علاء الدين العبد يكتب: مصر لن تركع ولن تفلس ..
2013-01-05 11:31
الحمدلله ما زالت رسائل التطمينات تأتينا ولا تتوقف ، فقد أسعدني كثيرا ، تصريح رئيس الوزراء أن تسوية العقود والأراضي مع المستثمرين سوف توفر للدولة نحو 20 مليار بنهاية العام الحالى وأن هذا المبلغ سوف (يُسهم) في سد عجز الموازنة ، صحيح هو لم يُشر إذا كان هذا المبلغ ضمن مبلغ ال18 مليار التى أعلنت عنها الحكومة من قبل أنها صادرتها من أحمد عز ، وصحيح أنه لم يُشر أيضاً هل هذه الحالات هي نفسها الحالات الخمس التي ذكرها الرئيس ( على سبيل المثال لا الحصر ) في خطابه بمناسبة ذكرى أكتوبر 2012 ، والتي تعدت إجمالي قيمة مخالفاتها مائة مليار ، لكن على أي حال لابد أن نسعد ونرى الجانب المضئ أن هشام قنديل الحمدلله أدرك أنه رئيس وزراء بجد ، وبعدين لازم نعطي له فرصة أكثر من كده ، سته شهور لا تكفي بالطبع خصوصاً إذا ما وضعنا في الحسبان أنه احتاج إلى ستة أشهر لكي يتعافى ويجتاز مرحلة صدمة المنصب ويبدأ يتحدث عن الإقتصاد ، ألا تكبرون وتحمدون الله ..
تذكرون معي حين استهزأ الكثير وسخروا حين سمعوا تصريحات مستشارة الرئيس ، د / باكينام الشرقاوي ، بخصوص طريقة إصدار الرئيس للقرارات وتراجعه عنها ، بأنه أسلوب جديد في الإدارة ، إلا أنني الآن أصبحت مؤمن جداً بكل ما قالته ، بل أتوقع أن نجد الجامعات والمعاهد يوماً ما تقوم بتدريس هذه الطريقة المستحدثة في الإدارة ، وتلغي كل ما تعلمناه من قبل أن الإدارة علم وفن .
ليس فقط ذلك بل أنني أجد نفسي الآن مؤمن جداً أن الرئيس ليس فقط خبير بعلوم الإدارة الحديثة ، بل أيقنت أنه خبير بعلوم اقتصاديات الدول ، ومن لا يؤمن بذلك فهو بالطبع لا يفقه اقتصاد ولم يقرأ عن الإقتصاد وعليه أن يصمت أفضل له ، وسوف أدلل على ذلك من خلال خطاب الرئيس نفسه ، ولكن عليك أن تتحلى بالحيادية وتسمع الخطاب مرة أخرى ، حينها ستجد الدليل ، هل يُعقل أن الرئيس يتحدث عن مشاريع عملاقة مثل مشروع تطوير (إقليم) قناة السويس وبناء مدينتين شرق بورسعيد وشمال غرب السويس و يوجد لدينا عجز تمويلي ؟؟ صحيح الرئيس ذكر أن تلك المشروعات نتيجة جهد الحكومة في الفترة الماضية ، وصحيح أن بعض الخبثاء قالوا أن ذلك المشروع كان من ضمن مشاريع بنك الأفكار في حكومة عصام شرف ، وأن صاحب المشروع هو المهندس فوزي حماد ، الذي استضافه عمرو أديب في 3 مايو 2011 ، لكن الرد على هؤلاء الخبثاء والمتآمرين بسيط جداً وهو من أدراكم أن فوزي حماد علم بالفكرة من مشروع النهضة وأراد أن ينسبها لنفسه ؟!
صحيح لاحظ الكثير أن الرئيس لم يذكر حجم تلك الإستثمارات ، ولم يذكر لنا مدة تلك الإستثمارات ، لكن أنا أيضاً لاحظت أنه لم يذكر من أين يأتي بهذه الإستثمارات ، وهذا هو المهم، لماذا ؟؟ لأنك لو صدقت أن حجم الاحتياطي النقدي حوالى 15 مليار دولار فقط وأنه يكفي مصر لمدة ثلاثة أشهر فقط ، يعني مصر بتستورد شهرياً ما هو قيمة دخل قناة السويس سنوياً ( اللى قالوا أن مبارك بيحصل عليه لنفسه ) لكن لو ركزت مع هذه النقطة بالذات من الخطاب وحاولت شوية و شغلت عقلك هتعرف أن كلامي مظبوط وأنك مخبول ومفلس !! لو سألت نفسك كيف يكون الوضع الإقتصادي بهذه الصورة من التدني ووزارة المالية تعاني عجز في السيولة ويتحدث الرئيس عن هذه المشاريع ، سوف تتأكد أن الرئيس بخبرته الإقتصادية ، وحيلته السياسية ، لا يريد أن يفصح عن إحتياطيات سرية حتى يعرف من مع مصر ومن ضدها ويكشف عنهم الغطاء ، وبعدها ستنطلق مصر إقتصاديا .. لا تنساق وراء الآراء التي تتهم قطر بمحاولة السيطرة على مصر أو هناك محاولات أخذ بالثأر من قناة السويس التي أممها عبدالناصر ، كل هذه تخاريف ، القناة قناتنا ، فقط أحسن الظن بالله وأولي الأمر منك .
أظن بعد ذلك كله لو إنت صدقت أن الدولار بيرتفع بسبب تدهور الاقتصاد المصري ، و لم تقتنع أن الفلول هم الذين وراء الأزمة يبقى أنت أكيد مخبول و بتسمع كلام المفلسين اللى عايزين يسقطوا مصر ، ولا تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر وأنك حتما ضد الدين والاسلام .
حاول من الآن أن تكون مواطن مصري فعال ومؤثر في بلدك ، حاول أن تدير عجلة الإنتاج بنفسك وإن لم تجدها فابحث عنها ولا تَكل ولا تَمل من البحث ، إفصل جميع قنوات الإعلام الخاص المضلل عنك ولا تسمع لهم ، فقط استمع للتلفزيون المصري وقناة مصر 25 ، ولا تقرأ لأي كاتب ينتقد النظام ، ولا يغرنك أن يقول أنه نقد بناء فلا فرق بين النقد البناء والنقد الهدام كله اسمه نقد ، إقرأ فقط لكل قلم يتحدث عن عبقرية الحكم ومزايا النظام والمستقبل الباهر، ولا تبحث عن تاريخ ذلك الكاتب ولماذا تحول فجأة الآن ، ( إحنا ولاد النهارده وبس )، حتى الكاتب الكبير هيكل لا تهتم له حتى لو سمعته أو قرأت له ما كتبه مؤخراً : عن حديث الدكتور مرسي عن الوضع الاقتصادي ، "الرئيس بعث برسالة خطأ في وقت خطأ" ، مشيراً إلى أن مرسي كان عليه أن يصارح المواطنين بالحقيقة عن الأزمة الاقتصادية ثم تابع : " مرسي مسئول عن الحقيقة ، وذلك لأنه لم يجبره أحد على المطالبة بالسلطة ، ولم يجبره أحد على تحمل المسئولية ، لكن تحملها بإرادته ، وعليه أن يتحملها ..
و لا تهتم كما قلت لك فقط دَوَّر عجلة الإنتاج وكن مع الشريعة وثِق أن مصر لن تركع ولن تفلس ..ولا تنسَ النوم مبكرا " .."
تعليقات القراء