مروان يونس يكتب: سيادة الوزير ... أنا حقولك فين !!

 

آلمتني كثيرا تصريحات وزير الإعلام الحالي الممثل لذراع التوجية المعنوي للبسطاء لمكتب الإرشاد، ليس بسبب أنها تحمل إيحاءات جنسية أو كلاما قبيحا مستترا أو حسب ما يعتقد الكثيرون من الكفار الهدامين للإنجازات أنها كانت محاولات تعليق للصحفية مماثلة لمحاولات شقط المذيعة السابقة "لاسمح الله"... 
 
ولكن كان الألم الأكبر ناتجا من بعض الذكريات عن هذه الوزارة سيئة السمعة، فتذكرت العصر السابق "الكافر" وإهدار المال العام واستمرار الإعلام كوزارة مالكة ومحركة لأجهزة إعلام الدولة مهما تكلف ذلك على ميزانية الدولة الفقيرة مصر، وتذكرت أيضا استمرار الانحدار والإخفاق وصرف أموال الدولة على هذا الجهاز واستمرار خسارته كإرادة سياسية بعد الثورة والذي يجعلنا نرى التطابق بين ممارسات النظام السابق المالية وإهدار المال العام فيه مع النظام الثوري الطاهر... 
 
تذكرت الكذب والتضليل وحملات التوجيه المعنوي التي كانت تمارس لاستمالة رأي البسطاء وتشكيل قناعاتهم لتتوافق مع إرادة الدولة السياسية بغرض النيل من الخصوم وإلصاق إلتهم بهم كذبا وافتراء وتضليلا، وتذكرت أيضا كيف استطعتم بالفكر النابغ والفذ لأيقونات مكتب الإرشاد النجاح في استمرار نفس الممارسات للعهد السابق مع زيادة جرعة الكذب والتضليل، بل أضافت إليه حكومة الحرية لدولة الجمهورية الثانية مادة التكفير واحتكار الدين وإضافة آليات جديدة للفاشية الناشئة للإخوان...
 
تذكرت أيضا القنوات الدينية الخاصة في العصر البائد والوحش والمنيل بنيلة "حسب ماتصرح به دوما" وتذكرت آدائها البعيد عن السياسة والذي بأقصى تقدير ربما قد شمل بعض التوجيه لطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه فقط أثناء الثورة، وتذكرت أيضا صمتها عن دعم النظام السابق إلا في الأوقات شديدة الصعوبة وبين السطور، وتذكرت أيضا كيف أن هذه القنوات والتي لم يمسسها مبارك بشكل مباشر حولتموها لمنابر دينية لتسوق لمشروعا فنكوشيا مسمى بالمشروع الإسلامي "النهضة"، مع إضافة بهارات متعددة للدين مثل احتكاره لكم وتكفير كل معارض واستباحة دمه وعرضه حتى تحولت لماكينات فتنة وتكفير على خلفية سياسية، بل الأكثر من ذلك بدأت في الدخول في حالة قباحة تحت ستار الدين لتتهم الناس بدون دليل بالشذوذ والدعارة والخيانة والنيل من شرف الحرائر المصريات إرضاء لكم ولخدمة الدين الجديد والمرشد للجماعة...
 
تذكرت عزيزي الوزير بلاغات مبارك ضد الإعلاميين والتي كانت بواسطة المواطنين الشرفاء تماما مثلكم فهي لم تتغير إلا مع إضافة الدقن للمواطن الشريف، استخدمتم نفس الآليات في تنغيص عيشة اللي جابوا المعارضين لكم أو الكاشفين لأي حقيقة في دولة الظلام التي جاري بناءها الآن، بل توسعتم في استخدام المواطن الشريف "اللي بدقن" فبدأتم في تعميم الاتهامات لتطول كل من شكك في صحة التوكيل الإلهي الذي تدعون أنهم معكم أو مع أتباعكم من شيوخ أمن الدولة والذين بعد الثورة تحولوا لشيوخ الجماعة بصك بركة من مرشد الجماعة...
 
تذكرت أيضا قوانين الإعلام التي تصنعوها الآن وأخونتكم للدولة بغرض إعلان دولة المرشد في أسرع وقت والتي لم يتبقى لها من خطوات إلا انتخابات صورية لمجلس الشعب تعتقدون من خلاله أنكم ستجنون الأغلبية والتي ستمكنكم من أخونة الجيش والأزهر وبغطاء شرعي دولي تفعلوا آلة البطش على كل المصريين وبالأخص المختلفين معكم في الرأي (الكفار) من وجهة نظركم و (الثوار) من وجهة نظرهم....
 
تذكرت أيضا ايحائكم للشعب أنكم تتركون الإعلام ليقول ما يشاء كمنحة من جماعتكم السرية الدولية المحظورة وأتذكر معها أن هذا الإعلام وهذه الإلسنة وهذه الأقلام هي التي أعدت الشعب يوما ليطالب بحريته والنزول للميادين والذي مع حركته خرجتم من الزنازين أولا و مارستم السياسة ثانيا و حكمتم من خلال محمد مرسي ثالثا، فالشيء بالشيء يذكر والفضل ليس لكم نهائيا...
 
حقيقة يا سيادة الوزير ذكرتنا كثيرا بالعصر السابق ولكن ربما من خلال نسخة سيئة منه، فحقيقة لم تكن ذكرياتنا عن الحريات جيدة حينها كما أن ذكرياتنا في شهور حكمكم مؤلمة ورؤيتنا لمستقبل الإعلام معكم مخيفة ...
 
وأخيرا هناك ملاحظتان ربما تأخذنا للإجابة نهاية "فين الإعلام؟"
 
الأولى هي مستوى الجماعة في الحكم والذي يدخل في إطار المروع الممزق المفرق للوطن والمواطنين بل والهادم إراديا ومع سبق الإصرار والترصد للدولة، الثانية وهي المشكلة التي تؤرق الكثير تنبع من عدم اعتناءكم حتى بالكذب والنابعة من اعتقادكم أن شعب مصر من إفرازات السمع والطاعة للجماعة فاقدا للعقل والقدرة على التقييم إلا من خلال أعين المرشد ومكتبه للارشاد...
 
ولذلك وأخيرا حقولك هي فين وزارة الإعلام... وأرجو ألا تعتقد لا سمح الله إني ناوي أقول حاجة وحشة أو ساخنة أو قبيحة أو ذات إيحاءات تشير لعلاقات جنسية كاملة.. ومن غير ما تاخدني على الحارة المزنوقة...
 
للأسف طول ما في وزير إعلام مافيش حرية إعلام.
تعليقات القراء