نبيل عطية يكتب: الراقصة والدستور..!!

 

يذكرني موقف البعض من مشروع الدستور المصري الجديد بموقف الراقصة من شرعية العمل الذي امتهنته، فهي تبرر عملها بالرقص إلى الظروف المجتمعية التي تمر بها ومحاولتها أن تحصل على حياة مستقرة وتكسب مزيدا من الأموال في أسرع وقت، وتتغاضى عن عيون الناس التي تنظر إليها نظرة سيئة كونها سيدة فرطت كثيرا في شرفها.
 
هذا هو حال دستور مصر ومن قاموا بالمشاركة في صياغته داخل ما يسمى بالجمعية التأسيسية، يدعون أنه لابد من الإسراع في الموافقة على الدستور الجديد حتى تستقر أحوال البلاد، وتدور عجلة الإنتاج!!!
 
أي عجلة إنتاج تتحدثون عنها يا سادة، ألستم أنتم من طالب الشعب بالموافقة على التعديلات الدستورية في 19 مارس من عام 2011 عقب الثوة المصرية حتى تدور عجلة الإنتاج، فهل دارت العجلة؟!
 
تزعمون أنه في حال رفض الشعب للدستور الجديد، فسيتوقف حال البلاد وتدخل البلاد نفق مظلم لن تخرج منه أبدا، فهل استقرت البلاد وامتلأت بالخير وعاد الأمن بعد موافقة الشعب على التعديلات الدستورية؟!
 
مبرراتكم للموافقة على الدستور تدعو للسخرية، تماما كالمبررات التي تتخذها الراقصات والعاهرات لتبرير أعمالهم المنافية للأخلاق، ألا تخجلون!!
 
نأتي إلى مبررات من يوافقون على الدستور، حين تسألهم لماذا ستقول نعم للدستور، تنحصر إجاباتهم في كون كبار علماء الشريعة الإسلامية أفتوا بضرورة الموافقة على الدستور، إذا ما موقفك في حال ارتكاب أحد هؤلاء العلماء خطيئة ما تعارض الشريعة الإسلامية، هل سترتكب نفس الخطيئة أم ستحكم عقلك؟!
 
تؤيد الدستور حتى تنتهي الفترة الانتقالية ويعود الاستقرار، أعود لأذكرك مجددا هل عاد الاستقرار بعد موافقتك على التعديلات الدستورية؟!
 
اقرأ دستورك، وحكم عقلك، وبعدها اتخذ قرارك أنت، لا قرار جماعة ولا نخبة، ضع أمام عينيك مستقبلك ومستقبل أولادك من بعدك.....
 
تعليقات القراء