي الخلاص منهم ، كان لازال في طرفنا الإخوان وحزب النور والجماعة الإسلامية وغيرهم من أحزاب الإسلاميين أو المتأسلمين ، لم يكن انشقوا بعد ، حتى تقلد كبيرهم مقاليد الحكم في البلاد ، أما الآن فالكثير من المتشددين للحكم الإسلامي يهددون علناً بأن الرئيس لو جاء من غير الإسلاميين ستسيل الدماء في الشوارع كما قالها الظواهري ، سيكون التصادم فوري وحتمي ، فمن سيكون صمام الأمان لعدم التناحر او نشوب الحرب الأهلية ؟ الجيش الذي لن يوجه مدفعه لأبناء الوطن والذي يأبى تكرار مأساة حكم الفترة الانتقالية ؟ أم الشرطة الذي لازالت تنفي امتلاكها الخرطوش والقناصة وتبرؤها من مظاهر السحل والتعذيب ، أم باللجان الشعبية من المواطنين العاديين بالشومة والحزام والتي ستتفوق عليها ميليشيات الإخوان وأبو إسماعيل والجماعات الجهادية والسلفية والتكفيرية ، وسنجد المواطن العادي المعارض على قوائم اغتيال هذه الميليشيات مثله مثل مئات تعج به هذه القوائم السوداء ..
-         لو ضد الإخوان اضرب كلاكس واسحب الثقة :
 ( لو ضد الإخوان اضرب كلاكس ) ، قد تكون حملة الكلاكسات هذه جذوراً  لحملة " تمرد " ، أنتم من قدرتم على جمع هذه الكلاكسات في صناديق ، اطلبوا من الناس على صفحتكم على الفيسبوك يِعَرَّفُوا عن كونهم ضد مرسي في بيوتهم ومحلاتهم ، اجعلوا الناس ينشروا في بلكوناتهم راية تحمل صورة الاستمارة ، طيارة ورق من فوق السطح عليها كلمة " تمرد " ، يرسموا جرافيتي على الحيطان عليه ( هنا يوجد متمردون ) ، ثِقَل حملة تمرد أنها تفاعل مباشر بينكم وبين أفراد الشعب بكل التوعية المقدمة لهم ودون تأثير أو تشويه أو تضليل ، وأنها بعيدة عن رغي أو تهويل الإعلاميين ، وكلام السياسيين " الملعبك " ، والجهاد على الفيسبوك و تويتر ، ثورة حقيقية على الأرض ، تكشف غليان الشارع , وتتصل بالفعل بالمواطن العادي الذي لا يطيق البرامج السياسية ، وليست عنده الخبرة ليضغط " اللايك " و" الشير " أو يكتب تعليق يشتم ويتشتم فيه..
 
عاصر الليمون سيتمرد بعد أن اكتشف عدم قدرته على معارضة مرسي وتلفيق نظامه القضايا للنشطاء وتعذيبهم وتزوير تقارير وفاة الشهداء ، مُقاطع الانتخابات سيتمرد لدخوله دائرة النظام البائد ما دام قاتل جنود الحدود مجهولاً حتى الآن ، الثوري سيتمرد بعد ضياع دم رفاقه هدراً بالبراءة النهائية للمتهمين بقتل شهداء موقعة الجمل بسبب تخاذل نائب عام ملاكي الإخوان ، المواطن المصري سيتمرد طالما باقٍ في وضعٍ يشبه كثيراً ما كان عليه لمدة ثلاثين عاماً أيام المخلوع ، لذا كان لزاماً علينا جميعاً التمرد .
تعليقات القراء