هند جمعة تكتب: احنا مش كده!

 

لم يعد وراء المسلمين من عمل الآن إلا الدفاع عن إسلامهم ضد مجموعة من الغوغاء مدعي الدين والإسلام!
 
أصبحنا طوال الوقت نقسم للعالم أننا كمسلمين لسنا إرهابيين مثل أصحاب الجلابيب البيضاء والعمم الأفغانية!
 
وكل يوم يخرج علينا أصحاب الشذوذ الفكري ببدعة جديدة، مرة زواج الأطفال، ومرة تكفير المجتمع المصري، ومرة أخري ألفاظ مشينة وشتائم يعاقب عليها القانون على الهواء مباشرة، مدعين أن شتيمة من يختلف معهم جزء من الدين ويستشهدون بأقوال وآراء كاذبة مفادها أن العنف واستخدام الألفاظ البذيئة جائز مع الكفار الفاسقين!
 
والمدهش أن هؤلاء اذلين يطلقون على أنفسهم لفظ "شيوخ"، يتلفظن بهذا الكلام من خلال القنوات التي تدّعي أنها قنوات إسلامية!
 
فما هذا العبث الذي يحدث لنا ولديننا؟ 
 
وهل يشعر مشاهدو هذه القنوات بالفخر وهم يستمعون لهؤلاء الشيوخ ولتلك الألفاظ أمام أطفالهم؟ 
 
هل حقا لا يشعرون بالتقزز منهم؟ 
 
هل ترى يا من تشاهد وتسمع ألفاظ "مخنس ولولب وغسول وواقى ذكري" من هؤلاء الشيوخ أمام أطفالك على قنوات من المفروض أنها تهدي للبر والتقوى والأخلاق والإسلام، تشعر بالفخر والعِزّة والتدين؟
 
هل تلك الألفاظ أفضل من أفلام إلهام شاهين التي تنفرون منها وتتهمونها بالنجاسة؟ 
 
ولكن أي نجاسة تلك، نجاستها أم نجاستكم أنتم وهؤلاء؟!
 
وبعد كل فتوى، وبعد كل حلقة وكل أكذوبة، نجري -نحن المسلمين- ندافع عن إسلامنا ورسولنا صلى الله عليه وسلّم، ونصرخ أن أخلاقه ليست مثل أخلاق هؤلاء، وأفعاله ليست مثلهم، وكلامه ليس مثلهم..فإلى متى يتمادون فى هذا التشويه، ونستقتل فى الدفاع؟!!
 
وأنا لا أذكر أبدا أني سمعت شيخنا الشعراوي –ألف رحمة ونور عليه- يتلفظ بمثل هذا الألفاظ، أو يؤاخذه الناس بمثل ما يؤاخذوا محدثي المشيخة هؤلاء! فهل سمعه أحدكم؟ 
 
ولم أذكر أني قرأت فى كتب السيرة النبوية -التي درستها فى الأزهر- أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم تلك الألفاظ مع ألد أعدائه؟ فهل قرأها أحدكم؟ 
 
الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه رب العالمي "إنك لعلى خلق عظيم" فلماذا –بالله عليكم- تحاولون باستماتة تشويه هذه الصورة فى أعيننا قبل أعين غير المسلمين؟!!
 
لماذا كل هذا التضليل والضلال؟ 
 
لأجل منصب، أم أموال، أم للشهرة؟ 
 
وماذا تفعلون بنا وبديننا يا أهل قريش الأوائل؟
تعليقات القراء