علاء الدين العبد يكتب: السيد الرئيس: اعقلها وتوكل على الله
2012-12-05 02:14
السيد الرئيس ، ما كان ضرك لو عدلت أما رأت عيناك سلفك ؟؟ طيب بلاش عدلت ما كان ضرك لو مننت ؟ أو تنازلت وتكرمت وتراجعت عن إعلانك ؟ طيب ماذا استفدت وقد عندت ؟؟
السيد الرئيس ، هل ما تراه الآن يعبر أو يتناسب مع الحارة المزنوقة التي حدثتنا عنها ؟؟
السيد الرئيس ، أتدري لو أن معارضيك لديهم الثقة أن تلك القرارات من رأسك وحدك والله ما تظاهروا وعارضوا بهذه الصورة ، فالفرق كبير أن أعلم أن رئيسي الذي انتخبته سواء بقناعة أو مضطر ، تُملى عليه قرارات من الجماعة وإلا فسر لي ماذا أفهم حين يتحدث جميع من ينتمون للجماعة منذ اليوم الأول لإعلانك مؤكدين أن الرئيس لن يتراجع ؟ كيف ومن أين استمدوا تلك الثقة ؟؟ ..
السيد الرئيس ، مرة ثانية أقول لك ، كل ما نجحت فيه وجماعتك أنكم استطعتم بدون قصد أن توحدوا بين جموع المصريين المتحولين والمتلونين والفلول والوطنيين الثوريين حين سمحتم وغضيتم البصر عن ـ أفراد لوثت لقب شيخ ـ بأن وضعتنا جميعا في خانة الكفر والفجر وسمعنا منهم أقذر السباب ، واستحلوا دماء المصريين تارة بالتحريض وتارة بتوجيه نداءات لك بالتخلص منهم ، ولا نسمع منك كلمة عيب أولا أقبل ، وكيف تنطقها وأنت سمعت هؤلاء المحسوبين على رجال الدين ينزلونك منزلة الأنبياء والصديقين والخلفاء الراشدين وأنت لا تبالي وكنت تستطيع أن تطلب منهم بقرار ثوري من قراراتك الثورية أن يكفوا عن ذلك وللأسف لم تفعل ..
السيد الرئيس ، كتبت لك يوم الإعلان الدستوري ، وأخبرتك أن الوقت لم يعد في صالحك وأنك فتحت أمامك جبهات عديدة لن تستطيع أن تصدها وأن العناد والعنف لن يؤدي إلا لمزيد من العنف ونصحتك أن تراجع أحداث ال 18 يوم مع المخلوع ، وكيف كانت نتيجة بطء قراراته وكيف كان التصعيد في الشارع وهذا ما حدث ويحدث الآن ، فهل ترى تلك الجموع الغفيرة التي لا يمكن لعاقل يبصر أن ينكرها ..السيد الرئيس ، لم يعد الوقت مناسب ولا كافي الآن أن نناقش بالتفصيل لماذا وصلنا إلى هذا الحد ؟ ولكني أسالك كيف فات عليك أن عدد الأصوات التي حصلت عليها في المرحلة الثانية من الإنتخابات كانت أكثر مما حصلت عليها من جماعتك في المرحلة الأولى وبرغم ذلك أصررت أن تخاطب مؤيديك فقط من قصر الإتحادية ؟
السيد الرئيس ، ليس عذراً أبداً أن مؤسسات الدولة بها من يتربص بكم ، أنتم تعلمون ذلك جيداً وقبلتم و ارتضيتم أن تكونوا على رأس الدولة ولكنكم أيضاً آثرتم ألا تستعينوا إلا بجماعتكم وتقصوا بقية القوى السياسية ولم تقدموا أو حكومتكم شيئاً يُذكر..
أيها الرئيس ، تاكد من الآن أن المعتصمين لن يرضيهم ولن يتراجعوا ولن يكتفوا بإلغاء الإعلان الدستوري ولا تجميد الإستفتاء على الدستور ، حتى لا يضيع وقت أكثر مما ضاع ، وسوف تعلو المطالب إذا ماتم التلاعب بهم أو المماطلة ..
أيها الرئيس ، أعتقد أنه آن الآوان أن تدرك جيداً أنه لا يكفي أبداً لحكم الشعوب ولا لحكم دولة بحجم مصر حسن النية والصلاة والدعاء وأعتقد أنكم أدركتم جيداً أيضاً أن الشعب الذي خلع مبارك قادر جداً أن يخلع كل من يحاول العبث به والإستخفاف به .
أيها الرئيس ، هل تعتقد أنك ما زلت قادراً على إدارة الدولة بعد كل هذه المظاهرات والإعتصامات في الميادين ؟ اعقلها وتوكل على الله ..
تعليقات القراء