مروان يونس يكتب: «الرعب» والحل يأتي من «سوريا»!

 

بدأ الربيع العربي تونسيا بوعزيزيا بشكل ثورة من أجل الكرامة والحرية، سرعان ما انتقلت الثورة والفكرة والتجربة لمصر، نجح النموذج للثورة قليلة العنف أو غير المسلحة في مصر وتونس ولكن من ليبيا وسوريا انطلقت المرحلة الثانية والنوع الجديد من الربيع العربي، وهو النوع المسلح..
 
ولكن لنتكلم عن النموذج السوري وهو الأهم الآن، فخلال الأيام الأولى لتلك الثورة استطاع بشار الأسد تكوين دائرة حلفاء قوية تبدأ من أباه بالكريملين وربطا بأخوه بطهران ومعتمدا على مساعدات صينية لفكرة بقاء ومن ذلك كون تحالفا قويا على خلفية أن سقوط سوريا في هذا الربيع هو النهاية لأي تواجد روسي أو أي نوع من النفوذ لهذه الإمبراطورية القديمة بل هادما لأي توازن بمنطقة الشام بين القوى العظمى والقوى الإقليمية...
 
كانت لمقاومة الأسد كبير الأثر في ظهور الجانب المظلم من هذا الربيع، فرغم تحول الصراع من ثورة إلى شكل واضح من الحرب الأهلية، استمر الضغط من أجل السقوط وبدأ الغرب في تصرف عجيب ليتجه لدعم جيشا منشقا بقيادة الإخوان المسلمين يسمى الجيش الحر وجيشا أجنبيا من الطيور الإرهابية المهاجرة من أنحاء الأرض بقيادة القاعدة "العدو الأكبر له" ويسمى جيش النصرة، ولكن هناك بعض الملاحظات هي الأهم في المشهد السوري والتي ربما تكشف بعض الأمور الخفية... 
 
أولا: وقوف الغرب داعما لجيش النصرة "جيش القاعدة" العدو التقليدي له واعتباره جزءا من الثورة ضاربين عرض الحائط بجميع اتفاقيات الأمم المتحدة حول الإرهاب وحقوق الإنسان والسيادة، بل الأغرب استمرار مطالبات التسليح...
 
ثانيا: الإصرار الغربي على دعم حكومات دينية متطرفة وبقاءها لقيادة مصر وتونس وليبيا رغم تضارب مبادئها الواضح والجلي مع المباديء الأمريكية...
 
ولنستطيع التحليل يجب أن ندخل الطرف الإسرائيلي في المعادلة، ولنربط بين الأحداث الحالية وبين كلمة هامة قالها نتنياهو السياسي الكبير والعدو الكبير في نفس الوقت وهي " أن إسرائيل ستفرض سلاما طويلا جدا على دول الجوار"... ومن هنا نبدأ ربط الخيوط...
 
فالسلام الإسرائيلي المفترض والطويل لابد فرضه على دول بلا جيوش لا تستطيع الحرب وصريعة لانفلات أمنى وحرب داخلية تجتاح الأخضر واليابس بها تجعلها تبقى بالكاد دولا موحدة...
 
ونهاية يجب أن نعي أن بقاء بشار أو الجيش السوري هو الحلقة الأهم في المعادلة، فلو سقط بشار ستبدأ المرحلة 3 من الربيع العربي وهي الشتاء القارص منه، فستنتقل معركة الجيش الحر ليسقط الأردن ويتحرك جيش النصرة للقاعدة لينضم لخلاياه التي بانتظاره بسيناء ومن ذلك العمل على جعل سيناء منطقة معارك تمهد لاحتلال مبارك له بحجة القضاء على الإرهاب على أن تدار أراضي سيناء بواسطة "المجتمع الدولي" شكلا وإسرائيل مضمونا....
 
فوطنيا ورغم رفضنا لحكم الأسد وديكتاتورية نظامه التي مارسوها لسنوات على الشعب السوري، ولكن صموده أصبح طوق نجاه للشعب المصري بل والعربي ولكن يظل المفتاح لباب الخروج ذو بعد شعبي ويظل الرهان على الشعب المصري وجيشه من الاستفاقة من الغيبوبة وإجهاض خطة الشتاء القادم قبل سقوط بشار والذي يعتبر سقوط للكل...
 
وأخيرا لا أملك إلا إرسال كل تحية وتقدير للشعب السورى، ولكني على يقين أن التاريخ سيكتب له حكايات كفاحه في هذه الحقبة الزمنية الحرجة بأحرف من ذهب...
تعليقات القراء