علاء الدين العبد يكتب: مرسي أو الفوضى
في المؤتمر الصحفي لمجلس حقوق الإنسان الذي عقد يوم الإثنين الماضي كان أهم ما يجب أن نتوقف عنده هو كلمة المستشار حسام الغرياني الذي قال : إننا في الظروف الحالية أمامنا ثلاثة خيارات فقط ..
- الخيار الأول : أن يؤول الأمر في مصر إلى حكم ديكتاتوري أقسى وأشد مما كنا فيه قبل 25 يناير .
- الخيار الثاني : أن يؤول الأمر في مصر إلى فوضى عارمة تأكل الأخضر واليابس وتصيب شعبنا بأضرار لا قبل لنا بها .
الخيار الثالث والأخير : هو أن نلجأ إلى الصناديق الشفافة ليعلن الشعب من يريد ويتولى من أراده الشعب ويتركه يحكم حتى يأتي موعد الصندوق التالي ..
هذه هي الثلاث خيارات فقط وعلى شعب مصر أن يختار طريقه .
نعم يجب أن نقف عند هذه الكلمات التي من المؤكد نتذكر أننا سمعناها جيداً قبل ذلك من مبارك ، مبارك قال هذا الكلام بعد فترة حكم ثلاثين سنة ولم نصدقه أو لم نهتم به ، فما بالنا الآن أن يأتي لنا صانع الدستور الحالي والذي هو على رأس الأسباب التي تمربها مصر من عدم استقرار ، ذلك بعد ثمانية أشهر فقط من حكم الإخوان ، ولكم أن تتصوروا ماذا سنسمع بعد أربع سنوات ؟!
لم يجد النظام جدوى في استخدام أسلوب العصا والجزرة الذي اتبعوه من قبل حين وجه شيوخهم رسالة للشعب من خلال خطب الجمعة ووعودهم بنعم للدستور والمليارات التي ستحل عليهم وكم من المآسي التي ستحل إذا قالوا لا ؟؟ لذلك غيروا الأسلوب وأعلنوا أنه لا مفر من التهديد ، فالسيد الغرياني لم يحذر بل يهدد مستخدماً نفس أساليب رجال أي نظام طاغي وهو التلويح دائماً بالتهديد ، لم يكن وحده هذا الأسبوع الذي تحدث بهذا الأسلوب ، فالقرضاوي كان يستخدم نفس الأسلوب أيضاً في خطبة الجمعة ، ولم يتلاقَ كل منهم في ذلك فقط ، بل تجاهل كل منهم في حديثه كل ما يحدث في مصر من إراقة دماء المصريين بأيدي مصريين وركزا فقط على حث الشعب للجهاد إلى غزوة الصناديق وإلا ستكون عيشتكم هباب !!
لم يجرؤ أحد منهم سواء المتحدث باسم حقوق الإنسان أو المتحدث باسم الدين والمنتميان للنظام عقيدة وفكر أن يوجه حديثه لمرسي فيقولوا له : في دم سال يا مرسي ..! .. نجحت يا مرسي ببراعة في نشر العداوة بين المصريين ، كل الشوارع أصبح فيها دم ، كل البيوت ملاها الغم ، كيف لم تفكر أنك سترحل يوماً وهناك الأهالي ملأ قلوبهم الثأر منك ومن جماعتك ، كيف تظن أنك ستستطيع أن تحكم المصريين كما تريد أنت وجماعتك فقط ، فترة حكمك انتهت منذ الإعلان الدستوري ، ولن يشفع لك ولا لنظامك مهما خاطبتم الشعب ولقبتموه بالشعب العظيم .
وتذكر أنك قلت أنك وحدك فقط من يحكم مصر وأنك وحدك فقط المسئول عن جميع قراراتك ولأنك ترى ما لا نراه فكيف ترى بورسعيد والمنصورة والمحلة ؟؟ وكم تنتظر وكم يكفيك مدن أخرى ودماء أخرى ، أخشى حين تعيد البصر ينقلب إليك خاسئا وهو حسير !!