مروان يونس يكتب: طبيعة الصراع مع الدستورية العليا كشيطان أكبر

 

إن طبيعة خلاف الإخوان مع المحكمة الدستورية العليا ليس تهاني الجبالي أو غيره، فكما كتبت سابقا المشكلة إلغاء قيمة هذه الدرجة القضائية وتحويلها لقضاء عادي، فهذه المحكمة هي مكان مكتب الإرشاد في إيران وهناك لا تأخذ شكل قضائي ولكن ممثلا لشرعية الله لتراقب رئيس ومجلس شعب وأحكام وتتوسع سلطاتها فتسيطر على كل الدولة وتكون فوق كل السلطات وتسمى هناك مجلس حماية الدستور الإسلامي..
 
هذا المجلس هو القائد الفعلي لإيران أو لأي نظام ديني فلابد من أشخاص يمثلون إرادة الرب والتي هي السيادة الأساسية والرئيسية والأعلى من سيادة الشعب، هناك هو من يوافق على القوانين والتشريعات بل يوافق على ترشيح الأشخاص لرئاسة الجمهورية..
 
فالنظام هناك كله تحت السيطرة والحياة السياسية كذلك والأحزاب كرتونية يديرها هذا المكتب العظيم وبالتأكيد يدير البلاد بأجهزة رقابية شديدة البطش والعنف فليس قمع الشعب بواسطة قوة القانون فقط ولكن بقوة إلهية مما يجعل الحرية بعيدة المنال بل تصبح مستحيلة مع مرور الوقت..
 
أما في مصرنا العزيزة ومن خلال الإعلان عن أن حق التيار الديني في الحكم حقا إلهيا وتأكد الشعب من ذلك من خلال الممارسات وحفلات التكفير أصبح لا يوجد سبيلا للمراوغة الآن.. 
 
فإما الخنوع أما المقاومة للمجتمع المصري والتي لا آراها بكل هذه الصعوبة فلم يكن الإخوان من ألهموا الثورة والقاهرة صعب السيطرة عليها بدون جيش نظامي، كما أن احتمالات العنف من الجماعة أو التيار السلفي لا أراها إلا تهديدات.. فللرئيس اختيار إما زيادة الشق أو التوقف (كمحاولة اخيرة ربما لا أعتقد بها) تنقذ الوطن..
 
و أخيرا الغريب والمثير للدهشة أن هناك فصيل لازال يري أن الصلاح ربما ياتي من دستور الحرية والمساواة ودولة القانون المصنوع من خلال زيادة سيطرة مجموعات بدأت تحاصر المحاكم وتقيم حفلات التكفير الجماعي لباقي المجتمع والمدعومة من الدولة...
 
منتظرين الجمل يطلع النخلة … آدي الجمل وآدي النخلة !!!
 
 و أخيرا أعتقد أننا في نهايات القصة ولننتظر النتائج خلال أسبوع قادم إما إيران أو مصر .. وأعتقد مصر.
 
تعليقات القراء