هالة منير بدير تكتب: موقعة الخروف..!

 

" إلحق يا ريِّس مرسي .. !! " .. الشعب المصري لم يخيب لك ظناً يا سيادة الرئيس فلقد نزل مئات الآلاف ليذهبوا إلى " الحارة المزنوقة " لتكشف الغطاء عنهم .. !! 
 
في وقت كان فيه نائب الرئيس يدلي بتصريحات تفتقر لأقل قدر من احترام عقل الناس ، كان بلطجية الإخوان يحشدون الجموع لضرب وقتل المعتصمين ، تأكد بالدليل القاطع أنكم صانعي موقعة جمل جديدة أيها الإخوان المنافقون بمليشيات الخرفان والثيران خاصتكم ، تعتدون على معتصمي الاتحادية وتتوعدون بفض اعتصام التحرير ، تمسحون جرافيتي يوثق صورة لوجه شهيد مات فداءً لبلده ولكنكم بصدوركم الحاقدة المليئة بالسواد والغل لا تطيقون وجودها حولكم .. 
 
ألم تلحظ أيها الرئيس طيلة اليومين السابقين الأعداد التي نفرت في الشوارع دون حشد لها كما تفعلون بأنصاركم في الأتوبيسات ، أم أن بطانتك الصالحة تخفي عنك الأحداث تفادياً لجرح مشاعرك المرفهة  أم أن ما حدث بأمر مباشر منك ؟!..
 
يا سيادة الرئيس أنت من دخلت " الحارة المزنوقة " بعد تعنتك وصم آذانك عمن يريد تقويمك عند الخطأ كما طلبت منهم ، أنت من دخلت " الحارة المزنوقة " بكامل إرادتك بعد تنصيب نفسك إلهاً تنظم وتدبر شئون البلاد دون أخذ رأي مستشاريك أو معارضيك ، أنت من دخلت إلى " الحارة المزنوقة " برجليك أنت وجماعتك وافتُضِحت نواياكم من سرعة وهرجلة القرارات وكأنكم تسابقون قطاراً سيحصد الأرواح إذا لم تحصنون أنفسكم من أي طعن أو خروج عليكم كي تضمنوا كراسيكم لسنوات وسنوات ، متجاهلين أو متناسين أنكم تسيرون على نفس خطى المخلوع ونظامه البائد من التكبر والغطرسة التي أهالتهم في النهاية إلى النهاية ، أنت من دخلت إلى " الحارة المزنوقة " باختيارك عندما أطلقت العهود والوعود دون تنفيذها بل والأفظع أنك تأتي بقرارات على نقيضها بالتمام ، دخلت إلى " الحارة المزنوقة " بدفع من مناصريك سواء كانوا متحدثين رسميين أو أصدقاء وعشرة عمر من جماعة الإخوان أو من منتظري تطبيق الشريعة على يديك ، أدخلوك عن عمد بسبب تصريحاتهم الفجة بدخول الإسلام مصر على أيديك وأيديهم ، وبتوعد للنصارى وكأن الحروب الصليبية ستقوم من جديد وأنت الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي سيطرد الفرنجة من الأرض المقدسة ، دخلت إلى " الحارة المزنوقة " لأن مناصريك أنفسهم انقسموا عليك لأنهم يرون في دستورك كفراً لأنه لم يذكر آية قرآنية أو حديث نبوي أو جاء بذكر فرضية ركن إسلامي ويدعون للتصويت عليه ب " لا " ، دخلت سيادتك إلى " الحارة المزنوقة " لتجدها في اتجاه واحد وفي نهايتها " طريق سد " لا خروج منها إلا بالرجوع إلى الخلف . أرجوك دع الأزمة تمر من المرحلة المزنوقة على سلام ولا تجعلها لتتطور أن نقع في حفرة تليها " دحديرة " بدعوات غبية لحشد المؤيدين للرئيس وكأن حل الأزمة سيقتصر فقط على مظاهرة من هنا على مسيرة من هناك ، يُرد عليها باعتصام من الرافضين  يُقابله حشد للمؤيدين ..
 
في مشهد كهذا في عقولكم المريضة رأيتمونا كفاراً ومشركين في عهد الجاهلية الأولى لتقيموا فريضة الجهاد فينا ، فتتخيلون أنفسكم في غزوة بدر أو أحد تعلون كلمة الله ، وتنشرون الإسلام ، وتجمعون الغنائم ، تنقضوا على المعتصمين العُزَّل بأسلحتكم لتهدروا دماء من على ملتكم مكبرين ذاكرين اسم الله ، في مشهد كهذا كنت أتمنى وأتحرق شوقاً لخطاب منك قد لا يقبله الكثيرون رافعين الأحذية طالبين رحيلك ، فلماذا تعند حتى يرتفع سقف المطالب ؟! .. لم نطلب رحيلك وإنما طلبنا سحب الإعلان الغير دستوري ، ثم لتلقي الخطاب المنتظر دون سحب الإعلان أو حتى  تأجيل الاستفتاء على الدستور ، أوالأمر بتشكيل لجنة تأسيسية جديدة تضم الفقهاء الدستوريين الذين إذا عكفوا على الدستور لأسبوعين فقط يستطيعون الخروج بواحد يليق بمصر ما بعد الثورة دون صياغات مطاطة عامة يختلف في فهمها الكثيرون ؟! ..
أرجو أن يكون الخطاب بعيداً عن " الحارات المزنوقة " ، وبعيداً عن الغطاء الذي ستكشفه عن السوس ، وأن تتفضل حضرتك لتحدث الناس من منبر لكل المصريين وليس لأعضاء جماعتك فقط أو مناصريها من أحزاب الإسلام السياسي ، قد تستطيع بحق الله أن تأخذ من الرؤساء مثلاً وعبرة ، فمبارك المخلوع كان يتحدث للجميع وليس للحزب الوطني فقط ، حتى ولو كان يعمل لصالح نفسه فقط ، أنت تزور المساجد كل جمعة لتتحدث للمسلمين وتقوم مقام الخطيب ، ولكنك رئيس لجمهورية تحوي عدداً لا يستهان به من المسيحيين قد تستطيع مفاجئتهم ولو لمرة لتخطب من أحد كنائسهم موجهاً رسالة خاصة لهم لتقديرهم وإبداء الحرص على مصالحهم ، وهذا ليس بالكثير فلقد قام الرئيس " النصراني " باراك أوباما عند توليه رئاسة أمريكا بخطاب العالم العربي والإسلامي من القاهرة مهد الحضارات والثقافات .. 
 
 -         ما هذه التصريحات الصادرة من العريان في تحريض الشعب على حماية الشرعية فيَحشد المؤيدين ، كنا نلوم على طنطاوي تحريضه الشعب بعد مذبحة بورسعيد ضد الألتراس ، كنا نلوم على عصام شرف صمته ، ولكن أين رئيس الوزراء الحالي هشام قنديل ؟!! ....
 
-         لو خرج مرتضى منصور نظيف اليدين من موقعة الجمل الأولى ، فلن يخرج العريان من موقعة الخروف وكل محرض على نزول المليشيات ضد المعتصمين ، رسالة أيها العريان : لقد برع فلول النظام البائد والمجلس العسكري بإبعاد الاتهامات عنه باستخدام مصطلح الطرف الثالث ، أما غباؤكم هذه المرة فاق كل وصف ، فلقد أعلنتم حالة الحشد العام للإخوان لإنهاء أزمة الاعتصام ، والآن تتهمون أعضاء وشباب حزب الدستور والتيار الشعبي بالبلطجة وحيازة الأسلحة والاعتداء على المقرات .. !! .. 
 
لقد دخلنا جميعاً في " الحارة المزنوقة " وأنت قائدنا فيها ، ونحن جميعاً الآن في سباق مع الزمن وفي عدٍ تنازلي ينذر بمستقبل أسود ( لا قدر الله ) إذا ما ستمر الوضع على ما نحن عليه ، فهل في يدك تحريرنا منها وإعادة شمل مجتمع قطَّعت بين أوصاله بقراراتك الغير مدروسة والتي تنم فقط عن نوايا سيئة ؟ هل لك أن تكشف لنا الآن عن السوس الحقيقي أم أنك لم تتعرف عليه بعد ؟ ، وهل هذا السوس في رأيك هو " الطرف الثالث " الذي نتساءل أين يختفي كلما كانت المواجهة بين المعارضين والإخوان ؟! ..
 
ثم بعد خطابك ، في أي محافظة ستقيم صلاة الجمعة ؟ ألم تعلم بالاستقالات الجماعية من مستشاريك وبكائهم وإحباطهم وندمهم لدعمك ؟ فليسامحني الله أن أيدتك يوماً ، ولكن كنا أمام خيارين إما أنت أو شفيق ، إما الموت جوعاً أو الموت حرقاً ، فقررنا اختيار الموت البطيء على أن نجد عذاب الحريق على الفور .. أبشرك بنهاية قريبة لك ولأتباعك من المنساقين أو المحرضين من الجماعة اللإخوانية ولكن لن تكون في المركز الطبي بجانب مبارك وإنما في طرة ، أتذكرها أم أنك لم تكن هناك يوماً ؟
 
لقد وقع الشهداء أيها المرضى ، موقعة الجمل هذه المرة دون جمال ، ونحن نعلم علم اليقين من حرض لها ومن دعمها ، ومن قام بها ، أهكذا تريدون الخير لمصر ؟ صبراً أيها المتأسلمون موعدكم السجون من جديد ، رحم الله من جعلها مأواكم وانتقم ممن أخرجكم منها لترون النور بأعين شهدائنا .. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ..
تعليقات القراء