وائل غنيم: نعم تغيرت مواقفي، حينما احتجت لأصواتكم قلت لكم: «قوتنا في وحدتنا» واليوم أقول لكم «موتوا بغيظكم».

 

لماذا تغيرت مواقفك؟ 
 
يسألني بعض من أحبهم وأحترمهم لماذا تغيرت مواقفك .. ما الذي حدث لك؟ لقد أصبحت منحازا بدرجة غير مقبولة ولهؤلاء الأصدقاء الأعزاء أقول .. 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن قرأت أمام الملايين مبادرة التوافق الوطني التي أطلقتها صفحة كلنا خالد سعيد على قناة OnTV قبل أسبوعين من انتخابي رئيسا للجمهورية وقلت بالنص أنني موافق على إعادة تشكيل التأسيسية الثانية (بعد ما حدث بالأولى) بما يحقق التوازن الحقيقي للمجتمع وسأسعى لذلك بصفتي رئيسا لحزب الحرية والعدالة .. لم أفعل شيئا من ذلك ..
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن اتفقت مع من وقفوا معي قبل يومين من إعلان نتيجة الانتخابات لمنع تزويرها على أن أسعى جاهدا لتعديل تشكيل التأسيسية بما يحقق التوازن، لم أسعى لذلك حقيقة، وحينما انسحب 26 عضوا منها بدلا من السعي لتحقيق الوفاق اتفقت مع أعضاء التأسيسية على إنهاء وضع الدستور في 48 ساعة حتى لو لم يحضر سوى 85 عضوا بالتأسيسية من الأساسي والاحتياطيين الذين تم تصعيدهم في نفس اليوم!
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن وعدتكم في لقائي مع المحامين أنه لا دستور سيطرح للاستفتاء إلا قبل حوار مجتمعي حقيقي، إذ بي أعلن فجأة أن الدستور سيصوت عليه يوم السبت الموافق 15 ديسمبر! 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن وعدتكم بألا أستخدم السلطات التشريعية إلا في أضيق الحدود، إذ بي أقوم بإصدار إعلان غير دستوري (وليس حتى قانون!) يمنع المواطن المصري من حقه في التقاضي ضد قراراتي، بل وحصنت الجمعية التأسيسية التي كنت سابقا وعدت في وضع كل جهدي لتحقيق التوافق داخلها ليخرج دستور يليق بالثورة. 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن وعدتكم في اجتماع مغلق حضره عشرة شباب والدكتور سيف عبدالفتاح وبعض مساعدي الرئيس ألا يخرج الدستور إلا بالتوافق وأن يكون الحوار الوطني وعدم الإقصاء هي سمة المرحلة إذ بي بعدها بأيام أتحرك في اتجاه معاكس تماما لذلك! وأرفع درجة الاستقطاب في الشارع المصري لدرجة "الفتنة" بين أبناء الشعب وبعضهم البعض! 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فهذه جماعتي تحشد جموع المؤيدين لقراراتي ليخرجوا هاتفين باسمي فداء بالروح والدم أمام الاتحادية فأخرج لأتحدث لهم دون غيرهم، وإذ بي أقول أن من يعارضني ما هم إلا قلة قليلة لا تسعى لمصلحة هذا الوطن! ثم تحشد الجماعة مرة أخرى جموع المؤيدين يوم السبت لنسمع كلاما من قبيل أنك مؤيد بـ 90% من الشعب المصري مع أن من انتخبك من الشعب هم 51% فقط على غرار ما كان يحدث في العهد السابق!
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أن وعدتكم بالاستقلال الكامل للقضاء، إذ بي أصر على تعيين نائب عام جديد أختاره أنا، جاء من البحرين متجها إلى مقر النيابة العامة في الواحدة صباحا وسط هتافات من يؤيدني، دون استشارة لأحد من المجلس الأعلى للقضاء، وفي أجواء إعلان غير ستوري، لأؤكد أنه لن يكون حتى نائبا عاما مؤقتا حتى إتمام الدستوري بل نائبا عاما لمصر طوال أربعة سنوات حكمي. 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد أيام قليلة من إعلاني غير الدستوري وحينما امتلأ ميدان التحرير عن آخره بالمعترضين على قراراتي قررت عدم الاكتراث بهم أو عقد حوار وطني يدعى فيه العقلاء ليتقي الجميع فتنة كان من الواجب علينا جميعا اتقاءها حرصا على مصلحة هذا الوطن! 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبدلا من احترام الديمقراطية وحق الناس في الاختيار، أصدرت إعلانا غير دستوري ثم خيرت الشعب المصري الذي ثار من أجل كرامته، بين الموافقة على دستور قد يقبلوه أو لا يقبلوه أو استمرار إعلان غير دستوري يعطيني صلاحيات لم تُعطى لحاكم في تاريخ مصر الحديث بشكل دستوري. 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبعد وعدك بأن تكون مؤسسة الرئاسة هي مؤسسة تتخذ قرارات منهجية ومدروسة إذ بها تصدر قرارات دون علم الكثير ممن هم فيها، فكل من اتصلت بهم من مستشاري الرئيس لم يكن لديهم علم بالإعلان الدستوري ووزير العدل قال أن قانون حماية الثورة معيب! بل وحتى نائب رئيس الجمهورية يتحفظ على بعض المواد وصياغة الإعلان الدستوري!
 
- نعم تغيرت مواقفي، فقد وعدتكم يوما أنني لن أتوان عن التراجع عن أي خطأ أقع فيه، ثم ما لبثت أن قررت عدم التراجع بل وحشد الحشود لتأييدي واعتبار من يعارضني بأنهم: "قلة مندسة" .. أو "ثوارا باعوا الثورة لمصالحهم الشخصية". 
 
- نعم تغيرت مواقفي، فبالأمس حينما احتجت لأصواتكم قلت لكم: "قوتنا في وحدتنا"، واليوم أقول لكم أيتها القلة القليلة غير المؤثرة في المجتمع: "موتوا بغيظكم".
 
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ..
 
تعليقات القراء