هالة منير بدير تكتب: دموع دكتور كريمة

 

عندما تكون الدموع أبلغ من أقوى وأطول الخطب ، عندما تكون آية كريمة من كتاب الله المقدس تكفي لتقويم درب المسلم الحق ، عندما يكون تفسير هذه الآية هو النبراس المنير الذي يجعلنا نُميز بين الخبيث والطيب ، ويعظم شأن كل هذا حينما يأتي على لسان عابد يتقي الله حق التقوى ..
 
بعد أن توسلت الأزهر في مقالي بالأمس ( أبو جهل المسلم ) بعد أن تعدد " آباء الجهل " على القنوات الدينية يسيئون إلى الإسلام أكثر مما يقومون بالدعوة إليه ، استغثت بالأزهر أن يقم بدور عاجل في شأن من وصفوا أنفسهم بشيوخ الإسلام الذين يدافعون عن رموز الإسلام بوجهة نظرهم بكل بذاءة ووقاحة ، فجاء الرد من أحد شيوخه الأفاضل الدكتور أحمد كريمة ، في حلقة مع منى الشاذلي على MBC مصر، تكلم فيها الرجل الذي لا يخشى في الله لومة لائم بكل الحق ، نفى صفة الشياخة عمن لا ينتمون إلى الأزهر الشريف واكتفوا بحضورهم بعض الدورات التدريبية في الدعوة في بلاد الخليج ليصعدوا على مسامعنا بأنهم حملة الإسلام إلى مصر وكأن الإسلام لم يدخلها يوماً ، فقال الشيخ كلمة حق في بطلان الدستور المزيف الذي زوره الإسلاميون باسم الدين فمرره المخادعون باسم الجنة والحشر مع الصديقين فيها..
 
يا أيها السعداء بانتشار الإسلام : الإسلام عرف الانتشار إلى كل بقاع العالم من هذه الأرض ، لم يكن مندثراً قبل أن تأتوا بجلاليبكم القصيرة وبنقاب نسائكم ولا بذقونكم التي تتهمون من يحلقها أنه لا يريد أن يتخذ من خلقة الرسول صلى الله عليه وسلم مثالا ، الإسلام على هذه الأرض قبل أن تأتوا إلى هذه الحياة فتكفروا أناس هم على الإسلام بالفطرة ، الفقه في معاملات ناس هذه الأرض دون أن يتخذ أي فقيه منبراً إعلامياً ليشرح ويستفيض في الشرح ، الدين في معاملات الناس فطرة الله في خلقه قبل أن تقسمون أنتم المسلمين إلى إخوان وسلفيين وجهاديين وحازمين وغيرهم ، توحيد الله وحسن عبادته في دم المصريين قبل أن تنتشر القنوات الفضائية الدينية وشرائط الكاسيت للتكفير والتنفير وكتب الوهابية والإنذار من عذاب القبور وعذاب النار ، الإسلام في سلوك الناس بالرغم من عدم مشاهدة الشيوخ في التلفاز سوى حديث الشعراوي يوم الجمعة لدقائق وبرنامج حديث الروح للحظات قبل نشرة أخبار التاسعة ، الإسلام في تصرفات الجدود من حفظ لكتاب الله وصلة للأرحام وإحسان الجار وإماطة الأذى عن الطريق وعيادة المريض وكفالة اليتامى وتعظيم شعائر الله وإقامة أركان الدين ..
 
اختتم الشيخ الجليل د/ أحمد كريمة بآية من سورة الأنعام : " إنَّ الذين فَرَّقوا دينَهم وكانوا شِيعَاً لستَ منهم في شيء " وأن من علامات الساعة : أن يتكلم " الرويبضة " في دين الله ( قاصداً المصادمات الدينية المنسوبة إلى الدين زوراً بسبب الدعاة المشوهين للدين ) وأن الرويبضة هو الرجل التافه عندما يتحدث في أمور الدين .
 
كم من رجل دين يسيئه ما يحدث لدينه الذي يشوهه الرويبضات هذه الأيام بكل تلك الحرقة ؟ كم من رجال الدين يشعرون فعلاً أن إسلامنا تضيع سمعته ومكانته تحت أقدام النخاسة الفكرية والتعصب المذهبي كما انفجر هذا الرجل باكياً ؟
 
فإلى الله نشكو أمر ديننا ، فإلى الآن لازالت أبواقهم المنفرة تدَّعي كذباً وزوراً وبهتاناً أن الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام أباح السب والشتم ، بل ويأَّوِّلون آيات الله وأحاديث النبي الكريم بطريقة تثبت كلامهم هؤلاء المضللين ، وكأنهم ينكرون كل الأدلة التي تدعو إلى حسن الخلق واللين في التعامل ونبذ الفظاظة وغلظة القلب ، ورد الإساءة بالمعروف والعفو عند المقدرة والدعوة بالحسنى وبالحكمة والموعظة الحسنة وصدقة ابتسامة المسلم في وجه أخيه والاعراض في صمت عن الجاهلين !! ..
 
أيها المكفرون لو ترون في أرض مصر بلداً يدخلها الإسلام حديثاً فلم جلستم في بلاد الكفر طيلة هذه المدة ؟ كان أولى بكم أن تهاجروا من بلد الكفر إلى بلاد الإيمان ، ارجعوا من حيث أتيتم فربما تجدون مكاناً هناك أولى بدعواتكم لإسلام اخترعتموه فيكن أولى بكم
تعليقات القراء